أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن مشاركة الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي في قمة مجموعة الدول الصناعية السبع التي اختتمت أعمالها أمس الأول في مدينة هيروشيما اليابانية، تكتسب أهمية خاصة في ظل الظروف القاسية التي تمر بها بلاده بسبب الحرب الطاحنة التي تدور رحاها حاليا بين القوات الأوكرانية والروسية.
وأوضح كاتب المقال باتريك وينتور محرر الشؤون الدبلوماسية بـ"الجارديان" أن مشاركة الرئيس الأوكراني في قمة الدول السبع تهدف إلى استخدام القمة كمنصة لمخاطبة دول أخرى لا تنتمي للعالم الغربي مثل الهند والبرازيل وكسب تأييدها لممارسة المزيد من الضغوط على روسيا وإضعاف موقفها في الصراع الحالي بين الطرفين.
ويشير الكاتب إلى أنه على الرغم من أهمية استمرار تعزيز العلاقات بين كييف والدول الغربية الحليفة والتي تمدها بكل الدعم العسكري والاقتصادي لتقوية موقفها خلال المواجهات المسلحة مع القوات الروسية، إلا أن أوكرانيا تسعى في نفس الوقت لكسب تأييد العديد من الدول التي تتبنى موقف الحياد والتي ظهرت مواقفها واضحة جلية أثناء جلسات التصويت داخل الجمعية العمومية للأمم المتحدة لإدانة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حيث امتنعت العديد من الدول عن التصويت ومن بينها الهند والصين والبرازيل فضلا عن 20 دولة إفريقية أخرى.
ويشير المقال إلى أنه على الرغم من مساعي أوكرانيا لاستقطاب العديد من الدول التي لا تنتمي للعالم الغربي، إلا أن حفاظها على علاقات جيدة مع حلفائها الغربيين التقليديين، لا يمكن الاستغناء عنه، لافتا في هذا الصدد إلى قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخرا بالموافقة على تدريب القوات الأوكرانية على طائرات "إف-16" القتالية المتطورة على الرغم من رفضه في السابق لاتخاذ هذه الخطوة.
ويوضح الكاتب في هذا السياق أن كييف أدركت في الخريف من العام الماضي أن عليها أن تخاطب بشكل مباشر الدول التي تتبنى مواقف حيادية من الصراع الحالي مع القوات الروسية وألا تعتمد في ذلك على وسطاء مثل الولايات المتحدة وبريطانيا.
ويشير المقال إلى أنه من هذا المنطلق قام وزير خارجية أوكرانيا ديمترو كوليبا في أكتوبر الماضي بجولة إفريقية زار خلالها كل من السنغال وساحل العاج وغانا وكينيا في محاولة لكسب تأييد تلك الدول.
ويضيف الكاتب في ختام المقال أنه استكمالا لتلك الجهود قام الرئيس الأوكراني مؤخرا بعقد لقاءات مع قادة دول الخليج والتي أتى على رأسها لقاؤه مع الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس دولة الإمارات نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، في مدينة جدة السعودية.
