كشف الدكتور محمد إبراهيم المتحدث باسم وزارة الصحة السودانية، في تصريح خاص لـ «البوابة نيوز»، تفاصيل اعتداء واستيلاء قوات الدعم السريع على مستشفى أحمد قاسم التخصصي، لأمراض وجراحة القلب والكلي والتسبب في إغلاقها بعد الاعتداء على طاقمها الطبي وطردهم خارج المستشفى ونهب خزينتها.
وكانت قد هاجمت مساء الأحد، وتحديدًا قبل نصف ساعة من بدء الهُدنة الإنسانية قصيرة الأمد «7 أيام» والمُوقع عليها طرفي الصراع قبل أيام في جدة؛ قوات الدعم السريع أحد أهم وأبرز المستشفيات التي لا تزال تقدم الخدمة لأمراض وجراحة القلب والكلي في ولاية الخرطوم؛ بعد أن أجبرت الحرب 85 مستشفى على الإغلاق؛ بينما لا يزال 12 مستشفى فقط تواصل تقديم الخدمة في ظروف صعبة وقاسية.
وقال «إبراهيم»: إنه قبل نصف ساعة من بدء سريان الهُدنة الإنسانية المتفق عليها بين الجيش وقوات الدعم السريع، استولت قوات مسلحة من الدعم السريع على مستشفى أحمد قاسم التخصصي لأمراض وجراحة القلب والكلي وتعدوا على الكوادر الصحية بالضرب وعلى المرضى وتم طردهم خارج المستشفى، وذلك بعد أن صادرت قوات الدعم السريع هواتفهم الجوالة.
وأضاف المتحدث باسم وزارة الصحة السودانية، أن قوات الدعم السريع نهبت خزانة مستشفى أحمد قاسم التخصصي لأمراض وجراحة القلب والكلي، واستولت على 4 سيارات إسعاف، إلى جانب إتلاف وتخريب عربات الكادر الصحي بالمستشفى، مؤكدًا أن جميع المرضى الذين كانوا في مستشفى أحمد قاسم التخصصي «حالتهم خطرة».
وقبل أسبوع، قال «ابراهيم» لـ «البوابة نيوز»: إن قوات الدعم السريع سيطرت على 25 منشئة صحية هامة، وتوقفت تلك المنشآت الصحية عن العمل وتقديم الخدمة الصحية، وهو الأمر الذي يُؤكد وجود حملة ممنهجة من قوات الدعم السريع لإيقاف هذه المستشفيات عن تقديم الخدمة الصحية للمواطنين والمُصابين والجرحى. لافتًا إلى أن من بين هذه المراكز 4 مراكز صحية هامة جدا من بينهم «مركز الامدادات الطبية - المعمل القومي للصحة العامة اسيتاك - بنك الدم القومي - سلسلة تبريد اللقاحات».
ورغم إعلان بدء سريان الهدنة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، رصد مراقبون وقوع اشتباكات مُتقطعة بين الجانبين في عدة مناطق بالعاصمة السودانية الخرطوم، إلى جانب دوي أصوات غارات جوية قام بها طيران الجيش السوداني، كما وقعت اشتباكات في مدينة الكترو وشارع الغابة وسط الخرطوم، وكذلك أم درمان وبحري.
في سياق متصل، أصدرت مُنظمة أطباء حول العالم بيانًا عاجلًا، أكدت خلاله على رصدها لاقتحام قوات الدعم السريع لمستشفى التيجاني الماحي للأمراض النفسية والعصبية في مدينة أمدرمان، ونهب تجهيزات المستشفى من مكيفات وأجهزة طبية وإلكترونية ومولدات وسرقة الخزنة والصيدلة.
ورصد بيان أطباء حول العالم، اقتحام قوات الدعم السريع لمستشفى البلسم التخصصي بالخرطوم، إللى جانب نهب مخازن أدوية تابعة لـ 3 شركات بأحياء متفرقة في الخرطوم، ونهب 2 مخزن أدوية في منطقة الفيحاء وحي الزهور، بالإضافة إلى نهب قوات الدعم السريع لعدد من مخازن وصيدليات ومراكز صحية بحي الزهور والشجرة والأزهري والسلمة في العاصمة السودانية الخرطوم.
ودقت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أمس الإثنين ناقوس الخطر بشأن أزمة السودان، وقال مُساعد المفوض: «حتى الآن، نعتقد أننا نقترب من 90 ألف شخص فروا إلى تشاد»، بينما تقدر الأمم المتحدة ارتفاع عدد القتلى في المعارك لـ 1000 شخص، فضلاً عن نزوح أكثر من مليون مواطن ولاجئ، ومغادرة أكثر من 250 ألف شخص لدول جوار السودان، و1لك منذ اندلاع الحرب في منتصف أمريل المنصرم.
وفي وقت سابق قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في شرق المتوسط أحمد المنظري، إن 16 مليون سوداني يُعانون أزمات صحية ونحو 4 ملايين امرأة حامل و50 ألف طفلا يعانون نقصًا حادًا في التغذية، ونحو 24000 امرأة مُقدر لهن وضع مولودًا خلال الأسابيع القادمة ولن يتمكن من الوصول للخدمات الصحية وهن عرضة للإصابات الوخيمة والوفاة.