مازالت السينما تتناول قصصًا كثيرة عن الكائنات الحية، سواء الموجودة أو المنقرضة، لكنها في بعض الأحيان بالغت؛ عندما أظهرت هذه الحيوانات، وعلى سبيل المثال فإن الحية بالغة الضخامة "أناكوندا"، البطيئة في التهام ضحاياها، التي تكتفي بواحدة فقط كل عدة أشهر، فإنها بدت في الفيلم الذي حمل اسمها، سريعة وماكرة وشرهة للضحايا.
فيلم «The Meg2»
وإحقاقًا للحق قدمت السينما بعض الحيوانات في صورتها الأصلية، سواء من حيث الحجم، أو السلوك، وهو ما جسده الفيلم الأمريكي، "The Meg"، سواء الجزء الأول منه أو الثاني الذي عرض هذا العام، ويحكي عن الكائن البحري العملاق، "ميجالودون".
«جيسون ستاثام» يستعين بـ كائن بحري في فيلم «The Meg2»
واعتاد النجم العالمي "جيسون ستاثام" إبهار محبيه بأفلام الحركة والغموض التي يقدمها، لكن في أحد أفلامه استعان بكائن بحري حقيقي عاش قبل ملايين السنين، حيث عرض "ستاثام" في فيلمه "THE MEG" عام 2018 محاربته لقرش متوحش عملاق يحاصر زملائه في غواصة بقاع المحيط.
تريلر فيلم «The Meg2»
«ميجالودون» حقيقة أم خيال؟
القرش الضخم الذي قدمه الفيلم لم يكن ضربًا من الخيال، وإنما كان الكائن البحري العملاق "ميجالودون"، وهي سمكة القرش العملاقة الأكثر شراسة بين المخلوقات البحرية على مر التاريخ، ومن حسن حظ البشرية كلها أنها انقرضت، قبل 2.6 مليون سنة.
«ميجالودون».. أكبر وأكثر المخلوقات البحرية شراسة
عاشت سمكة «ميجالودون»، أكبر أنواع القروش، على كوكب الأرض، قبل أكثر من مليوني عام، واسمها العلمي هو: "Carcharocles megalodon"، وتعني "الأسنان العملاقة"، وسُميت هكذا إشارة إلى أسنانها الضخمة، التي أعطت العلماء الأدلة حول حجمها وفترة انقراضها.
وفي عام 2014، درست مجموعة بحثية، من جامعة "زيوريخ"، حفريات الـ"ميجالودون"، باستخدام تقنية تسمى التقدير الخطّي الأمثل، لتحديد عمرها.
وأشارت النتائج التي نشرت في مجلة "PLOS ONE"، أن معظم الحفريات، يعود تاريخها إلى العصر الميوسيني الأوسط.
و«ميجالودون»، أحد أكثر المخلوقات البحرية شراسة علي مر التاريخ، ومن حسن حظ البشرية كلها أنه انقرض، قبل 2.6 مليون سنة.
حجم سمكة «ميجالودون»
كان "ميجالودون" مخلوقًا ضخما للغاية، حيث يُعتقد أن السمكة، كان طولها يصل إلى 60 قدمًا (18 مترًا)، وطبقا لمتحف التاريخ الطبيعي (NHM) في لندن، فإنه ربما يصل إلى 80 قدمًا (25 مترًا) وهو الأكثر احتمالا.
وأكبر أضراس هذه السمكة العملاقة، كان يبلغ طولها 7 بوصات، (17.8 سم)، وهي أطول بثلاث مرات تقريبا، من أضراس أسماك القرش البيضاء الكبيرة، وقاد ذلك الحجم العملاق، الشعوب القديمة إلى استكشاف نظرية حول أصول المخلوقات.
وتشير الأبحاث إلى أن الميجالودون، كانت تمتلك نحو 300 من الأسنان الحادة والمدببة، في فك يصل إلى اتساعه لـ3 أمتار، وله قوة عضة تصل إلى 1.3 نيوتن.
موطن «ميجالودون»
أحب "ميجالودون" الدفء، فكان يعيش في البحار الدافئة الضحلة، التي غطت الكثير من مساحة الكوكب، وتم العثور على أسنانه في كل قارة باستثناء القطبية الجنوبية (أنتركتيكا)، ويقال إن الميجالودون ربما انقرضت عندما جفّت هذه البحار، وبدأ العصر الجليدي، وحبست المياه في القطبين، إما جوعًا أو تجميدًا من شدة البرد.
وكانت سمكة الميجالودون تتغذى على الثدييات البحرية الكبيرة، مثل: الحيتان، والدلافين، وحتى أسماك القرش الأخرى، لكن طبقا للأبحاث، فإنه كان يفضل الحيتان المتقزمة "Dwarf whale"، ويقال إن اختفاء هذا النوع من الحيتان سبب محتمل لانقراضه سمكة "ميجالودون".
العثور على أسنان «قرش» عاش قبل 40 مليون عام
وفي عصرنا الحالي عثر علماء الأحافير في منطقة تيومين بغرب سيبيريا على أسنان سمكة قرش عاشت في المنطقة منذ أكثر من 40 مليون عام.
