هنأ وزير خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا، القارة السمراء، بمناسبة يوم أفريقيا الموافق 25 مايو من كل عام، احتفالًا بالذكرى الــ60 لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية (الاتحاد الأفريقي) في 25 مايو 1963.
وقال دميترو كوليبا: الإخوة والاخوات الأفارقة الأعزاء، يسعدني أن أخاطبكم بمناسبة يوم أفريقيا أثناء زيارتي الثانية للقارة الأفريقية في أقل من عام، ويدل ذلك على التزامنا الحقيقي ببدء عهد جديد في العلاقات الأوكرانية الأفريقية. نحن جئنا للحديث على قدم المساواة وللعمل كشركاء.
وتابع: على الرغم من البُعد الجغرافي الذي يفرقنا، إلا إن أوكرانيا وأفريقيا تشتركان في روابط تاريخية عميقة، لقد شاركنا ودعمنا على الدوام تطلعات الأمم الأفريقية نحو الاستقلال والوحدة والتقدم، موضحا إن أوكرانيا، بصفتها عضوًا مؤسسًا لمنظمة الأمم المتحدة، دأبت على الدفاع عن مصالح الأمم الأفريقية وتعزيزها في إطار منظمة الأمم المتحدة.
واستطرد: على مدى عقود عديدة، ساهم الخبراء الأوكرانيون ذوو التخصصات المتنوعة في بناء مئات من مرافق البنية التحتية في عشرات البلدان الأفريقية، وكذلك مصانع التجهيز ومحطات الطاقة الكهرومائية والموانئ والجسور والطرق والمستشفيات والمدارس.
وقال دميترو كوليبا: تفتخر أوكرانيا أيضًا باستضافة آلاف الطلاب الأفارقة، لقد أصبح العديد منهم قادة بارزين في المجالات السياسية والتجارية والاجتماعية في دولهم، وسيكون من دواعي سرورنا الترحيب بالمزيد من الشباب الأفارقة الذين يرغبون في الدراسة والعمل في أوكرانيا.
وتابع: في الماضي، لم يقتصر التعليم داخل الأراضي الأوكرانية على الطلاب فحسب، بل وقد اشتمل على المحاربين الشجعان من حركات التحرر الوطنية الأفريقية. وخلال الفترة ما بين 1965 و1980 تم تدريب الكثير منهم في أوكرانيا لتلبية احتياجات الحزب الأفريقي لاستقلال غينيا والرأس الأخضر، والمنظمة الشعبية لجنوب غرب أفريقيا في ناميبيا، والاتحاد الشعبي الأفريقي في زيمبابوي، والحركة الشعبية لتحرير أنغولا، وجبهة تحرير موزمبيق، والمؤتمر الوطني الأفريقي في جنوب أفريقيا. هذا هو تاريخنا المشترك. إننا نعتز به ولن نسمح لأحد بوضع يده على ماضينا المشترك هذا.
وأشار: لقد قال الثوري الموزمبيقي وأول رئيس لموزمبيق المستقلة سامورا ماشيل ذات مرة إن "التضامن الدولي ليس عملًا خيريًا، بل هو عمل من أعمال الوحدة بين الحلفاء الذين يكافحون على أراض مختلفة من أجل تحقيق الهدف نفسه". تبقى اليوم هذه العبارة الحكيمة هامة للغاية.
وأكد دميترو كوليبا: لطالما التزمت أوكرانيا بالحفاظ على السلام في أفريقيا وساهمت مساهمة ملموسة في الجهود العالمية ذات الصلة. قام أكثر من 300 مواطن أوكراني من ذوي الخوذ الزرقاء بأداء مهامهم في إطار أربع بعثات سلام للأمم المتحدة في أفريقيا: في جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان ومنطقة أبيي ومالي.
