قال محمد سيف، مدير المكاتب التنفيذية لمجلس الشباب المصري وعضو التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، إن الأحزاب السياسية تمثل عصب الديمقراطية في العالم المعاصر، فمن غير المتصور في الوقت الراهن قيام ديمقراطية حقيقية بدون أحزاب سياسية.
وأضاف سيف، خلال تصريحات صحفية، أن الأحزاب السياسية تقوم بالعديد من الوظائف الهامة في الديمقراطيات المعاصرة، لذلك فإنها تحتاج إلى موارد مالية للقيام بوظائفها، فالمال بالنسبة للأحزاب بمثابة الوقود الذي يحافظ على استمرارية عمل الماكينة الحزبية، ولذلك يلعب التمويل دورا هاماً بالنسبة للأحزاب السياسية للقيام بوظائفها ويؤثر بدرجة كبيرة على أداء الحزب في الانتخابات وفيما بين الفترات الانتخابية وفي إدارة الشئون الداخلية للحزب، لافتا إلي أن الأحزاب السياسية المصرية تواجه أزمات مالية أدت إلى عدم قيامها بكل أنشطتها التي تجعلها تصل إلى الشارع بسبب ضعف التمويل المادي واللوجستي الذي تحصل عليه عن طريق الاشتراك الذي يسدده أعضاؤها أو عن طريق التبرعات.
وأشار مدير المكاتب التنفيذية لمجلس الشباب المصري، إلي أن ألمانيا لديها تجربة مهمة جدا لتمويل الأحزاب السياسية، وربطها بأداء الحزب في الانتخابات وعدد المقاعد التي يحصل عليها، لأنها بتملك قانون أحزاب قوى يؤسس لحياة حزبية سليمة وفاعلة.
وأوضح أن الأحزاب الألمانية تحصل على دعم مالى من الدولة كتمويل جزئى لنشاطها، ويعتبر النجاح الذى يحققه كل حزب فى كل انتخابات سواء فى انتخابات الاتحاد الأوروبى أو البوند ستاج «مجلس النواب الاتحادى» هو المقياس الذى يتم على أساسه توزيع الأموال التى تقدمها الدولة للأحزاب السياسية، كما يعتبر مقياسًا لذلك إجمالي الاشتراكات التي يسددها أعضاء الحزب والنواب ومقدار التبرعات التي يجمعها الحزب.
وتابع عضو التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، أن تجربة التمويل الألماني لتشجيع الأحزاب السياسية على خوض الانتخابات وممارسة دورها فى الشارع لو هناك محاولة لتطبيقها في مصر، مقترحا دمج الأحزاب لتقليص عددها الذي زاد على المائة وبعضها غير معروف للمواطنين، أو شطب الأحزاب التي تمتنع عن خوض الانتخابات وتشجيع الأحزاب التي تحصل على مقاعد في البرلمان عن طريق الحوافز الضريبية. أو تخصيص مساحة في الأعلام، وأن يكون هذا الدعم محدداً ومشروطاً، ويكون المعيار الأساسي لتأسيس أحزاب جديدة هو أن تكون لها قاعدة شعبية مؤثرة في الشارع.