عقد محمدو لابيرينج سفير جمهورية الكاميرون بالقاهرة اليوم السبت، مؤتمرا صحفيا بمقر السفارة على هامش احتفالات اليوم الوطني للكاميرون، والتي تعقد في القاهرة وياوندي في نفس الوقت مساء اليوم.
وقال السفير، إن الكاميرون تحتفل بيوم الاتحاد أو الوحدة، وليس الاستقلال مثل باقي الدول، فقد تم احتلالها من قبل البرتغاليين والإسبان، الذين وجدوا كميات ضخمة من الجمبري في أنهارها، ولأنه بلغتهم يسمى "كاميرون" تم إطلاق هذا الأسم على البلاد، وعقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، وهزيمة ألمانيا وضعت الأمم المتحدة الكاميرون تحت وصاية بريطانيا وفرنسا، وبعدها حدثت حركات الاستقلال، واستقل الكاميرون الفرنسي في 1960 بينما البريطانية لم تحصل على استقلالها إلا في 1961، وانضم جزء شمالي منها لنيجيريا والجنوبي للكاميرون، مشكلا حكومة فيدرالية بين الفرنسي والبريطاني، وفي 20 مايو عام 1972 تمت الوحدة لجمهورية الكاميرون بالكامل.
وأضاف لابيرينج، إن مصر كانت من أولى الدول التي ساندت الكاميرون في حربها للاستقلال، وفي ديسمبر 1960 تم افتتاح أول سفارة للكاميرون بالقاهرة، للاتصال السياسي، وعاش قادة الاستقلال الباقي من حياتهم في مصر، وكان الشعب الكاميروني يعرف مصر جيدا فقد كانت محطة هامة للحج قديما، وتشترك كلا الدولتين في وجهات نظر عديدة أهمها احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شئونها، ونبذ العنصرية، والحرية، كما أن كلا الدولتين أعضاء بالاتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي.
وتابع: "تشارك فرقة مصرية عسكرية اليوم، في احتفالات الكاميرون بعيدها القومي في ياوندي، بناءا على دعوة من الرئيس الكاميروني بول بيا، وكانت وقعت مصر والكاميرون اتفاقية في أكتوبر الماضي في مجال الدفاع والأمن، وهي اتفاقية هامة بالنسبة لنا لما تمتلكه مصر من خبرة واسعة في مجال مكافحة الإرهاب، كما أنها تمتلك الجيش الأقوى في القارة والمنطقة العربية، وأيضا الكاميرون لديها مدرسة دولية للحرب ويمكن لمصر الاستفادة منها في التدريب".
ونوه السفير: "اتقدم بخالص الشكر للسلطات المصرية، لما قدمته من تسهيلات لعبور الكاميرونيين من السودان تمهيدا لإجلائهم إلى بلادهم، كما أنه في الأسبوع الماضي التقى سامح شكري وزير الخارجية المصري بالسفراء الأفارقة، ووجه شكري خلال الاجتماع بمعاونة كافة السفارات في إجلاء مواطنيها من السودان، وأيضا تم إعفاء جوازات السفر الرسمية بين البلدين من تأشيرات الدخول، وتشهد العلاقة بين البلدين الصديقين تطورا ملحوظا في كافة المجالات عدا المجال الاقتصادي الذي يحتاج للتنشيط، ولذا أصدرنا كتيب عن كيفية الاستثمار في مصر وفي الكاميرون".
وأوضح: "تم توجيه الاقتصاديات الإفريقية من قبل الأوروبيين لتخدم فقط المصالح الأوروبية، ولكن الآن نستغل علاقاتنا القوية بدول القارة في استعادة وتنمية الاقتصاد الوطني، داخل إفريقيا، فمثلا فيما يخص صناعة الأخشاب فإن الكاميرون تمتلك أفضل الأخشاب في العالم، ويمكن تبادلها مع مصر بدلا من استيرادها من الخارج، مستغلين قرب المسافة وطيب العلاقات، وقد قمنا بخطوات جادة في مجال تنفيذ منطقة التجارة الحرة الإفريقية".
وكانت السفارة نظمت اليوم السبت احتفالية بمناسبة يوم الوحدة بالتزامن مع العرض العسكري الذي يجري بالعاصمة ياوندي بمشاركة الرئيس الكاميروني بول بيا، وبدأت الاحتفالية بعزف النشيد الوطني للكاميرون ورفع العلم، وقال لابيرينج إن السفارة حرصت على بث العرض العسكري والاحتفالات المقامة بالعاصمة ليتشارك المواطنون الكاميرونيين المقيمون بمصر هذه المناسبة الهامة بالنسبة للبلاد".