يخضع المواطنون، فى رأيى، إلى التنويم المغناطيسى أو الإيحاء الجماعى بشكل يومى، وهو برنامج حقيقى خارجى يهدف إلى تغيير وتوجيه اختياراتهم وأذواقهم وآرائهم. وبالفعل لا يوجد سوى عدد قليل منا، يعتبر أنه مستقل عن هذه التأثيرات الخارجية والتنسيق، لدرجة أن بعض خبراء التأثير يرون أن ٩٠٪ من سكان العالم قد خضعوا لنوع من «التنويم المغناطيسى الدائم»، سواء للأفضل أو للأسوأ، وبالتالى، فإنهم يشكلون، كما أكد رائد التسويق الأمريكى إدوارد بيرنايز: «مجموعة وكتلة مطيعة وخاضعة تهيمن عليها النخبة». هذه الملاحظة تعد مقبولة أيضًا على الرغم من أن المستهدفين من هذا التنسيق مقتنعون عمومًا بالتفكير بأنفسهم. وفقًا للشخص الأوروبى المقتنع السابق الذى كنت عليه وبما أننى كنت أتابع من الداخل فى بروكسل، تطور الاتحاد الأوروبى لعقود من الزمان، فأنا الآن أقول إننا فقدنا، كشعوب ومفكرين مستقلين لأوروبا، «الثقافة الأوروبية» أو سيادتها الحضارية والجيوسياسية.
من أجل توضيح أفضل للأمر فإننى أقول إننا أصبحنا رعايا فى أيدى القوى العالمية والمصالح الخاصة على مستوى العالم الأنجلو ساكسونى والإعلام، والذين يديرون توجهات الحكومات «منزوعة السيادة» عن المجموعات الاقتصادية والشركات متعددة الجنسيات التى تمثل ٩٠٪ من ثروة العالم. القوة الخفية- التى تحدث عنها إدوارد بيرنيز علنًا عندما روى عن تأثيره لصالح الحكومات الأمريكية، وجماعات الضغط على السجائر وغيرها من الأنجلو ساكسونية مثل الشركات متعددة الجنسيات، تم السماح بها منذ عصر تكنولوجيا المعلومات والتسويق من قبل «صناع الرأى» المتخصصين الذين يساهمون فى معلومات مضللة جماعية فعالة للغاية ولطيفة تنقلها وسائل الإعلام الغربية، والتى تمتلكها هذه القوى المتعددة الجنسيات نفسها والتى تفرض نفسها على الدول ذات السيادة.
ويكفى بعض الأمثلة فى الأخبار تؤكد ما ذكرته: الأوروبيون مستعدون للموت من أجل الدفاع عن المصالح الأمريكية فى أوكرانيا، لكنهم لا يعرفون حتى السبب، وإذا كانوا سيموتون من أجل الأوكرانيين، فليس من المؤكد أنهم سيفعلون ذلك من أجل دولهم!
لن يتوقف الأوروبيون عن إثارة الدهشة
فكروا فى الأمر: يقدم الأوروبيون كل هذه التضحيات المتعلقة بأوكرانيا، على الرغم من أن عشرات الملايين منهم يعيشون تحت خط الفقر، وحتى هؤلاء الفقراء يتزايدون باستمرار. من الواضح أن الدفاع عن الأوكرانيين المحاصرين أمر نبيل للغاية، لكن الأمر يثير الدهشة عندما نعلم أن هؤلاء الأوروبيين أنفسهم المتضامنين مع دولة ليس لديها اتفاقية دفاع مع الاتحاد الأوروبى وليست عضوًا فى الناتو، لم يعد بإمكانهم دفع فواتير الطاقة الخاصة بهم ولم يعد بإمكانهم تغطية نفقاتهم. على الرغم من إغلاق الشركات وهناك الملايين من العاطلين عن العمل، فإننا نرسل عشرات أو مئات المليارات من اليورو إلى كييف.. لكن هذه الدرجة من قبول التضحيات ليست وليدة الصدفة أو نتيجة وطنية أجدادنا ولكن من التنسيق الشامل الذى جعل نفس جهود التضحية مقبولة.
وفى الماضى، كانت الحروب تُخاض بالسلاح وأنشطة استخباراتية وفى أغلب الأحيان بالخيانات، حيث حاولنا على كلا الجانبين رشوة ضابط كبير أو سياسى وغيرها من الطرق.. أما اليوم، يتم شن الحروب أولًا بواسطة معلومات مضللة، بحيث لا يميز هذا التضليل الديكتاتوريات فقط، بل يميز أيضا الديمقراطيات الليبرالية. ومع ذلك، فإن الاختلاف مع الماضى هو أن المواطن العادى فى السابق لم يكن على دراية بما كان يحدث، وبالتالى لم يكن على دراية بمخططات الحكام المستبدين، بينما اليوم، مع تقنيات الاتصال الجديدة، تدرك الجماهير الحقائق. ومع ذلك، فإن أسوأ شيء بالنسبة للحكومات هو على وجه التحديد إذا قرأ المواطنون أنفسهم وأخبروا أنفسهم أكثر وأفضل، خاصة وأن القانون لا يمنعهم وأن المواد موجودة.. أسوأ كارثة يمكن أن تحدث للحكومات، أو لمجموعات السلطة، تكمن فيما إذا قام الناس بالتفكير وتحرروا أنفسهم من الفكر الوحيد المنتشر فى العالم. إذا قرأ المواطن وأخبر نفسه، إذا فكر بالفعل، فسيكون من الصعب التلاعب بالناس وحتى الجماهير، وعندها سيكون حظًا سيئًا للسياسيين.
المكان الحقيقى للاتحاد الأوروبى
يتدخل الاتحاد الأوروبى على وجه التحديد منذ سنوات لمنع تداول الآراء والمعلومات من الهروب من سيطرة السلطات، ولا سيما مع أحكام «مدونة الممارسات الجيدة بشأن التضليل» التى تم توقيعها داخل «مركز الشفافية التابع للاتحاد الأوروبي». بموجب هذه الإجراءات التنظيمية، ويعتبر الاتحاد الأوروبى، من الآن فصاعدًا، كل ما هو خارج إطار هيئات المعلومات الرسمية بمثابة «معلومات مضللة».. وبالتالى خارج المجموعات التحريرية «السائدة» الكبيرة التى تدير الاقتصاد والجغرافيا السياسية. إضافة إلى كل ذلك، فإن هذه الهيئات الصحفية الرئيسية «الممتثلة» هى جميع الأطراف الموقعة على «مدونة المعلومات الصحيحة»، وكانت التقارير المرجعية الأولى لأجهزة الاتحاد الأوروبى بشأن تنفيذ الالتزامات التى تم التعهد بها فى إطار «حسن السلوك الخاص بالإعلام» قد تم تقديمه. إن منصات الإنترنت الرئيسية التى وقّعت على هذا الكود هى: Google وMeta و«Facebook» وMicrosoft وTikTok وTwitter. ثم هناك المجموعات الخاصة التى ولدت لهذه المناسبة، مثل مجموعة Enrico Mentana، مدير قناة ٧tv التلفزيونية الإيطالية التى تنتمى إلى المساهم الأكبر فى Corriere della Sera، Urbano Cairo، وكذلك ناشر إيطالى ومدير رياضى وقطاع أعمال تنفيذى، رئيس مجلس إدارة نادى تورينو لكرة القدم، وكايرو كوميونيكيشنز ومجموعة آر سى إس ميديا جروب «وهو أيضًا الرئيس التنفيذي». باختصار، يتعلق الأمر بالإيطالى روبرت مردوخ. هناك أيضًا «مرصد الوسائط الرقمية الإيطالى» «IDMO»، وهو مركز وطنى يدعم وينفذ عمل مرصد الوسائط الرقمية الأوروبى «EDMO». إن IDMO هو جزء من مجتمع متعدد التخصصات يجمع بين الباحثين و«مدققى الحقائق» وخبراء فى وسائل التواصل الاجتماعى و«الروايات الرقمية». شركاء المشروع هم أيضًا شركات TIM وRai وGedi وUniversity of Rome وTor Vergata وNewsGuard وPagella politica وT٦ Ecosystem، والتى تعهدت جميعها بتوحيد الجهود والخبرة من أجل «مكافحة المعلومات المضللة»..
فى الواقع، دعونا لا ننخدع: إنهم يقاتلون أيضًا المفكرين الأحرار وكل أولئك الذين يتجاوزون الحدود «المصرح بها». اليوم، هناك أكثر من مائة مؤسسة ممولة من الاتحاد الأوروبى تسير فى هذا الاتجاه للسيطرة على المعلومات «الصحيحة». فى الانتخابات الأوروبية المقبلة لعام ٢٠٢٤، ستعمل كل هذه المجموعات للتضليل.. باسم «مكافحة المعلومات المضللة». وهذا يعنى، تقييد أو حظر تدفق المعلومات التى لا تتوافق مع مصالح وأيديولوجيات القادة الاقتصاديين والماليين والسياسيين الغربيين و«أجنداتهم» التى تعتبر «الشعوبـ« و«الجماهير» غير قادرة على الفهم ولا يسمح للطعن فى الرؤية النخبوية والأوليجارشية للسلطة. هذا يعنى أن الغرب ليس بالضرورة لديه دروس أخلاقية يعطيه لبلدان «غير ليبرالية» معينة أو أنظمة «جنوبية» متهمة بتضليل الجماهير بينما يقوم الاتحاد الأوروبى والغرب بذلك أيضًا، بغض النظر عن الطريقة «اللطيفة» ظاهريا.
ماذا يعنى كل هذا؟
فى الواقع، كل من لا يلتزم بالعقيدة الرسمية للفكر الواحد لا تتاح له الفرصة للتواصل مع الجماهير. وهكذا عدنا إلى معلومات القرون الوسطى، عندما كانت النخبة فقط هى التى تستطيع التواصل، ولم يكن المواطن قادرًا على التعبير عن أفكاره وآرائه إذا كانت تتعارض مع آراء النظام الرسمى.
من الذى يقرر ما إذا كانت المعلومات خاطئة أم صحيحة؟ ما يحدث حقًا هو أنه فى أوروبا والغرب الديمقراطى، عندما بدأنا فى «عولمة» المعلومات «مقياس واحد يناسب الجميع»، قمنا بعد ذلك بعولمة وتوحيد جميع السكان فى مقياس واحد يناسب الجميع وهو النظام الغذائى، مثل طحين الكريكيت واللحوم والحليب الصناعى، إلخ. فى هذا السياق، استثمر بيلى جيتس أو روبرت مردوخ، بعد الاستثمار فى الصناعات الدوائية فى لقاحات وباء كوفيد -١٩، بشكل كبير فى صناعة الأغذية. وبهذه الطريقة، فإنهم يواصلون عملهم الهادف إلى تشكيل عادات وخيارات «إنسان الألفية الثالثة»، المتماثل، من الغذاء إلى الثقافة، مرورًا بالأزياء والمعلومات، أصبح البشر جميعهم متشابهون، متطابقون، معتمدون، كلهم زومبى. ومع ذلك، من الواضح جدًا أنه من أجل الحصول على هذه النتائج، من الضرورى أولًا إشراك المجموعات التحريرية الرئيسية مثل روبرت مردوخ وغيره، والتى تمثل تكتلًا اقتصاديًا ضخمًا متخصصًا فى قطاع الإعلام، من بين أكثر المجموعات فى هذا المجال فى العالم: ونذكر المنظمات الوحيدة التى أسسها روبرت مردوخ، على وجه الخصوص، مثل نيوز كورب،فوكس نيوز، سكاى نيوز، سكاى يو كيه، فوكس، فوكس كوربوريشن وغيرها. إن مجموعة مردوخ للنشر تؤثر على حوالى ٤.٧ مليار شخص كل يوم، أو ثلاثة أرباع سكان العالم. وفى السنوات الأخيرة، أصبح مردوخ واحدًا من أكبر رواد الأعمال فى العالم فى مجال الأقمار الصناعية الرقمية والسينما والعديد من أشكال الإعلام الأخرى. والغريب، بالنسبة للمفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبى، فإن هذا التركيز القوى فى الاتصالات لا يمثل مشكلة، بينما لسنوات طويلة، وجدنا أن تركيز السلطة فى الإعلام التلفزيونى الإيطالى لسيلفيو برلسكونى، كان يعتبر خطيرًا وخلق الكثير من المشاكل له.. الكيل بمكيالين.
