توصل فريق دولي من الباحثين بقيادة علماء صينيين، إلى وجود رواسب بحرية على سطح المريخ، مما يشكل أول دليل جيولوجي على وجود محيط قديم في المنطقة الشمالية من الكوكب الأحمر.
وجرى الوصول إلى هذا الاكتشاف بعد تحليل البيانات التي تم الحصول عليها من الكاميرا متعددة الأطياف، على متن المركبة الصينية الجوالة "زورونج". ونشرت نتائج هذا الاكتشاف في المجلة العلمية "ناشيونال ساينس ريفيو" يوم الخميس الماضي.
وصرح العلماء بأن الصخور المكشوفة أظهرت هياكل طبقات متميزة، تختلف بشكل كبير عن الصخور البركانية الشائعة على سطح المريخ، كما أنها لم تشكل بواسطة الرمال المنفوخة بالرياح، وإنما تشير إلى وجود رواسب بحرية.
وأوضح التلفزيون المركزي الصيني أن هذا الاكتشاف يشكل دليلاً جديداً على وجود محيط قديم على سطح المريخ في المنطقة الشمالية منه، وهو ما يساعد على فهم تطور الكوكب الأحمر وتاريخه الجيولوجي.
شدد البروفيسور لونغ شياو، الأستاذ بكلية علوم الأرض في جامعة الصين لعلوم الأرض والمؤلف الرئيسي للدراسة، على أن هياكل الطبقات التي تم اكتشافها تشير إلى وجود خصائص تدفق المياه ثنائية الاتجاه، وتتوافق مع التيارات المدية منخفضة الطاقة التي تم رصدها في البيئات الساحلية الأرضية.
ويشكل هذا الاكتشاف، الذي تم الحصول عليه من خلال تحليل البيانات التي جمعتها كاميرا المركبة الجوالة "زورونغ"، أول دليل مباشر يدعم وجود محيط قديم في السهول الشمالية للمريخ.
ويفت هذه النتائج إمكانيات جديدة لفهم ماضي كوكب المريخ وتوفير فرص جديدة لاستكشافه، بالإضافة إلى إمكاناته لاستضافة البشر في المستقبل على سطحه. ويعد هذا الاكتشاف خطوة مهمة في رحلة البحث العلمي للكشف عن أسرار المجموعة الشمسية والكواكب التي تحوي على مياه وشروط تدعم الحياة.