تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
لم يعد يزعجني أن تخرج الصحف الأمريكية والبريطانية "الحرة" في زفة جنائزية تهاجم القضاء المصري بسبب الحكم الابتدائي الذي صدر بإعدام 528 إرهابياً وببجاحة تُحسد عليها تلك "الصحف الحرة" تصف الحكم بأنه "مثال لنظام قضائي يعيث فساداً".
مبعث عدم دهشتي من افتتاحيات نيويورك تايمز، واشنطن بوست، وديلي تليجراف والجارديان
أولاً: أن الافتتاحيات وكأنها كتبت بقلم واحد، ومنهج واحد وتكاد المفردات في الصحف الأربع تتطابق وهي تربط بين الحكم القضائي وخلع مرسي بانقلاب عسكري وليس ثورة شعبية ومن يحاكمون الآن ليسوا بمجرمين ولا يستحقون أقل إدانة فهم يدافعون عن الشرعية والرئيس المنتخب، نفس عبارات قيادات الإخوان ومكتب الإرشاد لم يبق سوى أن تطبع الصحف إشارة رابعة وتوزعها مجاناً.. أفهم أن يشتري التنظيم الدولي صفحات إعلانية في كبريات الصحف لتدويل قضية الإخوان الفاشلين الفاسدين الإرهابيين ولكن أن تتبرع تلك الصحف بافتتاحيات في صدر صفحاتها الأولى لتدافع عن حفنة مجرمين مجهولين ماثلين أمام القضاء. فهنا يجب أن نقف كثيراً أمام هذا السلوك.
ثانيا: مازالت أذكر مقولة "مرسي المعزول" مهدداً قيادات الجيش بسيده الأمريكي أوباما قائلاً: أمريكا مش هتسيبكم.. والحق يقال فقد نقل لنا مرسي الرسالة بأمانة فهو يعرف كيف كان يخدم الأمريكان ولسنا في حاجة أن نرصد المواقف الأمريكية الوضيعة تجاه ثورة يونيو التي أزاحت الغمة عن مصر وما حولها، ولسنا أيضاً في حاجة أن نتحدث عن رغبة أمريكية محمومة من عودة الإخوان للمشهد السياسي في مصر بعد أن فشلت واشنطن في حماية حكم الجماعة.. ستخرج علينا منظمات أمريكا الحقوقية - وهنا أعني
المنظمات الأمريكية والمصرية الممولة من أمريكا بشيكات على بياض- لتشن حرباً شعواء على تقرير تقصي الحقائق عن فض اعتصام رابعة وتتلقف حكم قضائي لم تودع المحكمة حيثياته لتعزف نغمة نشاز عن فساد القضاء المصري ولا يجرؤ أحدهم أن ينتقص من قدر أحدث قاضي في أصغر مدينة أمريكية وإلا تعرض للسجن.
هذه الهجمة الإعلامية مجرد مقدمة لما يمكن أن يحدث عندما تصدر أحكام على مرسي وبديع وشلة الإرهاب القيادية، حملة تخويف لقضاة مصر تدار من الخارج لإرهابنا لكسر الدولة.. فماذا ننتظر عندما يهتز القضاة ويختل ميزان العدالة، وتغيب كلمة القانون في بلد يعاني من انفلات عمره ثلاث سنوات.
كلمة أخيرة : نحن لا نشمت فيمن يصدر ضده حكم بالإعدام فهو مواطن مصري، ويجب أن نكفل له كل حقوق التقاضي ولكني أقف تماماً ضد أن تكون أمريكا هي محاميكم.. ألم تكن هي الشيطان الأكبر الراعي لتل أبيب الذي تهتفون ضده طوال تاريخكم؟!.