سلط مقال نشرته صحيفة «الجارديان» البريطانية، الضوء على تصريحات رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، التي أكد فيها أن روسيا بدأت بالفعل في نقل رؤوس أسلحة نووية إلى بلاده، تأهبا لمزيد من التطورات في الأزمة التي تشتعل جذوتها في الوقت الراهن بين القوات الروسية والأوكرانية، والتي بدأت في أواخر فبراير من العام الماضي.
وأشار كاتب المقال الصحفي أندرو روث، إلى ما ذكره رئيس بيلاروسيا، أن موسكو قد بدأت في نقل أسلحة نووية تكتيكية للتخزين في بلاده، موضحا في الوقت ذاته أن بلاده تأهبت لتلك الخطوة بإعداد مخازن خاصة لهذا الغرض.
ويشير المقال إلى أن تلك التصريحات تأتي في أعقاب توقيع قيادات عسكرية من البلدين على اتفاق يتيح لموسكو نشر أسلحة نووية، تستخدم لأغراض تكتيكية في بيلاروسيا، وهو ما يمثل تطورا خطيرا في موقف الكرملين من اللجوء إلى استخدام الأسلحة النووية في حرب أوكرانيا إذا لزم الأمر.
ويوضح الكاتب أن فكرة نشر أسلحة نووية روسية على أراضي خارج الحدود الروسية بدأت في عام 1991؛ إذ أكد الكرملين آنذاك في دفاعه عن ذلك القرار أن السبب ورائه هو الدعم الذي تقدمه الدول الغربية لأوكرانيا.
وفي الوقت ذاته، أعلنت روسيا أنها سوف تستمر في كبح جماح الأسلحة النووية التكتيكية، والتي يمكن إطلاقها عبر صواريخ إسكندر أو من خلال طائرات «سو- 25»، وهما نوعان من الأسلحة متوافران ضمن الترسانة العسكرية في بيلاروسيا.
ويعرب الكاتب عن اعتقاده أن تلك الخطوة من جانب روسيا وبيلاروسيا سوف تسهم في المزيد من التقارب بين موسكو ومينسك، مشيرا إلى تصريحات وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو التي يقول فيها أن كلا البلدين سوف يبحثان في سبل تعزيز وتكامل القوات المسلحة لديهما.
ويضيف المقال أن تلك الخطوة تأتي في وقت تستعد فيه روسيا لتطورات خطيرة في ساحة القتال مع القوات الأوكرانية، التي من المتوقع أن تشن هجوما مضادا على المواقع الروسية، في محاولة لاسترداد الأراضي التي بسطت روسيا السيطرة عليها منذ بداية العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا العام الماضي.
ويشير الكاتب في هذا السياق، إلى تصريحات المستشار الرئاسي الأوكراني ميخائيلو بودولياك، أمس الخميس، التي يؤكد فيها أن العملية العسكرية المضادة التي تعتزم بلاده القيام فيها خلال الأسابيع القليلة المقبلة، سوف تمثل تحولا جذريا في المواجهات مع القوات الروسية، واصفا تلك الهجمات بأنها ليست منفردة تبدأ في وقت ما ثم تنتهي، لكنها عملية واسعة النطاق.