تنافس ستة أعمال روائية ضمن القائمة القصيرة، على جائزة البوكر العالمية للرواية العربية لعام 2023، والتي ستعلن في السابعة مساء غد الأحد بتوقيت دولة الإمارات العربية المتحدة، على أن يتم نقل حفل إعلان الجوائز على الصفحة الرسمية للجائزة على منصة التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وتضم لجنة تحكيم جائزة البوكر العالمية للرواية العربية لعام 2023، الروائي محمد الأشعري، من المغرب، رئيسا، وعضوية كل من: الدكتورة ريم بسيوني، أستاذ ورئيس قسم اللغويات في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، والدكتور تتز روك، أستاذ بجامعة جوتيبرج السويدية، والروائية فضيلة الفاروق، من الجزائر، والكاتبة والأكاديمية عزيزة الطائي، من سلطنة عمان.
وتعد الجائزة العالمية للرواية العربية من أهم الجوائز الأدبية المرموقة في العالم العربي، والتي تهدف إلى مكافأة التميز في الأدب العربي المعاصر، وتشجيع الإقبال على قراءة هذا الأدب عالميا، وترجمتها إلى لغات عدة.
وتتضمن الأعمال الروائية التي صعدت للقائمة القصيرة الآتي:
كونشيرتو قورينا إدواردو
تحكي الرواية الصادرة عن منشورات تكوين بالعراق عام 2022، للكاتبة الليبية نجوى بن شتوان، قصة فتاة ليبية ونشأتها في ليبيا، وتأثير السياسة والحرب على حياتها وأسرتها. تنتمي البطلة إلى عائلة من أصول يونانية وهم أقلية عرقية ليبية لديهم ثقافتهم الخاصة والمتميزة داخل المجتمع الليبي متعدد الأعراق. من منظور البطلة، نرى المجتمع الليبي وتبدلاته منذ سنوات السبعينيات وصولاً إلى الثورة التي أسقطت القذافي سنة 2011 والحرب الأهلية سنة 2014.
وتصف الرواية مقتل الأب خلال فترة ما يُعرف بالثورة الثقافية في ليبيا، وتأميم مصنع العائلة وانعكاس التغير الاقتصادي الكبير الذي حدث على حياة الأسرة وأفرادها.
تعرج الرواية على عدة مواضيع، منها يهود ليبيا وقصة خروجهم أو طردهم سنوات الستينيات؛ الحرب الأهلية وانعكاساتها على النسيج الاجتماعي؛ تهريب الآثار والعبث بالإرث التاريخي لليبيا، والتلاقح الثقافي والعرقي بين شعوب البحر الأبيض المتوسط، كما ترسم الرواية بانوراما التحولات التي عرفتها ليبيا منذ ما سمي بالثورة إلى أن انهارت هذه الثورة نفسها وفتحت البلاد أمام انكسارات كبيرة.
مَنَّا.. قيامة شتات الصحراء
وهي رواية تاريخية بينية للكاتب الجزائري الصديق حاج أحمد، صدرت مؤخرا عن دار الجنوب الكبير "دار الداوية بأدرار"، تلقي الضوء على جفاف عام 1973 الذي ضرب صحراء شمال مالي، وقضى على البشر والمواشي، ففر البشر باتجاه الشمال، حيث برج باجي مختار وتيمياوين، وفتحت لهم الجزائر مركزا للإغاثة واللجوء قبل أن يتمكن هؤلاء بين سنوات 1973 و 1975 من الاندماج في النسيج السكاني المحلي واكتساب حق الانتساب إلى الأرض، فالنص تخييل في واقع إفريقي تراجيدي، ينقله المؤلف ببناء مقطعي مغاير، لمأساة الجفاف والحرب وسقوط الأقنعة عن هذا الكائن، الذي أطلق على نفسه عدة أسماء أكبر منه.
أيام الشمس المشرقة
تطرح الرواية الصادرة عن دار العين للنشر عام 2022، للكاتبة ميرال الطحاوي، تساءل الإنسان المعاصر حول الهوية الشخصية، فتبدأ الرواية بانتحار جمال، الشاب الممزق الهوية، وتنتهي مع انتحار ميمي الفتاة الإفريقية الناجية من مذبحة عرقية في بلادها، وما بين الحادث الأول والمشهد الأخير.
تدور أحداث الرواية في بلدة صغيرة متخيلة تُسمى "الشمس المشرقة"، التي تقع على الحدود الجنوبية الغربية لأمريكا، وتشهد سواحلها بشكل يومي عمليات تهريب العمّال والمهاجرين غير الشرعيين.
