الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

البابا فرنسيس يواصل الحديث عن الغيرة الرسولية ويتوقف عند قوة النهوض مجددًا

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أجرى البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، اليوم الأربعاء، مقابلته العامة في ساحة القديس بطرس. وأشار في بداية حديثه إلى مواصلته سلسلة تعليمه حول قديسين وقديسات يعلموننا بشهادتهم النموذجية الغيرة الرسولية. وتابع أننا نتوجه اليوم إلى أرض بعيدة جدا للتعرف على مثال للشغف بالكرازة، أي إلى الكنيسة في كوريا، وذلك في إشارة إلى الشهيد وأول كاهن كوري القديس أندراوس كيم تاي غون.

وأراد البابا فرنسيس التذكير بأن المبشرين الأوائل بالإنجيل في كوريا كانوا من العلمانيين، ودعا في هذا السياق الجميع إلى سؤال الذات إن كام بإمكانهم أن يفعلوا الشيء ذاته.  

وفي حديثه عن هذا القديس حسب ما نشرته الصفحة الرسمية للفاتيكان منذ قليل، قال البابا فرنسيس: "إن حياته كانت وتظل شهادة بيِّنة لغيرة إعلان الإنجيل، وواصل الأب الأقدس أن الأرض الكورية قد شهدت قبل حوالي ألفي سنة اضطهاد شرسا ضد المسيحيين، وكان الإيمان بيسوع المسيح في تلك الفترة يعني الاستعداد للشهادة حتى الموت.

وأضاف أن بالإمكان استنباط مثال القديس أندراوس كيم تاي غون من عاملين محددين في حياته. الأول، حسب ما تابع البابا فرنسيس، هو الأسلوب الذي كان عليه أن يتبعه للقاء المؤمنين، فقد كان مضطرا إلى الاقتراب من المسحيين بشكل غير واضح، وذلك دائما في حضور أشخاص آخرين. وللتعرف على الهوية المسيحية للآخرين كان يلجأ القديس إلى بعض الطرق، فقد كانت هناك أولا إشارة متفق عليها من قبل للتعرف على الشخص، ثم كان القديس أندراوس كيم يوجه بشكل خفي عقب إبراز هذه الإشارة سؤالا إلى محاوره: هل أنت تلميذ ليسوع؟ ولكنى ونظرا لوجود أشخاص آخرين كان على القديس أندراوس كيم أن يتكلم بصوت منخفض وأن يتلفظ بكلمات قليلة، أي تلك الأساسية فقط. قال البابا بالتالي إن التعبير عن هوية المسيحي كان بالنسبة لهذا القديس كون الشخص تلميذا للمسيح.

وتابع البابا فرنسيس: أن كون الشخص تلميذا للرب يعني اتِّباعه واتباع طريقه، وأضاف أن المسيحي هو بطبيعته شخص يكرز ويقدم شهادة ليسوع. تتلقى كل جماعة مسيحية من الروح القدس هذه الهوية، قال البابا فرنسيس، وهذا ما حدث للكنيسة بكاملها منذ يوم العنصرة، ومن الروح يولد الشغف بالكرازة، الغيرة الرسولية هي إذن عطية من الروح القدس. وتابع الأب الأقدس أنه حتى في الظروف غير السهلة، مثلما كانت ظروف القديس أندراوس كيم، فإن هذا الشغف لا يتغير بل يكتسب قيمة أكبر. وأشار هنا إلى أن القديس أندراوس كيم والمؤمنين الكوريين الآخرين قد أثبتوا أن الشهادة للإنجيل في زمن الاضطهاد يمكنها أن تأتي بثمار كثيرة للإيمان.

ثم تحدث البابا فرنسيس عن النقطة الثانية في مثال الغيرة الرسولية لهذا القديس، وعاد قداسته هنا إلى الفترة التي كان فيها القجيس أندراوس كيم إكليريكيا وكان عليه أن يتوصل إلى طريقة يستقبل بها بشكل خفي الإرساليين القادمين من الخارج. ولم تكن هذه مهمة سهلة، قال الأب الأقدس، وذلك لأن النظام الحاكم في تلك الفترة كان يمنع بصرامة دخول الأجانب الأراضي الكورية. ثم روى البابا فرنسيس كيف كان القديس أندراوس كيم يسير في إحدى المرات للقاء مرسلين مع تساقط الثلوج وذلك بدون أن يأكل، وقطع مسافة طويلة حتى أنه سقط أرضا بسبب التعب وكان يهدده خطر أن يفقد وعيه وأن يتجمد، وفجأة سمع القديس صوتا يقول" قم وامشِ"، ونهض القديس أندراوس كيم ولمح ظل شخص يقوده.

واستطرد البابا فرنسيس إن خبرة هذا القديس، هذا الشاهد العظيم، تجعلنا ندرك عاملا هاما جدا في الغيرة الرسولية، أي شجاعة النهوض مجددا عقب السقوط. وذكَّر قداسته هنا بأن حتى القديسين يمكن أن يسقطوا، فهذا ما حدث مثلا للقديس بطرس فقد ارتكب خطيئة كبيرة لكنه استلهم القوة من رحمة الله ونهض مجددا. وعاد البابا إلى القديس أندراوس كيم فقال إنه سقط سقطة جسدية لكن كانت لديه قوة مواصلة السير لحمل الإنجيل. وشدد بالتالي على أنه حتى حين تكون الأوضاع صعبة، بل وحين يبدو أنها لا تفسح المجال أمان رسالة الإنجيل، فعلينا تفادي الاستسلام والتنازل عن مواصلة ما هو أساسي في حياتنا المسيحية، إعلان الإنجيل. هذا هو الطريق، قال البابا، وأضاف أن بإمكاننا جميعا الكرازة بالإنجيل في أوساطنا وعلى مستوياتنا الصغيرة، يمكننا أن نتكلم عن يسوع والكرازة بقلب مفعم بالفرح وبالقوة التي يمنحنا إياها الروح القدس.

ثم ختم البابا فرنسيس تعليمه الأسبوعي، اليوم الأربعاء خلال المقابلة العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس، داعيا إلى الاستعداد لتلقي الروح القدس مع الاحتفال القريب بالعنصرة. وأضاف قداسته: فلنسأله نعمة الشجاعة الرسولية، الكرازة بالإنجيل وحمل رسالة المسيح إلى الأمام دائما.

هذا وأراد البابا فرنسيس التذكير بالاحتفال اليوم باليوم العالمي للصلاة من أجل الكنيسة الكاثوليكية في الصين والذي يتزامن مع الاحتفال بعيد الطوباوية مريم العذراء سيدة المعونة، وأشار قداسته إلى مزار العذراء في شيشان في شنغهاي. وتابع مؤكدا القرب من أخوتنا وأخواتنا في الصين وتقاسم أفراحهم وآمالهم، هذا إلى جانب التوجه بالفكر بشكل خاص إلى من يعانون من رعاة ومؤمنين، وذلك كي يجدوا في شركة وتضامن الكنيسة الجامعة العزاء والتشجيع. ثم دعا البابا الجميع إلى رفع الصلاة إلى الله كي تُعلن بشرى المسيح المصلوب والقائم من بين الأموات بكمالها وجمالها وحريتها حاملة الثمار من أجل خير الكنيسة الكاثوليكية والمجتمع الصيني بكامله.