اندلع القتال على طول الحدود الروسية مع أوكرانيا بعد أن زعمت قوات روسية، تقول إنها مناهضة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأنها اجتاحت قرية حدودية داخل روسيا لأول مرة في الحرب الروسية الأوكرانية، بحسب ما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وقال فيلق حرية روسيا، الذي يصف نفسه بأنه ميليشيا مناهضة للكرملين تسعى لتحرير روسيا من فلاديمير بوتين، إنه عبر الحدود واجتاح مستوطنة كوزينكا، بينما أرسل وحدات قتالية إلى بلدة جرايفورون في منطقة بيلجورود الروسية.
وأظهر مقطع فيديو للغارة، التي يزعم أنها في نقطة تفتيش حدودية في جرايفورون، ضحايا بينهم ضابط روسي ملقى على وجهه في بركة من الدماء بجوار جوازات السفر الروسية ووثائق أخرى متناثرة على الأرض.
وقالت ميليشيات أخرى مناهضة للكرملين، وهي فيلق المتطوعين الروس، بقيادة قومي روسي بارز، إنها شاركت في الغارة، ونشرت في وقت متأخر من يوم الاثنين الماضي، مقطع فيديو يظهر ما قالت إنه مقاتل يتفقد عربة مدرعة تم أسرها.
وأفادت تقارير غير مؤكدة باستخدام طائرة بدون طيار لإلقاء متفجرات على مكتب جهاز الأمن الفيدرالي الروسي.
وذكرت وكالات الأنباء أن حاكم بيلجورود فياتشيسلاف جلادكوف، قال إن ثمانية أشخاص أصيبوا بعد تعرض البلدة لقصف مدفعي أوكراني. وقال إن معظم السكان غادروا المنطقة لكن الوضع ظل "متوترا".
وفي قرية زاموستي القريبة، أصابت قذيفة روضة أطفال وتسببت في اندلاع حريق، وأصيبت امرأة في يدها، بحسب ما أعلن جلادكوف.
وأشارت الصحيفة إلي أن الهجوم في منطقة بيلجورود يعتبر حالة نادرة حيث واجهت القرى الروسية وجها لوجه صراعا أطلقه جيشها في جميع أنحاء أوكرانيا. وأكد مسؤولون روس وأوكرانيون اندلاع القتال على الحدود.
وذكرت وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية، أن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، قال إنه تم إبلاغ الرئيس فلاديمير بوتين وأن العمل جار لطرد ما وصفهم بـ"المخربين".
وقال بيان نشره فيلق حرية روسيا على وسائل التواصل الاجتماعي: "نحن روس مثلك. نحن نتميز فقط بحقيقة أننا لم نعد نريد تبرير تصرفات المجرمين في السلطة وحملنا السلاح للدفاع عن حريتنا وحريتك. لكن حان الوقت اليوم للجميع لتحمل مسؤولية مستقبلهم. حان الوقت لوضع حد لديكتاتورية الكرملين ".
وأكد حاكم منطقة بيلجورود الهجوم علي المنطقة، يوم الاثنين الماضي، وقال أن: "مجموعة التخريب والاستطلاع التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية دخلت أراضي منطقة جرايفورون. وتتخذ القوات المسلحة الروسية التدابير اللازمة للقضاء على العدو ".
وقال الكرملين إن موسكو تعتقد أن الهجوم يهدف إلى "صرف الانتباه" عن باخموت، المدينة الأوكرانية حيث تشدد روسيا قبضتها عليها.
وتنصلت أوكرانيا من علاقتها بالمقاتلين الروس المناهضين لبوتين، قائلة إنهم يتصرفون بشكل مستقل ولا يخضعون للسيطرة العسكرية الأوكرانية.
وقال أندريه يوسوف المتحدث باسم المخابرات العسكرية الأوكرانية، في تصريحات نشرتها وسائل الإعلام الأوكرانية: "نعم، اليوم فيلق المتطوعين الروس وفيلق حرية روسيا، اللذان يتألفان من مواطني الاتحاد الروسي، أطلقا عملية لتحرير هذه الأراضي من منطقة بيلجورود مما يسمى بنظام بوتين ودفع العدو للتراجع من أجل إنشاء منطقة أمنية معينة لحماية السكان المدنيين الأوكرانيين".