وتسلط الضوء على فئة مهمشة يظن الجميع، على عكس الواقع، أنها الفئة الناجية، وتمنح لهؤلاء المهمشين في المجتمع الغربي صوتا، وتحفر عميقا في أسئلة تخصهم. فالرواية نموذج مثالي لتيهة الهجرة، لكنها، قبل كل شيء، رؤية الغريب التي تتمتع بالتمرد على الواقع الجديد، مع ذلك يخلق أسلوباً للتكيف مع قسوته.
حجر السعادة
تنتمي هذه الرواية الصادرة عن دار الرافدين للنشر في بيروت عام 2022، للكاتب العراقي أزهر جرجيس، إلى نوع الكوميديا السوداء؛ وبلغة ساخرة يستدرجنا المؤلف لتعقب حياة مصور فوتوغرافي مغمور، غاية مناه العيش بسلام والموت بلا ضجيج، كمال، المصور الذي يحمل كاميرته ويجوب الأسواق والأزقة العتيقة مؤرخًا حياة الناس والمدينة، يجد نفسه ذات يوم متورطًا مع عصابة مسلحة، الأمر الذي يسيجه بالصدمة ويحيل صدره إلى حلبة تتبارى فيها ثيران الفزع. تسير الأحداث وتتصاعد بطريقة دراماتيكية ويحضر السلاح الكاتم محاولًا، كما هو شأنه، وضع نهاية منطقية لرحلة المغلوب على أمرهم. إنها رحلة العذابات والسعادات التي تبدأ بالعثور على حجر صغير بين الحشائش في بستان الجن بالموصل، ثم الوقوف عند جسر الشهداء ببغداد حيث ذبول وجه دجلة وذكرى الغرق.
في هذه الرواية يحضر أسلوب جرجيس المميز في الكوميديا السوداء والحس الساخر من كل مصيبة يسقطها القدر فوق رؤوس أبطاله. رواية آسرة تفتق جرح الذكريات وتخيط بالتهكم مرارة الأسى، وفق جماليات منضبطة تنأى عن الإسفاف والحشو، فالتهكم ههنا ليس مقصودًا بنفسه قدر كونه عرضًا جانبيًا لعيش ما جرى في تلك البلاد العجيبة.
تغريبة القافر
اعتمد الشاعر العماني زهران القاسمي، في روايته الصادرة عن دار مسكيلياني للنشر بتونس عام 2022،على الشعر في السرد وكتابة بعض المقاطع كأنها قصائد منفصلة داخلها، فهي رواية مائية تُعيد للراوي وظيفته الأولى وهي ريّ الناس وإشباع ظمئهم، والتي تدور أحداثها في إحدى القرى العُمانية وتحكي قصة أحد مقتفي أثر الماء، تستعين به القرى في بحثها عن منابع المياه الجوفية. تكون حياة القافر منذ ولادته مرتبطة بالماء، فأمّه ماتت غرقاً، ووالده طُمر تحت قناة أحد الأفلاج حيث انهار عليه السقف، ينتهي سجيناً في قناة أحد الأفلاج ليبقى هناك يقاوم للبقاء حياً.
وتعمل الرواية من منطقة جديدة في السرد، هي ذاكرة الأفلاج، والأفلاج نظام فلاحي لريّ البساتين، مرتبط بالحياة القروية في عُمان ارتباطاً وثيقاً دارت حولها الحكايات والأساطير.
الأفق الأعلى
تدور أحداث الرواية الصادرة دار مسكيلياني بالإمارات لعام 2022، للكاتبة السعودية فاطمة عبدالحميد، حول ملك الموت، ولقاءه بالأشخاص وردود أفعالهم عند اللحظة الحاسمة، حيث نتعرف على سليمان، أرمل في الخمسينيات من عمره، كانت قد زوجته أمه بفتاة تكبره بإحدى عشرة سنة، وهو لا يزال مراهقا في الثالثة عشرة من عمره، وكان يعيش طوال عمره في ظل حماية نساء مختلفات، ولا يستطيع الاعتناء بنفسه أو القيام بأبسط الأشياء، وبذلك يمثل صورة معاكسة للصورة النمطية للرجل العربي القوي، يبقى سليمان وحيدا في شقته إلى أن يلمح من شرفتها طيف جارته، التي ستصبح شريكة له في مغامرة حب لم تكن في الحسبان، وكأن الرواية تقول إن التخطيط والتنبؤ بالمستقبل أمران مستحيلان، فقد تخدعك الحياة ويعبث بك الموت؛ ومهما فعلت، لا تستطيع الإفلات من عشوائية الأقدار.