أكد السفير عبد الله الرحبي سفير سلطنة عمان بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، ان زيارة السلطان هيثم بن طارق للقاهرة تؤكد اهتمام الحكومة العُمانية البالغ بمصر وتعد نقطة تحوّل كبيرة ومهمّة في مسار العلاقات العُمانيّة المصريّة،حيث تجيء بعد أقلّ من عام من زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى سلطنة عُمان في يونيو الماضي.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفى عقده اليوم السبت قبيل الزيارة التى يقوم بها سلطان عمان هيثم ين طارق القاهرة، غدا الأحد، على رأس وفد رفيع المستوى.
وتابع الرحبي قائلا : البلدان الشقيقان يؤمنان بمبادئ مشتركة عزّزت الثقة بينهما،والعلاقات بينهما تشهد تطوّر ونموّ متواصل.
واشار الرحبي الي اهمية المباحثات التي سيجريها بن طارق مع الرئيس عبد الفتاح السيسي،والتي ستركز علي دفع التعاون الثنائي في مختلف المجالات ،وتبادل وجهات النظر حول أبرز القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مؤكدا انها ستعطي دفعة لمسيرة التعاون الثنائي،وتعزز التنسيق بين مصر والسلطنة في المحافل المختلفة.
وأكد الرحبي أن البلدين الشقيقين يُؤمنان بمبادئ مشتركة في مقدمتها عدم التدخّل في شؤون الآخرين ودعم الأمن والاستقرار في المنطقة .
وأوضّح الرحبي أن مصر وعمان قد وقعتا على مذكرة تفاهم سياسية، تتضمن عددا من البنود التي تسمح بالتحرّك في مساحات الحوار السياسي والتشاور بينهما،موضحا أن سلطنة عُمان تؤمن بتعظيم مساحة الحوار بين الأطراف المتنازعة وهذا أيضًا ما تفعله مصر المشهود لمواقفها في القضايا العربية.
كما تطرق الرحبي الي الاتفاقيتين و مذكرات التعاون الست التي تم توقيعها خلال زيارة الرئيس السيسي إلى سلطنة عُمان في يونيو الماضي في مجالات تعزيز المنافسة ومكافحة الممارسات الاحتكارية وترويج الاستثمار وتنمية الصادرات والنقل البحري والموانئ والشباب والرياضة والثقافة والعمل والتدريب والتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار والمجال الاكاديمي. وإنشاء وإدارة المناطق الصناعية وحماية البيئة والاعتراف المتبادل بالشهادات الأهلية البحرية للملاحين بالإضافة إلى التعاون العلمي.
وتابع ان كل ذلك قد ساعد في تنمية التعاون الثنائي قائلا : وفقا للإحصاءات الصادرة عن المركز الوطني العماني للإحصاء والمعلومات فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر وسلطنة عُمان 1.022.277 مليار دولار،مقارنة ب 565.490 ألف دولار في عام 2021.
واضاف : سجلت قيمة الصادرات العُمانية إلى مصر ارتفاعًا من 157 مليونًا و515 ألف ريال عُماني في عام 2021 إلى 298 مليونًا و77 ألف ريال عُماني في عام 2022، في حين بلغت قيمة الواردات العُمانية في مصر 95 مليونًا و551 ألف ريال عُماني في عام 2022 مقارنة بـ 60 مليونًا و227 ألف ريال عُماني في عام 2021.
واوضح ان الميزان التجاري بين البلدين الشقيقين في عام 2022 كان لصالح سلطنة عُمان حيث بلغ حجم التبادل التجاري 202 مليون و526 ألف ريال عُماني.
ونوه الرحبي الي ان هذا الارتفاع الملحوظ في حجم التبادل التجاري بين سلطنة عٌمان و مصر جاء ، كنتيجة طبيعية مع انطلاق رؤية عُمان 2040 وتفعيل الدبلوماسية الاقتصادية وتوجيهات السلطان هيثم بن طارق بتعظيم التنوع الاقتصادي وعدم الاعتماد على سلعة واحدة في مصادر الدخل.
وأكد الرحبي على أن مؤشرات الاستثمار بين مصر وسلطنة بدأت تتحسّن منذ ٣ سنوات، مشدّدا على ضرورة أن يرقى التعاون في المجال الاقتصادي إلى مستوى العلاقات التاريخية خاصة وأن البلدين يشهدان حراكًا اقتصاديًّا في مجالات متهددة منها الطاقة المتجدّدة والصناعة والأمن الغذائي والتعدين والصناعات التحويلية والنقل والأمن والصناعات الدوائية.
ودعا المستثمرين المصريين إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية المُتاحة في السلطنة كالمناطق الاقتصادية والموانئ والتشريعات الجاذبة للاستثمار.. مشيرا الي أن عددًا من المستثمرين المصريين بدأوا بالفعل في الاستثمار في مجالات مختلفة في السلطنة كصناعة الأسمدة والبلاستيك الموجودة في المناطق الحرة إضافة إلى الجانب السياحي ،كنا ان هناك اتصالات مع بعض المستثمرين المصريين في مجالات الأمن الغذائي.
وكشف الرحبي عن ان الجانبان المصري والعماني يدرسان حاليًّا سبع اتفاقيات لها علاقة بالاقتصاد والثقافة والتعاون في مجال الوثائق والتراث من حيث الترميم والآثار إضافة إلى التعاون الأكاديمي بين الجامعات العُمانية والجامعات المصرية.
وقال : مع بداية انطلاقة عُمان بنهضتها المتجدد بقيادة السلطان هيثم بن طارق، وجه بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية البعثات الدبلوماسية العُمانية في الخارج بإعطاء الدبلوماسية الاقتصادية كل الاهتمام بهدف التعريف بالمناخ الاستثماري في سلطنة عُمان والترويج لها كوجهة سياحية وتعزيز فرص الصادرات العُمانية إلى الخارج.
وأضاف الرحبي أن مصر وسلطنة عمان قد احتفلا في نوفمبر الماضي بمرور 50 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما حيث شهدت هذه الفترة أحداثًا أكّدت على عمق ومتانة هذه العلاقة أهمّها وقوف سلطنة عُمان مع مصر إثر المقاطعة العربية عقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد.
واكد السفير العماني ان العلاقات مع مصر تاريخية حيث بدأت منذ وقت مبكّر حيث تشير الآثار والدراسات البحثية التاريخية التي وجدت في المقابر الفرعونية إلى وجود بقايا لُبان وخريطة دلّت على رحلات الفراعنة إلى جنوب عُمان ،محافظة ظفار حاليًّا، واهتمام الفراعنة باستجلاب اللبان لاستخدامه في المعابد الفرعونية والتحنيط بالإضافة إلى وجود بعض القبائل العُمانية ضمن القبائل العربية التي جاءت في فتح مصر على يد الصحابي عمرو بن العاص وظلت مستقرة حتى وقتنا الحالي.
كما أشاد بدور مصر في بداية النهضة العمانية ،مشيرا الي دور المعلم المصري في تعليم أبناء عُمان.
واختتم قائلا إنه نظرا لايمان عمان بأهمية العلاقات الثقافية والفن والفكر ،كقوة ناعمة ،فقد أطلقت سفارتها في مصر منذ عامين صالون أحمد بن ماجد الثقافي للتعريف بالإرث الثقافي والحضاري للإنسان العُماني، واشار في هذا الصدد الي ان عددا من جمعيات المجتمع المدني في سلطنة عُمان سيكون لها نشاط خلال شهر يونيو المقبل.