كشفت وسائل الإعلام العبرية، عن مخاوف فى إسرائيل من تفكك الائتلاف الحاكم برئاسة بنيامين نتنياهو، بسبب استمرار الاحتجاجات ضد خطة الحكومة لإصلاح القضاء المثيرة للجدل، فضلا عن تصاعد التوترات بين الحكومة والأحزاب الحريدية بسبب التصويت على الميزانية العامة ٢٠٢٣ - ٢٠٢٤.
خطة إصلاح القضاء
تجددت، مساء السبت الماضى، التظاهرات ضد حكومة بنيامين نتنياهو وخطتها لإضعاف جهاز القضاء، للأسبوع العشرين على التوالى.
وخرج عشرات الآلاف من الإسرائيليين فى تظاهرة احتجاجية مركزية انطلقت من شارع كابلان وسط تل أبيب، وصولا إلى شارع «ديزنغوف».
ورفع عدد من المشاركين فى التظاهرة يافطات كتب عليها شعارات بالعبرية والإنجليزية والعربية، من ضمنها: «حياة الفلسطينيين مهمة»، «شعب يحتل شعب آخر لا يمكن أن يكون حرا»، و«لا ديمقراطية مع الاحتلال»، «نتنياهو، سموتريتش، بن غفير، تهديد للسلام فى العالم»، و«ياريف ليفين عدو للديمقراطية»، و«حان وقت إسقاط الديكتاتور» و«حكومة العار»، و«بيبى نتنياهو فاقد للأهلية»، و«الأبارتهاد لا يتوقف عند الخط الأخضر»، و«لا أحد فوق القانون»، و«إصلاحات ليفين القضائية نهاية للديمقراطية» و«حكومة النهب».
وتسعى حكومة نتنياهو إلى إجراء تعديلات جذرية على الأنظمة القانونية والقضائية، لتقضى بشكل كامل تقريبا على سلطة المحكمة العليا للمراجعة القضائية، وتعطى الحكومة أغلبية تلقائية فى لجنة اختيار القضاة، الأمر الذى تراه شريحة واسعة من الإسرائيليين استهدافا للديمقراطية وتقويضا لمنظومة القضاء.
ومنذ الإعلان عن الخطة فى مطلع يناير، يتظاهر عشرات آلاف الإسرائيليين أسبوعيا للتنديد بالنص والحكومة التى شكلها نتنياهو فى ديسمبر. وأعلن الأخير فى ٢٧ مارس تعليق الخطة لإعطاء فرصة للحوار، بعد اشتداد الاحتجاج وبدء إضراب عام ونشوء توترات داخل الائتلاف الحاكم، إلا أن منظمى التظاهرات الاحتجاجية رأوا فى هذا الإعلان محاولة من الحكومة لاحتواء الاحتجاجات، وطالبوا بإلغاء الخطة كليا.
ابتزاز كبير
كشفت مصادر عبرية، عن أن رئيس وزراء الاحتلال، بينيامين نتنياهو، يتعرض لابتزاز كبير من عدد من وزراء حكومته، وقالت المصادر: «يتعرض رئيس الحكومة نتنياهو هذه الأيام لعملية ابتزاز عظيمة، كشفت عن حجم الضعف الذى يعيشه وتعيشه حكومته وائتلافه وكيف يتحكم فيه أضعف وزرائه».
وقال مسئولون كبار فى الائتلاف الحكومى الإسرائيلى، إن وزير الأمن القومى إيتمار بن غفير يهتم بالتغطية الإعلامية، أكثر من الحفاظ على الحكومة اليمينية ونزاهة التحالف.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرنوت عن المسئولين قولهم: «فى الحكومة، يتم حل المشاكل معا، وعلى عكس ما يفعله، فهو ليس الوحيد الذى يهتم بالنقب والجليل».
وأضاف المسئولون: «ربما يكون من الأفضل حقا أن يطيحوا بالحكومة، وأن نذهب إلى الانتخابات، ويطرد الجمهور من أطاح بالحكومة اليمينية، إن صعود حكومة يسارية ستكون بسببه».
تصاعد التوترات
فى غضون ذلك، كشفت وسائل الإعلام العبرية عن تصاعدت التوترات داخل الائتلاف الحكومى فى إسرائيل، وسط مطالب «الحريديم» بمزيد من الأموال للجماعات الدينية فى الموازنة، التى من دونها ستسقط الحكومة.
ويستعد الكنيست للتصويت على الميزانية الإجمالية ٢٠٢٣-٢٠٢٤، وتخصيص ٤٨٤.٨ مليار شيكل هذا العام و٥١٣.٧ مليار شيكل فى عام ٢٠٢٤، ارتفاعا من ٤٥٢.٥ مليار شيكل فى عام ٢٠٢٢، وسيؤدى الفشل فى تمرير ميزانية الدولة بحلول ٢٩ مايو إلى حل تلقائى للحكومة ولانتخابات مبكرة.
وهدد يتسحاق جولدكنوبف زعيم فصيل «أجودات يسرائيل» من حزب «يهدوت هتوراه» بالانسحاب من الائتلاف الحكومى والتصويت على الميزانية، إذا لم يتم الوفاء بوعود إضافة الأموال المطلوبة لعلماء الدين اليهود المتفرغين، بالإضافة إلى المليارات التى تم التعهد بها بالفعل للطائفة الأرثوذكسية المتطرفة.
وأكد غولدكنوبف أن هذه الوعود كانت جزءا من صفقة الائتلاف مع «حزب الليكود»، الذى يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وأصر «جولدكنوبف» على أنه غير راغب فى التنازل عن طلب أموال إضافية وأمهل نتنياهو حتى اليوم الأحد للرد على إنذاره.
ونقل عن أعضاء كبار فى الائتلاف لم يتم تسميتهم قولهم إن إعادة النظر فى الميزانية فى هذه المرحلة، بعد عملية مطولة للموافقة عليها فى اللجنة المالية بالكنيست، سيكون «جنونا»، بحسب ما أفادت القناة ١٢.
ويضم فصيل «أجودات يسرائيل» ٣ نواب فى الكنيست المكون من ١٢٠ عضوا، مما يعنى أن الائتلاف المكون من ٦٤ عضوا يمكنه تمرير الميزانية دون أصواتهم. إلا أن الفصيل حث فصيل «يهدوت هتوراه» الآخر،«دجل هاتوراه» بقيادة موشيه غافنى، على الانضمام إلى مطلبه.
علاوة على ذلك، ذكرت عدة تقارير أن غولدكنوبف هدد بالاستقالة من منصب وزير الإسكان والبناء، مما يسمح له بالعودة إلى الكنيست كعضو رابع فى «أغودات يسرائيل» بموجب القانون، للتصويت ضد الميزانية. وذكر تقرير يوم الخميس الفائت أن وزير شؤون القدس مئير بوروش، وهو أيضا من فصيل "أغودات يسرائيل" هدد بفعل الشيء نفسه.
ورغم كل ذلك، قدر مقربون من نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، أن الميزانية ستنتهى دون مشاكل لأن شركاء الائتلاف ليس لديهم مصلحة فى الإطاحة بالحكومة. إذ أظهرت استطلاعات الرأى باستمرار أن أحزاب التحالف الحالية ستفشل فى الحصول على أغلبية برلمانية إذا أجريت الانتخابات الآن.
بوابة العرب
عرش نتنياهو يهتز.. الاحتجاجات تتواصل في إسرائيل وسط تصاعد التوترات
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق