الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

الشرطة الفيدرالية البرازيلية تفتح تحقيقًا موسعًا.. كواليس سباق تركيا وإيران لخطف عقول شباب الأمازون بأمريكا اللاتينية.. مخطط واسع لـ"تتريك" و"تشييع" السكان الأصليين بأمريكا اللاتينية

ارشيفية
ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فتحت الشرطة الفيدرالية البرازيلية تحقيقا موسعا، بشأن ما تم رصده من سباق تركي إيراني، لتهجير الأطفال والمراهقين من أبناء السكان الأصليين بمنطقة الأمازون في أمريكا اللاتينية، إلى تركيا ومدينة طرطوس السورية، وذلك لفرض الفكر الأيديولوجي لكلا الدولتين على هؤلاء الأطفال والمراهقين، بحيث يتم تتريكهم، أو تشييعهم، وترسيخ المذاهب العقائدية لكلا الدولتين في عقول هؤلاء الشباب والمراهقين والأطفال المستهدفين.

المعلومات الواردة من أمريكا اللاتينية تشير إلى أن تحقيقات الشرطة كشفت عن تورط جمعية تركية، تسمى "الرابطة الإسلامية"، في أعمال التهجير النشطة بالولايات الفقيرة في منطقة الأمازون.

تحركات البرلمان البرازيلي

في الوقت نفسه بدأ البرلمان البرازيلي تحركاته من أجل كشف غموض عمليات التهجير، التي تنفذها الرابطة الإسلامية التابعة لتركيا، وذلك بناء على طلب من نائب يدعى ألفريدو جاسبار.

النائب جاسبار اقترح خلال الجلسة المعدة لمناقشة هذه القضية، مخاطبة السفارة التركية لمناقشة دور الرابطة الإسلامية التابعة لأنقرة في أعمال التهجير، وهو ما أيده نائب آخر يدعى أموم مندل، مطالبا باتخاذ إجراءات لمكافحة الاتجار بالبشر لا سيما في منطقة الشمال.

هجرة أطفال ومراهقي السكان الأصليين من منطقة الأمازون إلى تركيا أثارت انتباه لجنة الشؤون الخارجية والدفاع الوطني التابعة لمجلس النواب، حيث ناقشت هذه القضية في جلسة استماع عامة أيضا.

ووافق أعضاء اللجنة الشؤون الخارجية والدفاع الوطني بالبرلمان البرازيلي، على طلب مقابلة السفير التركي في البرازيل خليل إبراهيم أكشا، لبحث أعمال الاتجار المحتملة بأطفال ومراهقي الأمازون من ساو جابرييل دا كاتشويرا (AM) إلى تركيا.

في غضون ذلك نشر موقع "Metrópoles"، الإخباري البرازيلي، تقرير يؤكد أن التركي عبد الحكيم توكدمير، يُخضع أطفال ومراهقي الأمازون للهجرة إلى تركيا. 

التحقيق الاستقصائي الموسع الذي أجراه الصحفي تاليس ألكانتارا، كشف عن أنه تم إنشاء جمعية التضامن الإنسانية في أمازوناس عام 2019 بواسطة التركي عبد الحكيم توكدمير، كما وثق معلومات عن أن توكدمير يأخذ أطفال ومراهقي السكان الأصليين من بلدية ساو جابرييل دا كاتشويرا في أمازوناس، إلى العاصمة ماناوس بزعم تقديم الثقافة والدين الإسلامي لهم.

التحقيق الصحفي كشف عن أن توكدمير، يجري اتصالات بالأسر من السكان الأصليين لأخذ أطفالهم بداعي الدراسة، كما أشار إلى أن أعمال تهجير شباب الأمازون إلى تركيا باتت أحد الملفات الموضوعة على طاولة مفوضية حقوق الإنسان بالأمم المتحدة. 

المفوضية أعلنت تشجيعها لجلسات الاستماع العامة، التي تبحث احتمالية وجود إتجار بأطفال ومراهقي الأمازون وراء دفعهم إلى تركيا، فيما حذرت لوسيا ألبيرتا مديرة تعزيز التنمية المستدامة بالمؤسسة الوطنية للشعوب الأصلية "فوناي"، من رحلات السكان الأصليين عبر المؤسسة التي أنشأها عبد الحكيم توكدمير.

"فوناي" كشفت عن زيارة فنية أجريت للجمعية التي أنشأها توكدمير في سبتمبر 2022، أوضحت أن الشباب يتلقون نظامًا غذائيًا ناقصًا دون بروتينات، ولا يمكنهم مغادرة المؤسسة خارج ساعات الدوام المدرسي، ولا يُسمح لهم باستخدام هواتفهم المحمولة إلا أيام الجمعة والسبت.

محمود جنكيز، الأستاذ المساعد في مركز الإرهاب والجريمة عبر الوطنية والفساد (TraCCC) وكلية شار للسياسة والحكومة بجامعة جورج ميسون في واشنطن العاصمة، على ما يجري بالقول إن تركيا وإيران تسعيان لترسيخ فكرهما الأيدولوجي في أمريكا اللاتينية، بحيث تصنعان جهاديين قادرين على حمل السلاح لصالحهما، مما يمثل خطرا كبيرا على الإسلام المعتدل الذي نتشر في أمريكا اللاتينية دون الحاجة إلى خطط للتهجير مثل تلك التي تنفذها الدولتان هناك.

وشدد جنكيز مجددا على الحكومة التركية تشجع الجماعات الإسلامية على السفر والعمل في قارة أمريكا الجنوبية، من أجل تتريك الأطفال والمراهقين في الأمازون، كما تعمل طهران على تحقيق الهدف نفسه بفرض المذهب الشيعي على الطبيعة البكر هناك.

خطة كشاف الأمازون

وفي وقت سابق نشرت البوابة، تحقيقا حول ما كشفته مصادر من البرازيل، حول خطة "كشاف الأمازون" الإيرانية لتجنيد الأطفال، ونقلهم إلى مدارس تابعة لإيران في تركيا، من أجل تلقينهم العقيدة الإيرانية.

وأوضحت المصادر، التي فضلت عدم كشف هويتها، أن حزب الله  في لبنان، هو الذي يتولى تنفيذ خطط نقل الأطفال من البرازيل إلى تركيا، مشيرة إلى أنه يركز نشاطه على مناطق الأمازون البرازيلية منذ عام 2019

ارشيفية

المصادر أوضحت أن عناصر حزب الله تعتمد في تنفيذ خطتها على الاختباء وراء ما يعرف بالشبكة الإسلامية الموجودة في البرازيل، وتستفيد من ضعف القوانين البرازيلية، في التصدي لبعض الأنشطة الدعوية المشبوهة، مما يمكن عناصر الحزب من العمل على تجنيد الأطفال.

وأكدت المصادر أنه تم بالفعل رصد عمليات لنقل الأطفال أبناء السكان الأصليين في مناطق الأمازون إلى المدارس الإيرانية بتركيا، بغرض تلقينهم العقيدة الإيرانية، مما يسمح بإنشاء مجتمع شيعي تابع لإيران في هذه المنطقة البكر، البعيدة إلى حد ما عن قبضة الدولة المركزية في البرازيل، مثلما هو الحال في مثلث الحدود الساخن بين البرازيل، والأرجنتين، وباراجواي.

وقالت المصادر لـ"البوابة"، إن المجموعات التابعة لحزب الله، تعمل منذ عام 2019، في مناطق الأمازون، كاشفة عن أن الشرطة البرازيلية، نجحت في منع نقل نحو 15 مراهقا من السكان الأصليين بمجتمعات بانيوا، وديزانا، في ماناوس بولاية أمازوناس، إلى الخارج بواسطة جمعيتين خيريتين تعملان في تركيا، وتستهدفان تحويل المراهقين الأصليين من الأمازون إلى الإسلام وفقا للمذهب الإيراني.

ولفتت المصادر إلى أن المراهقين الـ15 الذين تعود أصولهم إلى مقاطعة ساو جابرييل دا كاتشويرا، التي تعد من المجتمعات الفقيرة، على الرغم من وقوعها يقع في منطقة استراتيجية على الحدود بين كولومبيا وفنزويلا، تم تلقينه عقيدة الإسلام وفق المذهب الإيراني، وذلك بواسطة جامعة تسمىsociação Solidária Humanitária do Amazonas ( Asham )، يرأسها التركي عبد الحكيم توكدمير. 

وألقت المصادر البرازيلية الضوء على ما أعلنته لوسيا ألبيرتا باري، مدير تعزيز التنمية المستدامة في مؤسسة "Funai"، من أن المنظمة الإسلامية التابعة لإيران،  "استخدمت شحنات الطعام، والتبرعات المالية، وسيلة للتلاعب بعقول الأطفال وأسرهم"، كما كشفت ماريا روزيتا، وهي إحدى النساء الأصليات اللاتي قبلن أن يدرس ابنها في الجمعية الإيرانية: "ليس لدينا الموارد المالية لأطفالنا للدراسة، لذا أردت منهم أن يدرسوا للعثور على عمل، ونحن في عائلتنا عاطلين".

أما جويس كويلو، مفوضة الشرطة المدنية في ولاية أمازوناس، والتي شاركت فنقلت المصادر البرازيلية، التي تحدثت إلى "البوابة"، وصفها لما يجري بالقول: "نحن أمام قضية مثيرة للقلق، لأن هناك حالات متطرفة لجريمة الاتجار بالبشر، استغلالا لرغبة الأسر في الحصول على فرص للعيش".