شهد الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، واللواء أحمد راشد محافظ الجيزة، والدكتورة نيفين عثمان أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة، اليوم الخميس، إطلاق "المبادرة الوطنية لتمكين الطفل المصري" بمشاركة عدد من منظمات المجتمع المدني وهي: "تكاتف" و"أشوكا" و"مصراوية" و"طيبة"، وبالتعاون مع منظمة "يونيسف"، وذلك بمدرسة صلاح سالم الرسمية لغات التابعة لإدارة جنوب الجيزة التعليمية بمحافظة الجيزة.
وأكد رضا حجازي أن هذه المبادرة تأتي للتعظيم من الجهود المتميزة لوزارة التربية والتعليم والتي قامت بها من أجل التصدي لظواهر العنف والتنمر والسلوكيات الخاطئة، من خلال دمجها مع جهود ومبادرات منظمات المجتمع المدني؛ لخلق بيئة مدرسية آمنة وداعمة للأطفال، وتعزيز الدمج وقبول الآخر، كما يهدف البرنامج إلى بناء قدرات أعضاء هيئة التدريس والإخصائيين الإجتماعيين في مجال تعزيز السلوكيات الإيجابية للأطفال، وتوعية أولياء الأمور فى مجال التربية الإيجابية، وإتاحة الفرص أمام الطفل المصري لتنمية مهارات الريادة والقيادة والابتكار من خلال برامج "كلنا صناع التغيير الإجتماعي" التي تهدف لغرس قيم الانتماء والاهتمام بالمشاكل المجتمعية والعمل الجماعي والمشاركة الفعالة من أجل تنمية المجتمع المحيط.
وأشاد “حجازي” بالدور المحوري والهام للمجلس القومي للطفولة والأمومة في تقديم أوجه الدعم والرعاية والحماية للطفل، مشيرًا إلى أنه انطلاقًا من هذا الدور تسعى وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني إلى التعاون المثمر والبنّاء مع المجلس؛ من أجل تحسين جودة حياة الطفل، وأن يكون هناك دور استباقي في إعداد البرامج التي من شأنها تعزيز جهود حماية الطفل، ورفع وعي المجتمع بحقوقهم في ضوء سياسة بناء الإنسان المصري التي تنتهجها الدولة المصرية.
وأشار إلى أن الاستثمار في الأطفال هو استثمار في المستقبل حيث إنهم يمثلون الشريحة الأكبر في المجتمع، حيث تعمل الوزارة دائمًا على رعاية النشء، وترسيخ القيم المجتمعية والإنسانية والتعليمية والثقافية في أبنائنا؛ كما تقوم بتطوير نظام التعليم قبل الجامعي لتقديم نموذج رائد في المنطقة وتوفير فرص عادلة لجميع الأطفال للحصول على تعليم عالي الجودة.
وأكد الوزير أن منظمات المجتمع المدني تعد شريكا هاما في المساهمة مع الحكومة المصرية فى دعم المنظومة التعليمية لتحقيق التنمية المنشودة.
ومن جانبه، أكد اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة الاهتمام الكبير الذي توليه العديد من مؤسسات الدولة بالأطفال والنشء وذلك باعتبارهم نواة المستقبل حيث تعد مصر من أوائل الدول التي تحرص على دعم حقوق الطفل من خلال تنفيذ العديد من المبادرات التعليمية والصحية للعمل علي حماية الأطفال ورعايتهم.
وأضاف اللواء أحمد راشد أن المبادرة تهدف إلى بناء قدرات أعضاء هيئة التدريس وتعزيز السلوكيات الإيجابية للأطفال وتوعية أولياء الأمور فى مجال التربية الإيجابية لإتاحة الفرص أمام الطفل المصرى لتنمية المهارات الحياتية والتي شهدت تنفيذ عدد من ورش العمل في الفترة من ٢٠٢٣/٥/٢١ وحتي ٢٠٢٣/٥/٢٦.
وثمّن محافظ الجيزة التعاون المثمر القائم بين المحافظة ووزارة التربية والتعليم والمجلس القومي للأمومة والطفولة بما يهدف إلى تعزيز السلوكيات الإيجابية للطفل وتنمية مهارتهم، مؤكدا أن المحافظة لا تدخر جهدًا في تقديم الدعم اللازم للمبادرة، وإتاحة جميع الإمكانات لإنجاحها، وتحقيق الأهداف المرجوة، مشيرا إلى أهمية تحقيق الإستدامة للمبادرة، لضمان استهداف أكبر عدد ممكن من الفئات المستهدفة.
وأكد محافظ الجيزة على دور مديرية التربية والتعليم بالجيزة في تكثيف الأنشطة الطلابية الهادفة داخل المدارس وخاصة خلال فترة الصيف لاستغلال أوقات الفراغ للطلاب والعمل على تنمية قدراتهم الذهنية والبدنية.
ومن جهتها، قالت الدكتورة نيفين عثمان: "إن المبادرة الوطنية لتمكين الطفل المصري بدأت بـ ٤ محافظات وتهدف إلى بناء شخصيات قوية للأطفال"، مشيرة إلى أن المبادرة الوطنية لتمكين الطفل المصري تأتي في إطار التعاون بين وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، والمجلس القومى للطفولة والأمومة ومن خلال المبادرة الوطنية لتمكين الأطفال ( دوي ) والتي يتم تنفيذها تحت رعاية السيدة الأولى السيدة انتصار السيسى قرينة السيد رئيس الجمهورية.
وثمّنت الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، التعاون المثمر والمستمر بين المجلس ووزارة التربية والتعليم والتعليم، موجهةً الشكر للدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم لجهوده الحثيثة ودعمه الدائم لقضايا الأطفال فى مصر.
