من الانتقادات التي يوجهها العديد من المشجعين للبرتغالي جوزيه مورينيو، المدير الفني لفريق روما الإيطالي الحالي، أنه لم يسبق له لعب كرة القدم بشكل احترافي، ودخل المجال من خلال عمله كمترجم في الطاقم الفني لنادي برشلونة في نهاية التسعينيات من القرن الماضي، وشق طريقه حتى أصبح أحد أفضل المدربين على مر التاريخ.
ولكن في الفترة الأخيرة، ظن الجميع أنه انتهى ولم يعد قادرًا على تحقيق البطولات والإنجازات مع الأندية بعد محطته الأخيرة مع توتنهام الإنجليزي، بالرغم أنه تولى مهمة تدريب، كل من بنفيكا وبورتو البرتغاليين، وتشيلسي الإنجليزي في ولايتين، ومواطنه مانشستر يونايتد، وإنتر ميلان الإيطالي، وريال مدريد الإسباني، حتى استقر به المطاف حاليًا مع روما، ليعود ويرد على ألسنة المشككين في قدراته الفنية مع الفريق العاصمة الإيطالية، الذي بدأ معه فصلًا جديدًا من فصول الإبداع وكتابة التاريخ بصعوده لمنصات التتويج مجددًا، ليحقق إنجازًا قاريًا غير مسبوقًا للعام الثاني على التوالي، وذلك عندما قاد فريق الذئاب إلى التأهل لنهائي بطولة الدوري الأوروبي، متخطيًا باير ليفركوزن الألماني في نصف النهائي، وبلغ المباراة النهائية بعدما تعادل مع كتيبة تلميذه تشابي ألونسو سلبيًا، مستفيدًا من تحقيقه الفوز في مباراة الذهاب بنصف النهائي على ملعبه الأولمبيكو بهدف للا شئ، لينجح في التأهل إلى نهائي بطولة أوروبية للعام الثاني على التوالي، بعدما بلغ نهائي دوري المؤتمر الأوروبي، العام الماضي أمام فينورد الهولندي.
وبذلك، يخوض «مورينيو»، سادس نهائي بطولة قارية في مسيرته كمدرب، ولكن هذه المرة رفقة روما في مسابقة الدوري الأوروبي، ولكن الطريف أنه حقق اللقب في جميع النهائيات الخمس السابقة، وكانت، التتويج بكأس الاتحاد الأوروبي موسم 2002-2003، حينما فاز مع بورتو البرتغالي على سيلتيك الإسكتلندي بنتيجة 3-2، وحصد لقب بطولة دوري أبطال أوروبا 2004 مع بورتو بفوزه على موناكو الفرنسي بثلاثية نظيفة، كما عاد مجددًا وحقق بطولة دوري أبطال أوروبا مع إنتر ميلان عام 2010، بالفوز على بايرن ميونخ الألماني في النهائي بثنائية الأرجنتيني دييجو ميليتو، وفي عام 2017 توج ببطولة الدوري الأوروبي مع مانشستر يونايتد الإنجليزي على حساب أياكس أمستردام الهولندي، بكتيبة لاعبين مصابين من الشياطين الحمر، وفي عام 2022، حصل على بطولة دوري المؤتمر الأوروبي لأول مرة منذ استحداثها، بالفوز على فينورد بهدف دون رد.
البرتغالى يتأهل إلى سادس نهائي بطولة أوروبية.. وللمرة الثانية على التوالي
صاحب الـ60 عامًا، ملقب بالـ«سبيشيال وان» لأنه في الوقت الحالي متخصص في جمع البطولات الأوروبية، حتى أصبح صاحب سجل استثنائي من الألقاب القارية، لما أضافه في إنجازاته ببلوغ نهائي الدوري الأوروبي مع روما، وصعوده إلى النهائي الأوروبي الثاني للمرة الثانية على التوالي مع الجيلاروسي، كما بات بات أول مدرب يفوز ببطولة دوري المؤتمر الأوروبي، وأيضًا أصبح أول مدرب يحقق البطولات الأوروبية الثلاث «دوري أبطال أوروبا، الدوري الأوروبي، ودوري المؤتمر الأوروبي»، بالإضافة إلى كونه أول مدرب يفوز بكأس أوروبية مع 4 أندية مختلفة، كما بات أول مدرب يحقق جميع البطولات الأوروبية على مستوى الأندية، وكذا أول مدرب يحقق بطولة أوروبية لنادي روما، كما أن جوزيه مورينيو لا يعرف الخسارة في النهائيات الأوروبية، حيث حصد العلامة الكاملة خلال 5 نهائيات قارية، فضلًا عن إعادته لهيبة وأمجاد الأندية، حيث حقق لقب دوري الأبطال مع بورتو بعد غياب 17 عامًا، وفاز بالدوري الإنجليزي مع تشيلسي بعد غياب 50 عامًا، وتوج بأبطال أوروبا مع الإنتر بعد غياب 45 سنة، وحصد كأس ملك إسبانيا مع ريال مدريد بعد غياب 22 سنة، ومؤخرًا حقق أول بطولة أوروبية في تاريخ ذئاب روما.