ما إن أعلنت منذ أيام قليلة وزارة الأوقاف تخصيص دقائق معدودة للصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلم عقب صلاة الجمعة حتى انطلقت الأبواق المتشددة من خلال صفحاتها على الشبكة العنكبوتية تندد بذلك متحججة بأن هذا الشيء بدعة!
ليت شعرى لست أدرى متى كانت الصلاة على النبى الأعظم عليه الصلاة والسلام بدعة؟
بل من أين يستقى أمثال هؤلاء المتنطعون أحكام دينهم؟
يصرخون على صفحات السوشيال ميديا ببدعة الصلاة والسلام على رسول الانسانيه بعد صلاة الجمعة بزعم أنها لم ترد!.. وتراهم يعقدون مجالس العلم بين صلاة التراويح وبعدها علما بأنها لم ترد!
بأى دين أو بأى عقل هؤلاء يفتون؟
من قال حرام فهو المطالب بالدليل أما من قال حلال فلا يطالب على قوله بأى دليل لأن الأصل فى الأشياء الإباحة إلى أن يأتى نص يحرمها .
وازاء هذه الأصوات المتطرفة فلا يمكن بأى حال أن تنسى الأجيال المعاصرة ما حدث من تشدد وتخبط فكرى جراء تسلط أصحاب هذه الأفكار باسم الدين، والذى وصل إلى قلب قاعدة الأصل فى الأشياء الإباحة إلى أن الأصل فى الأشياء الحرمانية!
فتم لهم بذلك انطلاق موجة التحريم بأثر رجعى حتى وإن خالفت بذلك الشرع المنزل!
ووصل التطرف إلى أقصاه عندما أعلنوا الحرب على المجتمعات باسم إشاعة المحرمات!
إن هؤلاء وأمثالهم يشكلون خطرًا كبيرًا على مسيرة الأمة الإصلاحية وتحررها من بوتقة الأفكار المغلوطة التى طالما شوهت صورة هذا الدين الحنيف جراء فعل هؤلاء المتطفلين على الساحة الدينية!
إن المواجهة فكرية وتوعوية للأجيال القادمة لإنقاذها من رق هذه الأفكار المتصحرة .
ومع خطة وزارة الأوقاف وتعليمات الدولة المصرية بإعلان الصلاة والسلام على رسول اللّه عقب صلاة الجمعة من داخل المساجد المصرية ذهبت إلى أحد مساجد محافظة البحيرة منتشيا ومنتظرا أن تسبح أرواحنا فى حضرة الصلاة والسلام على خير البرية...
إلا أن فرحتى لم تدم حيث فوجئت بعدم التزام إمام المسجد بالصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جماعة وبصوت مرتفع كما نصت وشددت على ذلك وزارة الأوقاف المصرية، علما بأن هذه المسجد كبير ومؤثر ورواده المئات من المصلين!
ولقد شعرت بأن الإمام سيفعل ذلك من خلال خطبته الجافة عن سيد الأولين والآخرين، فتكسرت فرحتى واصابنى احباط وحال من القبض شديد واستأت لذلك أشد الاستياء وقمت بالتواصل تليفونيا مع وكيل وزارة الأوقاف بالبحيرة والذى تحرك على الفور .
هناك أئمة مساجد غزتهم الأفكار المتشددة فكم نحتاج للتحرك لمواجهة أفكارهم السامة لا سيما أنهم يظنون أنهم فوق تعليمات وقرارات الدولة المصرية الكبيرة!
فمتى نتحرك للمواجهة الفكرية وإعادة النظر فى أفكار أمثال هؤلاء الدخلاء على الدعوة الدينية داخل الدولة المصرية؟