وأوضحت الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة أنه بدأ تنفيذ البرنامج بالشراكة مع منظمات المجتمع المدني ومنظمة يونيسف مصر، بهدف نشر وتعزيز السلوكيات والممارسات الإيجابية بين الأطفال وذويهم بالمؤسسات التعليمية، ؛ لتقديم منظومة متكاملة لتغيير السلوكيات واكتساب المهارات الحياتية وتنمية القيم وبناء شخصيات قوية ومثابرة في مواجهة الظواهر الاجتماعية الخطيرة والتى تهدد أمن وسلامة الطفل المصري، فضلًا عن بناء نسق قيمي مجتمعي يسوده المودة والإحترام والتسامح وقبول الآخر للتصدي لمظاهر العنف والتنمر والتحرش والإيذاء البدني والمعنوي، مشيرة إلى أن عدد الأطفال فى مراحل التعليم المختلفة تصل إلى حوالى ٢٥ مليون تلميذ.
وقالت الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة: "سيتم تنفيذ أنشطة هذا البرنامج كمرحلة تجريبية فى أربعة محافظات، وهم ( سوهـاج – الجيزة – الأسكندريـــــــــة - شمال سيناء)، من خلال تنفيذ ورش عمل تدريبية لإخصائي الأنشطة اللاصفية والإخصائيين الاجتماعيين بالتربية والتعليم، فضلًا عن تنفيذ معسكرات للأطفال للشريحة العمرية من (9-12) ومن (13-15) في المحافظات الأربعة المستهدفة، بالإضافة إلى عقد لقاءات لأولياء الأمور، بالإضافة إلى تنفيذ برنامج " الأطفال صناع التغيير الاجتماعي" والذي ينطوي على مفهوم أن المواطن لديه حقوق وعليه واجبات، مشيرة إلى أنه جار توثيق التجربة لتقييمها وعرض نتائجها فى ورشة عمل خلال شهر يونيو المقبل.
وخلال الزيارة، تفقد الوزير ومحافظ الجيزة والأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة عدد من الأنشطة التفاعلية التي يشارك فيها الطلاب، وورشة صناعة التغيير الاجتماعي، والتعلم الرقمي، ودوائر الحكي، بالإضافة إلى لقاء الأجيال.
وبدأت الزيارة بتفقد المسرح التفاعلي والذي يتناقش الطلاب من خلاله حول ظاهرة التنمر بين الأطفال والكبار، والتعريف بقانون التنمر رقم (١٨٩) لسنة ٢٠٢٠ والذي ينص على مجموعة من العقوبات على من يمارس التنمر كبيرًا أو صغيرًا، حيث أشاد الوزير بالأداء المسرحي للطلاب وناقشهم حول مدى الاستفادة من برنامج "تنمية القيم وتعزيز السلوكيات الإيجابية للأطفال"، وخاصة اكتساب الأطفال السلوكيات الإيجابية للتصدي لظاهرة التنمر والتعرف على آثارها السلبية، والبحث عن حلول لمواجهتها، وتقديم المساعدة لزملائهم ممن يتعرضون للتنمر، فضلًا عن دور المدرسة والأسرة في التوعية حول هذه الظاهرة والتعامل معها.
كما تم تفقد مجموعة من الأنشطة التفاعلية والتي تتضمن ألعاب تهدف إلى غرس مجموعة من المبادئ والقيم مثل التسامح وقبول الآخر والاحترام والمثابرة للأطفال من سن ٩ ل ١٢ سنة من خلال مجموعة من الألعاب الابتكارية، وفي هذا الصدد ناقش الوزير الطلاب حول الاستفادة من هذه الألعاب في اكتساب هذه القيم.
كما تضمنت الزيارة تفقد مبادرة تمكين الفتيات "دوي" والتي يتم تنفيذ أنشطتها تحت رعاية السيدة انتصار السيسي حرم رئيس الجمهورية، حيث تم تفقد نشاط دوائر الحكي التي تعمل على التعرف بشكل ابتكاري على القضايا التي من الممكن أن يعاني منها الأطفال خاصة التنمر والحصول على حلول مبتكرة من خلال مناقشة الطلاب حولها، ومن خلال لقاء الأجيال حيث يتبادل الأمهات والأباء والأطفال الأدوار ليعبروا عن آرائهم تجاه القضايا المطروحة والعمل على تقارب وجهات النظر بين الآباء والأبناء في إطار مفهوم التربية الإيجابية.
وفي هذا الإطار، تحدث الوزير مع الطالبات وأولياء الأمور حول العائد من المبادرة، والتعرف على المشكلات وجذورها والتفكير النقدي، ومعرفة السبب والنتيجة لكل مشكلة لحلها، بالإضافة إلى دور المسرح التفاعلي في تعزيز مفهوم التربية الإيجابية، مؤكدًا أن الوزارة تعقد العديد من الندوات وورش تدريبية وعروض مسرحية تفاعلية لمواجهة ظاهرة التنمر.
كما تم تفقد نشاط التعلم الرقمي والذي يتم تعليم الطلاب من خلاله الدخول الآمن على الانترنت والتعرف على ظاهرة التنمر الإلكتروني ويتيح لهم الحصول على دورة تدريبية في الرقمنة من خلال مبادرة "دوي" على الإنترنت أو من خلال تطبيق "دوي" على الهواتف المحمولة، ويحصل الطالب من خلال هذا النشاط على شهادة التحول الرقمي.
وخلال الزيارة تم توزيع هدايا على الطلاب لتشجيعهم وحثهم على الاستمرار في تنمية مواهبهم.