مثال الرقابة على الآراء «غير المطابقة» فيما يتعلق بمعالجة المعلومات الخاصة بروسيا والحرب فى أوكرانيا
ستجدون فيما يلى مثال على البيانات التى تمت معالجتها من قبل أهم المجموعات التى تشغل المنصات الرقمية والشبكات الاجتماعية فى أوروبا الغربية من قسم «الأزمة» فى تقارير التحليل حول الحرب العدوانية فى أوكرانيا:
- حظرت منصة Google على YouTube أكثر من ٨٠٠ قناة وأكثر من ٤ ملايين مقطع فيديو تتعلق بالصراع الروسى الأوكرانى منذ ٢٤ فبراير ٢٠٢٢.
- بين فبراير وديسمبر ٢٠٢٢، منعت Microsoft Advertising ما يقرب من ٢٥٠٠٠ من اتصالات المعلنين المتعلقة بأزمة أوكرانيا على مستوى العالم وأزالت ٢٣٢٨ نطاقًا.
-شهدت تيك توك، بين أكتوبر وديسمبر ٢٠٢٢، «التحقق» من أكثر من ٩٠ مقطع فيديو مرتبط بالحرب وبعد هذا «التحقق» من المعلومات، وتم حذف ٢٩ مقطع فيديو.
المثال الآخر لعلاج وسائل الإعلام الأوروبية والغربية لوباء كورونا
فيما يتعلق بوباء كورونا «كوفيد -١٩» كانت المعلومات المضللة المحيطة أكثر وضوحا مما كانت عليه خلال الحرب فى أوكرانيا، لأن الأمر ليس فقط مئات المليارات من اليورو من اللقاحات كانت على المحك، ولكن كان هذا اختبارًا على نطاق عالمى لمراقبة ما إذا كان المواطنون يمكن التلاعب بهم على هذا النطاق.. وبعد الاختبار، كان لدى مجموعات القوة هذه تأكيدًا على أنها يمكن أن تتلاعب وتدير سكان العالم كما تشاء من خلال ترويعهم نفسيًا. يمكننا أن نذكر على وجه الخصوص الشعار الذى أطلقه مدير AIFA، Magrin، فيما يتعلق بلقاحات Astrazeneca: «التزم الصمت بشأن الضرر الذى يمكن أن يتسبب به أو سيتم قتل اللقاح».. هكذا رد ماريو جيوردانو، أحد الصحفيين الإيطاليين القلائل الذين يستحقون هذا الاسم، فى برنامجه يوم الثلاثاء «Fuori del Coro»، على مدير AIFA، فى مارس ٢٠٢١، بأنه ارتكب «هجومًا مميتًا بعد التطعيم. «فى الخمسينيات من القرن الماضى.... ومع ذلك، فإن البيانات الرسمية والإحصائية المتاحة عن الآثار الضارة معروفة فى «الذين تم شفاءهم» منذ يناير ٢٠٢١. إن معرفة كيف أثرت الصناعات الدوائية على الرعاية الصحية العامة للمواطنين الأوروبيين أمر صادم. كما نعلم اليوم أن تمويل الجمعيات بجميع أنواعها وأحجامها فى القطاع الطبى قد زاد من بضع مئات الآلاف من اليورو إلى أكثر من ١٠ ملايين يورو. كما تم تمويل فعاليات لتعزيز التطعيم العام للأطفال. إن أكثر مختبرات الأدوية «سخاءً» هى بلا شك «فايزر».