وأوضح: شارك البحارة الأوكرانيون في الإجراءات الجماعية الدولية لمكافحة القرصنة البحرية قبالة سواحل الصومال. واعتبارًا من فبراير 2022، تم نشر 80 بالمائة من عناصر حفظ السلام الأوكرانيين في الخارج في البلدان الأفريقية. مؤكدًا، إننا نعلم ثمن السلام وأهمية الحفاظ عليه.
ولفت: اليوم، تعيد أوكرانيا تنشيط سياستها الخارجية تجاه أفريقيا بهدف تحقيق النهضة الأوكرانية الأفريقية، لافتًا: لقد اعتمدنا مؤخرًا أول استراتيجية للعلاقات الأوكرانية الأفريقية وقمنا بتكثيف حوارنا السياسي مع العديد من دول القارة هذا العام، نعتزم فتح سفارات جديدة في أنحاء مختلفة من القارة الأفريقية ونخطط لعقد القمة الأوكرانية الأفريقية الاولى، إنني أدعو قادة دولكم للمشاركة في هذه الفعالية المهمة.
وتابع: نتطلع إلى تطوير نوعية جديدة من الشراكة على أساس ثلاثة مبادئ مشتركة ألا وهي الاحترام المتبادل والمصالح المتبادلة والمنفعة المتبادلة.مخاطبا، أيها الأصدقاء، لأكثر من عام، تخوض أوكرانيا حربًا دفاعية من أجل حريتها واستقلالها. إنها ليست نزاعا على الحدود، بل حرب وفرض السيطرة على أوكرانيا لأن الدولة المحاربة لا تعترف بحقنا في الوجود كدولة ذات سيادة وحقنا في اختيار طريقنا للتنمية السلمية والازدهار.
وأشار وزير خارجية أوكرانيا إلى أن الرئيس الأنغولي جواو لورينسو، أطلق تعريفا دقيقا للوضع الحالي على أساس التجربة المماثلة لبلاده قائلا: "قاتلنا ضد الغزاة في الماضي، فإننا نفهم أن لكل شخص آخر نفس الحق. ولا نفهم كيف يكمن لهؤلاء الناس، الذين ساعدونا في محاربة الغزاة، القيام بعد ذلك بضم أربع مناطق لدولة مجاورة اليوم".
وأكد: الأوكرانيون هم أمة تناضل من أجل العدالة وضد الظلم وانتهاكات حقوق الإنسان. إن دعم أوكرانيا يأتي ليس من باب الموالاة للغرب أو معاداة الغرب، إن الأمر يتعلق باحترام ميثاق الأمم المتحدة والقانون والنظام الدوليين، فضلًا عن حق كل دولة في اختيار طريقها السلمي للتنمية، مؤكدًا: إننا نسمع دعوات للسلام من مختلف البلدان والقادة. إننا ندعمها على هذا النحو ونعتقد أنه يجب توجيهها أولًا وقبل كل شيء إلى روسيا باعتبارها الدولة التي بدأت هذه الحرب.
وشدد: لا توجد دولة أخرى في العالم التي تريد السلام أكثر من أوكرانيا. لكننا نعلم أن السلام الحقيقي يجب أن يكون عادلًا ومستدامًا. إننا منفتحون على مناقشة أي مبادرة سلام في حال احترامها ومراعاتها لمبدأين: ألا يتم اقتراح تنازلات عن الأراضي وألا تؤدي أي المبادرة إلى صراع مجمّد بدلًا من السلام.
وأوضح: لدى أوكرانيا خطة واضحة في هذا الصدد تسمّى صيغة السلام للرئيس فولوديمير زيلينسكي. هذه الحرب دائرة على الأراضي الأوكرانية، لذلك نعتبر أنه من الطبيعي أن تكون خطة السلام الأوكرانية في صميم جهود السلام. وندعو البلدان الأفريقية للانضمام إلى تنفيذ هذه الصيغة، موضحًا يعد الأمن الغذائي بمثابة محور هام في هذه الصيغة، كما تولي الدول الأفريقية أهمية خاصة له.و حتى خلال هذا الوقت العصيب مع استمرار الحرب.