أكد مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تشعر بقلق بالغ فيما يخص أمن وسلامة محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا في ظل توقعات بقيام كييف بهجوم مضاد على القوات الروسية خلال الأسابيع القليلة المقبلة في إطار الحرب الضروس التي نشبت بين الطرفين في أواخر فبراير من العام الماضي.
وأوضح المقال، الذي شارك في كتابته كل من ستيفاني ليشتنستن وجون هادسون، أن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي يقوم في الوقت الراهن بجهود حثيثة من أجل التوصل لاتفاق يضمن بمقتضاه توفير الحماية اللازمة للمنشأة النووية والتي تعد الأكبر على الإطلاق في قارة أوروبا، كما أنها تأتي من ضمن أكبر عشر محطات نووية على مستوى العالم.
ويشير المقال في هذا السياق إلى أن جروسي يسعى من خلال تلك الجهود لتجنب كارثة نووية كبرى حال تعرض المحطة لأي هجوم خلال المصادمات المسلحة بين الطرفين.
وفي الوقت نفسه، يضيف المقال أنه بعد تسعة أشهر من مفاوضات غير مجدية مع الجانبين الروسي والأوكراني للتوصل لاتفاق لضمان سلامة المحطة النووية من خلال إقامة منطقة حماية حول المنشأة النووية، يسعى مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية مجددا من أجل التوصل لأية صيغة تضمن تقليص احتمالات تعرض المحطة لأي كارثة نووية.
ويوضح المقال أنه، طبقا لما ذكره دبلوماسيون أوروبيون وأمريكيون، فإن جروسي سيقوم بتقديم خطة مقترحة مكونة من خمس نقاط لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة للتصديق عليها خلال الشهر الجاري لضمان سلامة المحطة النووية.
ويتناول المقال تفاصيل الخطة المقترحة من جانب جروسي، طبقا لرواية اثنين من الدبلوماسيين المقربين من المفاوضات في هذا الشأن، موضحا أن الخطة تشمل فرض حظر لنشر أية أسلحة ثقيلة داخل المحطة النووية وكذلك حظر إطلاق النار حولها فضلا عن حظر استهداف الأطقم الفنية العاملة بها وحماية أنظمة الأمان والسلامة إلى جانب حماية خطوط إمداد المحطة بالطاقة اللازمة لتشغيلها.
ويشير المقال إلى أن تلك الخطوة محفوفة بكثير من الصعاب والمعوقات حيث إنه من الصعب التوصل لإجماع بين الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي في ظل توتر العلاقات بين الدول الغربية وروسيا والأهم من ذلك هو موقف كييف الرافض لأي اقتراح سوى انسحاب القوات الروسية من المحطة النووية بالكامل ومن المدينة التي تقع فيها المنشأة النووية.
ويقول المقال في هذا السياق إن الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي أوضح خلال مشاركته في قمة مجموعة الدول الصناعية السبع في اليابان الأسبوع الحالي أن سيطرة القوات الروسية على المحطة النووية سوف تكون لها آثار كارثية تتجاوز حدود أوكرانيا لتشمل مناطق أخرى من العالم، موضحا أن أي تسريب إشعاعي من المحطة سوف يؤثر على مناطق عديدة في العالم.
ويشير المقال في الختام إلى تقديرات المحللين الذين يعربون عن اعتقادهم أن الجانب الأوكراني سوف يرفض خطة جروسي المقترحة في ظل استعداد أوكرانيا للقيام بهجوم عسكري واسع النطاق لاسترداد الأراضي التي تسيطر عليها القوات الروسية في الوقت الحالي وهو ما يعرض أمن وسلامة المحطة النووية الأكبر في أوروبا للخطر.