أظهرت جلسة حوارية أقامها مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) في الجناح السعودي في مهرجان كان السينمائي بدورته الـ76 بإشراف هيئة الأفلام، مستقبل صناعة الأفلام المحلية في ظل تمكين المواهب ودعم الجهات ذات العلاقة من خلال التعاون بين الجهات الرائدة في المملكة للنهضة بقطاع صناعة الأفلام في المملكة.
شارك في الجلسة التي حملت عنوان "السعودية.. وجهة صناعة الأفلام المستقبلية" مدير الفنون المسرحية والأدائية ماجد زهير سمّان، زينب أبو السمح مديرة أكاديمية إم بي سي وإم بي سي ستوديو، شارلين جونز ( فيلم العلا)، وفاطمة البابطين مديرة تطوير الأعمال في الصندوق الثقافي.
وكشف سمّان خلال الجلسة عن برنامج دعم إثراء للأفلام وما يتطلع إليه من أجل تحفيز صنّاع الأفلام لإبراز مخرجاتهم عالميًا، بما ينسجم مع رؤية إثراء في تطوير صناعة السينما وتوهجها، كما سلطت الجلسة التي شارك بها جهات عدة من المهتمين في إنتاج وصناعة الأفلام على آلية دعم الصناعات السينمائية والتجارب الجديدة للصنّاع الواعدين، للوقوف على ما وصلت إليه تلك الصناعة المحلية من نهوض لافت.
كما أعلن سمّان عن تمديد فترة التسجيل لـ "مسابقة إثراء للأفلام" حتى مطلع أغسطس 2023 إذ سيتم تمويل الأفلام التي تحقق المعايير المحددة بإشراف لجنة من المختصين والخبراء المحليين والدوليين.
وتخلل الجلسة التي أقيمت مساء يوم الإثنين، بحث المتغيرات في قطاع الأفلام إزاء تمكين الصّناع ورفع محتوى جودة المحتوى المرئي؛ لترسيخ نهج صناعة السينما بما يحقق متطلبات السوق المحلي والعمل على تصدير منتجاته للخارج، باعتبارها إرث سينمائي قادر على تشكيل ذاكرة تاريخية تسهم في رفع المشاركات المرئية المستقبلية التي تقود إلى حراك سينمائي يضم العديد من الأعمال الهادفة التي تمر بمراحل عدة منها التمويل والإنتاج ومرحلة ما بعد الإنتاج.
وأوضح سمّان أن مركز "إثراء" يقدم الدعم انطلاقًا من دوره المتمثل في دعم المواهب إذ يشكل المشهد السينمائي الحالة قيمة استثنائية فريدة، مبينًا: قدمنا فرص واعدة أمام المهتمين والموهوبين من المبدعين السينمائيين، فنحن منتجين سينمائين وليس مستهلكين وبحسب ما شهدته المهرجانات التي أقيمت محليًا، فإن هناك أفلام حققت انتعاشة كاسحة ونالت العديد من الجوائز محليًا لتشق طريقها عالميًا؛ مستعرضًا دور برنامج إثراء للأفلام الذي يدعم الأفلام الطويلة والقصيرة، ويعمل على تمويلها كما يخصص المركز جانب لدعم الموهوبين من حيث التدريب والتأهيل استعدادًا لمرحلة صناعة الفيلم وما بعده.
وأبان المشاركون في الجلسة أن مستقبل صناعة الأفلام المرتبط بالعوائد المادية بات يشكل استدامة تنموية، وبحسب زينب أبو السمح فإن صناعة الأفلام تتطلب مجتمع داعم وتدريب مستمر وصولًا إلى المسار الصحيح.
كما وبحثت الجلسة التحديات التي تواجه صنّاع الأفلام وما تقدمه الجهات الداعمة عبر المبادرات والأنشطة والبرامج، مما يحقق مزيد من التميز للتوجه نحو موقع مميز على خريطة السينما العالمية.
من جانبها، أوضحت فاطمة البابطين بأن للتعاون والشراكات دور في تحقيق الهدف السينمائي، فالتكاملية ما هي إلا منظومة تخدم قطاع الأفلام؛ سعيًا منها لتقديم حلول شاملة ونتائج واعدة وفاعلة، فيما شاطرتها الرأي شارلين جونز التي أبانت بأن الجلسة تؤكد مبدأ تشاركية الجهود التي ترمي إلى تطوير المواهب المبدعة، ما يرفع من مستوى جذب المهتمين بصناعة الأفلام العالمية محليًا.
تجدر الإشارة إلى برنامج إثراء لدعم الأفلام يتماشى مع رؤية المملكة 2030، حيث يصب البرنامج في خدمة تنويع الإقتصاد، علمًا انه تم إنتاج أكثر من 20 فيلم، 15 منها حازت على جوائز محلية وإقليمية وعالمية وقد تم عرض منجزات إثراء السينمائية في 17 مهرجانا عالميا، ومما يبدو لافتًا أنه تم عرض و5 منها عُرضت في موقع نتفلكس.