الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بالعربي

Le Dialogue بالعربي

فاليري بواييه لـ«لوديالوج»: مصر دولة تحترم كل الأديان.. والإخوان المسلمون تسللوا إلى العديد من المنظمات الأوروبية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فاليري بواييه عضو فى مجلس الشيوخ، وعضو سابق فى البرلمان، وعضو فى حزب الجمهوريين LR، ونائب سابق لعمدة مرسيليا، وعضو فى مجلس الشيوخ فى الوفد الفرنسى لمجلس الشيوخ فى الجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون فى أوروبا منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا، تخرجت فى معهد الدراسات السياسية فى إيكس إن بروفانس واللغات الأجنبية التطبيقية، وهى أيضا طالبة سابقة فى مدرسة اللوفر. فى هذه المقابلة التى أجرتها مع«لو ديالوج» وصحيفة «البوابة»، تجيب السيناتور LR فاليري بواييه، المتحمسة لقضايا الشرق الأوسط والمسيحية الشرقية، والتى دافعت عنها لسنوات فى الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ، عن أسئلة من ألكسندر ديل فال. وخلال هذا الحوار الحصرى تطرقت السيناتورة الفرنسية للعديد من القضايا الشائكة التى يتم تناولها والمتعلقة بتركيا أردوغان والحرب الأرمينية الأذربيجانية والمسيحيين فى الشرق والإسلام المتطرف وأيضا الصراع الروسى الأوكرانى. وهذا هو الجزء الثانى من الحوار المقسم على حلقتين.. حوار جرىء يعكس شخصية هذه المرأة الاستثنائية؛ فهى مزيج من الاعتدال والعقل.وننشر الجزء الثانى من الحوار:


■ فيما يتعلق بالإسلام الراديكالى.. كيف نوقف توسع الإخوان المسلمين الذى يتقدم ويتسلل إلى المؤسسات بسرعة عالية فى الغرب وخاصة فى الاتحاد الأوروبى وفرنسا؟
- هنا نأخذ مقولة تشارلز بيجى التى قال فيها: «سيتم الحكم على كل عالم على أساس باعتباره قابلا للتفاوض أم غير قابل للتفاوض.
فى السنوات الأخيرة، استمرت حوادث وأعمال العنف ذات الأصل المجتمعى فى التضاعف: طلبات الحصول على ساعات مخصصة للنساء فى حمامات السباحة؛ رفض معالجة النساء من قبل طبيب أو ممرض؛ الحوادث فى الفصول حول تدريس الهولوكوست أو العلمانية؛ المضايقات والتهديدات على شبكات التواصل الاجتماعى لانتقاده الإسلام.
تلك الهجمات الإرهابية، ولا سيما الاغتيال الفظيع لأستاذ التاريخ صموئيل باتى، الذى توفى لأنه علم حرية التعبير، تثبت مرة أخرى أن قيم الجمهورية فى خطر وأننا يجب أن نتفاعل أكثر من أى وقت مضى.
فى الجمعية الوطنية، ثم فى مجلس الشيوخ، اقترحت باستمرار بنودا لتعزيز ترسانتنا الإجرامية من أجل القضاء على الإسلام الراديكالى. 
فى كل مرة قدمنا فيها مقترحات ضد الإسلام الراديكالى، رفضت حكومة ماكرون الفرنسية جميعها، بدعوى التصعيد الأمنى.
لسوء الحظ، فإن الملاحظة اليوم واضحة، وقد حان الوقت للانتقال من الأقوال إلى الأفعال. أيضا، كنت أقترح منذ فترة طويلة مع العديد من البرلمانيين أن ينص فى فرنسا على الطرد التلقائى لأجنبى يشكل تهديدا خطيرا للنظام العام، لا سيما إذا كان مسجلا فى الفئة S الهجوم على الدولة الأمن من ملف المطلوبين.
نريد تعزيز السيطرة على التمويل المباشر أو غير المباشر من الأموال الأجنبية لجمعية يحكمها قانون ٩ ديسمبر ١٩٠٥، كما نطالب بحظر السلفية والإخوان المسلمين. 
يجب أن نحظر تقديم قوائم للانتخابات التى تؤدى إلى نظام القائمة، والتى من شأن عنوانها أن يؤكد حتى ضمنيا، أنها تنوى مخالفة مبادئ السيادة الوطنية أو الديمقراطية أو العلمانية من أجل دعم مزاعم قسم من الأشخاص على أساس الأصل العرقى أو الانتماء الدينى، كما أننى أدافع منذ سنوات عن حظر حجاب القاصرات باسم مساواة المرأة وكرامتها. 
نقترح أيضا أن نكتب فى دستورنا الفرنسى أنه لا يمكن لأى فرد أو جماعة المطالبة بأصلهم أو دينهم لإعفاء أنفسهم من احترام القاعدة العامة.
أخيرا، أود أن أحيى عمل العديد من الباحثين الفرنسيين مثلك، ألكسندر ديل فالى، ولاسيما عملك المشروع، استراتيجية غزو وتسلل الإخوان المسلمين فى فرنسا والعالم، أو حتى فلورنس بيرجود - بلاكلر الذى نشر مؤخرا الإخوان وشبكاتهم.
تستكشف هذه الأعمال بشكل خاص الجذور التاريخية والأسس العقائدية للإخوان المسلمين، ولكن قبل كل شيء تسلط الضوء على الطريقة التى أصبحوا بها دوليين، مما جعل أوروبا أرضهم المختارة. مفضلين الازدواجية على المواجهة، كما أنهم استراتيجيون أكثر من علماء الدين وتمكنت جماعة الإخوان المسلمين من بسط سيطرتها على المؤسسات الأوروبية من خلال عدد لا يحصى من الجمعيات المناهضة للعنصرية ومن خلال مسألة حقوق الإنسان.
■ ماذا عن زيارتك إلى مصر.. وماذا عن القضايا التى طرحت فى المناقشات؟
- خلال رحلتى إلى مصر، استطعت أن أرى أن الأقباط لا يعتبرون أقلية، وأيضا، خلال هذه الرحلة إلى مصر، كان لى شرف كبير بلقاء الإمام الأكبر للأزهر أحمد الطيب، والبابا تواضروس الثانى، رئيس جميع الكنائس القبطية الأرثوذكسية فى مصر وأفريقيا ورئيس الوزراء المصرى مصطفى مدبولى وأبناء الجالية الأرمنية.
وفى الحقيقة، مصر دولة تحترم جميع الأديان على الرغم من أن الإسلام دين الدولة، إلا أن المسيحية واليهودية معترف بها رسميا فى الدستور، وإضافة إلى كل ذلك هناك العديد من الكنائس قيد الإنشاء، وقد أخبرنا البابا تواضروس الثانى أن المسيحيين عانوا كثيرا، ولم يتم التعامل معهم بشكل جيد وحمايتهم إلا منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى السلطة، مع العلم أن عدد النواب المسيحيين قد زاد منذ ٢٠١٤ من ١ إلى ٤٠، وأعضاء مجلس الشيوخ من ٣ إلى حوالى ٣٠.
 


■ هل تتوقعين السيناريو المتشائم المحفوف بالمخاطر والذى قد يعنى حربا فرنسية تركية بسبب اتفاقيات الدفاع الفرنسية اليونانية؟ أم تعتقدىن أكثر بسيناريو الحرب بين تركيا وعدة دول أخرى متوسطية؟
- فى شرق البحر الأبيض المتوسط لم تكتف تركيا باحتلال قبرص لما يقرب من خمسين عاما ١٩٧٤، فتسلب هذه الدولة العضو فى الاتحاد الأوروبى من حقول الغاز الخاصة بها. وفى فاروشا، أكد أردوغان مجددا فى يوليو الماضى دعمه للكيان الانفصالى لشمال قبرص لإعلان معارضته لأى إعادة توحيد للجزيرة التى تحتلها تركيا عسكريا. 
من هذه المنطقة نفسها، قامت سفينة حربية تابعة لنظام أردوغان بتنوير أى استهدفت مبنى للبحرية الفرنسية الوطنية والذى كان يراقب تهريب الأسلحة الذى يتم بين تركيا وليبيا وهذا هو المكان أيضا بشكل منتظم وحتى فترة قصيرة إضافة إلى تهديد الطائرات المقاتلة التركية المستمر وانتهاك الأجواء اليونانية.
أخيرا، كان هناك طيارون أتراك على متن طائرات رافال القطرية - خلال التدريبات العسكرية المشتركة فى الأناضول - من أجل الاستعداد لمواجهة محتملة مع تلك الطائرات التى باعتها فرنسا إلى اليونان كما نذكر اللحظة التى مجد فيها رئيس الكيان الدمية لشمال قبرص، فى ديسمبر ٢٠٢١، وحدة العالم التركى، ليعلن أن انتصار أذربيجان هو انتصارنا أيضا. 
الثمن الذى يجب دفعه سيكون باهظا، يمكننا أن نصل فجأة فى الليل، كما أعلن، فى بداية سبتمبر ٢٠٢٢، الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وهكذا اتخذ خطوة إضافية فى الأزمة مع اليونان من خلال التهديد المباشر بمهاجمة هذا البلد العضو فى الاتحاد الأوروبى، السبب، تركيا تتهم اليونانيين بعدم احترام القانون الدولى بتسليح الجزر الواقعة فى بحر إيجة. 