فى أفضل تقاليد الأنظمة الاستبدادية، أظهرت الصحافة بأكملها أنها مستعبدة لنظام فكرى واحد، وكان على الجميع التزام الصمت. كما أننى أشير إلى كل أولئك الذين يطلقون على أنفسهم اسم «الصحفيين المستقلين» والذين نقلوا باستعباد حملة هائلة من التضليل الجماهيرى. سرعان ما تتبادر إلى الذهن بعض الأسماء المتعلقة بالقضية الإيطالية: برونو فيسبا، إنريكو مينتانا، جوزيبى برينديزى، ليلى غروبر، ميرتا ميرلينو، تيزيانا بانيلا وغيرهم الكثير.. دون أن ننسى تصريحات السياسيين مثل Licia Renzulli FI». لكن الأخطر هو صمت الحكومة. تم اختراق معظم الجهات الفاعلة فى مجال المعلومات المضللة وأعضاء AIFA. وتجدر الإشارة إلى أنه فى اليوم التالى لنشر وثائق AIFA، أرسلت المحاكم بالفعل إشعار ضمان إلى اللجنة العلمية بأكملها وإلى AIFA. وتم تخصيص عشرات الملايين من اليورو من التمويل العام للصناعات الدوائية وتم تخصيص أموال أخرى لمحاربة جميع الجمعيات التى يمكن أن تضر بشكل مباشر أو غير مباشر باللقاح.
ما هى الثقة التى يمكن أن يتمتع بها المواطنون الأوروبيون اليوم تجاه كل هؤلاء الأطباء، وعلماء الفيروسات، والصحفيين، والمحللين، والكتاب، والسياسيين، الذين نشروا دعاية للتطعيم الجماعى ويبدو، اليوم، أن لها آثارًا سلبية كبيرة؟ أتذكر البروفيسور الفرنسى لوك مونتانييه، الحائز على جائزة نوبل، الذى دمرته الصحافة السائدة بسبب مواقفه من لقاح مميت فى بعض الأحيان. أتذكر مؤتمرًا قبل ٥ سنوات، فى باريس، حيث قام ٥٠٠ طبيب من جميع أنحاء العالم، من علماء الفيروسات، والباحثين، وما إلى ذلك، بالوقوف عندما تحدث مونتانييه، ليس للتصفيق فقط، بل تصفيقًا حقيقيًا للعالم الشهير والمعروف آنذاك.. وسيتم رد اعتباره فى نهاية المطاف عندما تظهر الحقيقة حول الآثار السلبية الخطيرة والمتعددة للتطعيمات الجماعية ضد فيروس كورونا.
وختاما
من الآن فصاعدًا، أصبح مجتمع ما بعد الحداثة تحت رحمة الفكر الفريد الذى يفترض المزيد والمزيد من السمات الشمولية، وبالتأكيد بطريقة «ناعمة». ورد الفعل الذى يتولد داخل المواطنين والجماهير يكون أحيانًا شعورًا عميقًا غير واعٍ بعدم الارتياح والفراغ فيما يتعلق بكل ما أنتج حضاراتنا العظيمة لقرون. إن نتيجة هذه العملية الكاملة لتكييف الجماهير من خلال التحكم فى المعلومات والعادات هى إنتاج «نظام حقيقى لقتل الشعوبـ«. فلنختتم بهذه الكلمات الحكيمة للكاتب واللغوى الإيطالى العظيم المشهور عالميًا، أمبرتو إيكو: «أولئك الذين لا يقرؤون فى السبعين من عمرهم، سيعيشون حياة واحدة فقط: حياتهم. أى شخص يقرأ سيكون قد عاش خمسة آلاف سنة: كانت هناك حلقة قابيل الذى قتل هابيل، ثم رينزو الذى تزوج لوسيا، وخطيبة أليساندرو مانزونى، أو حتى جياكومو ليوباردى الذى أعجب باللانهائى. لأن القراءة هى خلود عكسى».
معلومات عن الكاتب
«سالفاتور ألبيليس.. صحفى من صقلية، ورئيس الوكالة الصحفية «إيطاليان دى إيطاليا»، يتناول ما يسميه «التنويم المغناطيسى» لشعوب أوروبا والغرب، مما جعلهم أقرب إلى «مجموعة وكتلة مطيعة وخاضعة تهيمن عليها النخبة».