وتم اكتشاف بقايا سمكة القرش العملاقة من جنس Cetorinus Maximus في محجر "كيشتيرلينسكي". صرح بذلك عالم الأحافير أنطون ماسلنّيكوف في حديث أدلى به لصحيفة "كومسومولسكايا برافدا – تيومين"، وذلك حسبما ذكرت وكالة «روسيا اليوم»
وحسب العالم، يعتبر العثور على أسنان سمكة القرش العملاقة في منطقة تيومين مفاجأة كبيرة واكتشافا نادرا جدا.
وأوضح العالم الروسي قائلا:" إن العلم يثق بالحقائق فقط، وهناك حقيقة ثابتة – وها هي، دعنا ننطلق من هذا الأمر. اكتشاف هذا القرش هو أولا: في حد ذاته الأول في منطقتنا، ومن هنا يأتي استنتاج يفيد بأنه كان لديها هنا قاعدة علفية كافية، ونظام درجة حرارة يناسبها أيضا، وعلى سبيل المثال، من الممكن وصف النظام البيئي القديم للمنطقة بمزيد من التفصيل. ثانيا: اكتشافات أسماك القرش نفسها نادرة جدا، وهي أكثر شيوعا في الصخور اللاحقة جيولوجيا، من عصر الأوليغوسين، ونحن هنا عصر الأيوسين، وهو أقدم من الأوليغوسين. فاكتشافها في العصر الأيوسيني هو أكثر تميزا".
ويُعرف محجر "كيشتيرلينسكي" حسب العالم الروسي، بأحافيره النادرة. فبالإضافة إلى أسنان سمك القرش، اكتشف العلماء هنا بقايا مرجان وسرطان البحر، ولكن أثمن الاكتشافات كان الطيور القديمة.
وقال: "تعتبر بقايا طائر بشكل عام من أندر الأحافير. وقد وجدنا في محجر "كيشتيرلينسكي"، عظما واحدا من هذا القبيل. وهو من نفس الطبقات التي عثرنا فيها على القرش وتعود إلى أواخر العصر الأيوسيني، ومن نفس عمرها.
ويرى العلماء، أن أراضي غرب سيبيريا تتميز باكتشاف الأسماك القديمة، لأنه يوجد هنا العديد من الأنهار الصغيرة. وبالنسبة لعلماء الأحافير الذين يدرسون أنواع أسماك القرش، فإن الأسنان التي تم العثور عليها تشكل مادة علمية ثمينة.
- أسباب انقراض «ميجالودون» عملاق البحار
يحاوط الحيوانات المنقرضة ألغاز كثيرة خلف ظروف انقراضها، حتى أن كرست الأبحاث مؤخرًا للبحث في ظروف انقراض الأسماك من ضمنهم انقراض أكبر سمكة قرش مفترسة في التاريخ، والتي ترجح الأبحاث إنها انقرضت بسبب عاداته في تناول الطعام.
سمكة «الميجالودون» المعروف أيضًا باسم "الميج"، هو نوع منقرض من أسماك القرش اللامينية "أسماك القرش الماكريل" التي عاشت منذ ما يقرب من 4-23 مليون سنة، بحسب ما نشرت صحيفة "ديلي ستار" البريطانية.
وفقًا لبحث نُشر في مجلة 'Current Biology'، فإن تطور أسماك القرش على مدار الـ 83 مليون سنة الماضية كان مدفوعًا إلى حد كبير بتفضيل النظام الغذائي وتغير المناخ.
تمكنت أسماك القرش من النجاة من خمس انقراضات جماعية، لكن ميجالودون لم يكن من بين هذه الأنواع في القائمة حيث تشير أسنانه إلى السبب، فاستنادًا إلى شكل أسنانه، من المحتمل أن يكون الميج متخصصًا في أكل الحيتان، والتي كانت متنوعة جدًا في ذلك الوقت.
النظام الغذائي لسمكة «الميجالودون»
يُعتقد أن هذا النوع كان يتبع نظامًا غذائيًا متخصصًا للغاية والذي ربما يكون يتكون من حوت العنبر العملاق Leviathan melvillei، وكان هذا النظام الغذائي الخاص سيضع المخلوق البحري في وضع غير موات بسبب المناخ البارد خلال فترة الميوسين والبليوسين، مما أدى إلى تغييرات في نظامه الغذائي المفضل.
وبعد فحص محتويات معدة Lamniformes الحديثة ووجد أن معظم الأنواع تميل إلى التغذي على مجموعات غذائية معينة.
التنوع المنخفض للحيوانات اللامينية
تشير الدراسات إلى أن التنوع المنخفض للحيوانات اللامينية التي تعيش اليوم هو على الأرجح نتيجة لأحداث الانقراض المتكررة، وبالمقارنة، فإن أسماك القرش (أسماك القرش الأرضية) الحديثة والماضية أكثر قدرة على التكيف مع نظامهم الغذائي.
فعلى مدى الخمسين مليون سنة الماضية، استفادت أسماك القرش الأرضية بشكل مباشر من توسع الشعاب المرجانية، منذ ذلك الحين، أدى التخصص والمرونة في النظام الغذائي للتغيرات البيئية إلى اختلال التوازن في أعداد الأنواع اللامينية وCarcharhiniformes اليوم.