كما أعلن أنه سيتحدى سيادة اليونان على هذه الجزر إذا استمرت العسكرة، وبعد أيام قليلة، رفع رئيس الوزراء اليونانى كيرياكوس ميتسوتاكيس صوته قائلا إن بلاده مستعدة لمواجهة كل من يهددنا بالهبوط على جزرنا على أراضينا.
سيكون هذا حدثا صعبا بشكل خاص ويعتبر الأول فى تاريخ الناتو، دولة فى الناتو تهاجم دولة أخرى، ومع ذلك، ووفقا للمادة ٥ من المعاهدة التأسيسية لحلف شمال الأطلسى: الدفاع الجماعى يعنى أن الهجوم على عضو فى الحلف يعتبر هجوما موجها ضد جميع الحلفاء.
باختصار، إذا قامت دولة ما بمهاجمة دولة عضو فى الناتو، يبدو الأمر كما لو كانت تهاجم جميع الدول الأعضاء، لذلك، إذا هاجمت تركيا اليونان، فستواجه الاتحاد الأوروبى كله ضدها، بالإضافة إلى معظم الدول الأعضاء فى الناتو، كما أن الانتخابات الرئاسية التركية يوم الأحد ١٤ مايو ٢٠٢٣ تمت مراقبتها وتوقعها بشكل خاص.
■ ما موقفك من الأعمال التى تنتهك السيادة الأرمنية والسورية واليونانية والقبرصية والعراقية على وجه الخصوص؟
منذ عدة سنوات تنتهج تركيا سياسة القوة التى أدى تطورها إلى زعزعة استقرار دول جوار تركيا بشكل عميق، الأمر الذى لا يخلو من عواقب بالنسبة للاتحاد الأوروبى وهكذا، فإن محاولات أنقرة للظهور بقوة على الساحة الدولية تتبع بعضها البعض بوتيرة متزايدة فى السنوات الأخيرة.. فى فرنسا، من خلال التشكيك فى الصحة العقلية للرئيس ماكرون وفى قبرص مع استمرار التنقيب غير القانونى عن الغاز أو إعادة فتح شاطئ فاروشا فى تحد لقرارات مجلس الأمن الدولى. 
وفى اليونان، مع توغل السفن الحربية التركية فى المياه الإقليمية للبلاد تحت حراسة عسكرية. أما فى سوريا، بمواقف مضطربة ضد داعش أو تدخلات مسلحة موجهة بشكل أساسى ضد حلفائنا الأكراد وأيضا فى ليبيا، مع التزام عسكرى يزيد من الفوضى السائدة فى البلاد.
وأخيرا فى أرتساخ حيث يمكن أن نرى الدعم العسكرى الذى قدمته تركيا لأذربيجان، هذه تركيا نفسها التى انتشرت فى مسرح العمليات، كمساعدات للجيش الأذربيجانى، مرتزقة خدموا فى الجماعات الجهادية فى سوريا.
هذه تركيا، التى يتمثل مبدأها الوحيد فى إعادة أسلمة بلادها، وعودة الدولة العثمانية، والتى تضفى الشرعية على أشكال العنف العديدة ضد المرأة، التى تعتبرها بدائل بسيط والتى انسحبت مؤخرا من مجلس اتفاقية أوروبا بشأن منع ومكافحة العنف ضد المرأة والعنف المنزلى «اتفاقية اسطنبول» هناك الكثير من الهجمات على قيمنا وكرامة الشعوب وسيادتها. والسؤال الذى يطرح نفسه هو؛ هل ستستمر أوروبا فى مساومة المهاجرين مع أردوغان؟ هل ستستمر فى التفاوض مع تركيا؟ من خلال أفعالها وتنازلاتها وصمتها، تنكر أوروبا تاريخها ومبادئها؛ كما أن الأمر متروك لنا الآن لإظهار الحزم والثبات، من خلال وقف أى عملية لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبى، من خلال وضع حد لأى ابتزاز للمهاجرين، من خلال وقف أى اتفاقية تجارية مميزة ولما لا يتم تقديم طلب لانسحاب تركيا من الناتو.
■ هل مسيحيو الشرق - الذين تحدثتى عنهم فى كثير من الأحيان بشجاعة لسنوات فى الجمعية الوطنية الفرنسية ثم فى مجلس الشيوخ - أصبحوا فى مثل هذا الوضع المأساوى بشكل عام بسبب تخلى الغربيين عنهم فى مواجهة بعض الأنظمة والإسلاميين المتطرفين والإرهابيين؟
- لقد ترك المجتمع الدولى الأرمن الذين هم جزء من أنفسنا وحضارتنا فى القوقاز يموتون؛ فمنطقة أرتساخ أرض أرمينية بتاريخها وثقافتها وسكانها وهذه الهوية الأرمينية مهددة اليوم أكثر من أى وقت مضى، مثل دير Dadivank الأرمنى، الذى يجب علينا الحفاظ عليه بأى ثمن. 
وإذا أصر الأذربيجانيون على نهب البقايا المسيحية فى ناجورنو كاراباخ كما فعلوا فى الماضى، فإن ما تبقى من تراث أرمينيا السحيق قد يختفى إلى الأبد ويجب التحرك حتى لا تحدث الكوارث السابقة مرة أخرى، مثل تدمير تماثيل بوذا فى وادى باميان، أو كنوز تدمر.
«مصير المسيحيين الشرقيين هو مقدمة لمصيرنا».. تلك الجملة التى قالها فرانسوا فيون فى ١٢ ديسمبر ٢٠١٩ أمام مجلس الشيوخ تذكرنا بمدى ارتباطنا بمسيحيى الشرق، ومنذ صيف عام ٢٠١٤، تم لصق المسيحيين الذين كانوا موجودين منذ ٢٠٠٠ عام فى العراق وسوريا بخطاب يصفهم بأنهم مسيحيون من طائفة الناصريين ويميز هؤلاء السكان بختم معين كما وضع الآخرون النجمة الصفراء وبعد ذلك تلقوا إنذارا من جهاديى الدولة الإسلامية.
ويشمل هذا الإنذار عدة نقاط يجب تنفيذها، اعتناق الإسلام، دفع ضريبة خاصة لغير المسلمين، والهروب وترك كل شيء، أو البقاء وتنفيذ الحكم فيهم بالسيف، ومنذ ذلك الحين، فر جميع المسيحيين تقريبا هربا من الاضطهاد.
بالنسبة لأولئك الذين ما زالوا حاضرين، فهم ضحايا أبشع الفظائع، الحرق ونهب الكنائس والمتاحف والآثار والصلب والتعذيب والنساء اللواتى تم اختزالهن إلى مرتبة العبيد الجنسى أو حتى الإعدام. وتذكرنا كل هذه الفظائع برعب الإبادة الجماعية للأرمن وتك الفظائع التى ترتكب تعتبر أسوأ الانتهاكات.. اليوم مسيحيو الشرق فى خطر الموت ونحن شهود المذبحة المعلنة ووفقا لإنجيل القديس لوقا، إذا صمتوا، ستصرخ الحجارة لكن الأوان سيكون قد فات، ومن سيتحدث الآرامية غدا؟ من سيتكلم بلغة المسيح؟، هذا هو السبب وراء تقديمى مرة أخرى فى ٢٢ فبراير ٢٠٢٢ مشروع قانون فى مجلس الشيوخ، كما فعلت فى ١١ مارس ٢٠١٥ فى الجمعية الوطنية، من أجل الاعتراف بالإبادة الجماعية الأشورية عام ١٩١٥ التى حدثت فى نفس الوقت مع الأرمن، إبادة جماعية وبدعم من Bruno Retailleau وGérard Larcher، صوتنا فى ٨ فبراير ٢٠٢٣، فى مجلس الشيوخ، على اقتراحى بشأن الاعتراف بالإبادة الجماعية للأشوريين الكلدان فى ١٩١٥-١٩١٨. 
ونظرا لأننا حماة تاريخيين لمسيحيى الشرق، ولكن أيضا بلد حقوق الإنسان، فإن الإبادة الجماعية فى القرن العشرين، اعتبارا من القرن الحادى والعشرين، يجب ألا تكون محل سلبية المجتمع الدولى؛ فالكفاح ضد البربرية يجب أن يحشد كل دول العالم ويجب أن نعترف بالإبادة الجماعية لمسيحيى الشرق.
معلومات عن الكاتب: 
السيناتور فاليري بواييه عضو مجلس الشيوخ الفرنسى، كانت ضمن الوفد الفرنسى الذى زار مصر بدعوة من الكاتب الصحفى عبدالرحيم على رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط (CEMO) بباريس.. أجرى معها الكاتب الصحفى الفرنسى ألكسندر ديل فال حوارا شاملا، نشرنا الجزء الأول منه فى العدد الأسبوعى، يوم الإثنين الماضى، ونستكمل فى هذا العدد نشر بقية الحوار.