الأربعاء 13 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

تعرف على قصة القديسة مارينا

ارشيف
ارشيف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

وُلدت  القديسة مارينا في القلمون، بلبنان، وكان والدها تقياً وماتت والدتها في سن الصبا فزهد ابوها في الدنيا، وجاء الى دير قنوبين في الوادي المقدس/لبنان مع ابنته التي ألبسها زي الرجال وترهبت دون ان يقف الرهبان على سرها، وعُرفت عندهم باسم الأخ مارينوس.
 وكان مارينوس رغم حداثته منعكفاً على ممارسة الفضائل الرهبانية بكل دقة ونشاط. يلازم الصمت والاحتشام مطرق النظر، جاعلاً من اسكيمه لثاماً يَحجب ملامح وجهه وعينيه ولا يُسمع له صوت.
فأرسله الرئيس ذات يوم الى البلدة المجاورة في مهمة للدير، فاضطر ان يبيت عند احد اصدقاء الرهبان المدعو بفنوتيوس وله ابنة صبية، كانت قد سقطت في زنى وبَانَ حبلها بعد حين.
 

فغضب ابوها جداً فأخبرته بأن الراهب مارينوس اغتصبها، ليلة بات عندهم. فأسرع ابوها الى الدير وشكا الامر للرئيس. فدهش لِما يعلم عن راهبه من الطهارة والتقوى. 
 فاستدعى مارينوس ووبخه فلم يفه بكلمة تبرئه. فوقع الرئيس في حيرة، و عد السكوت اقراراً بالذنب وحكم على مارينوس بالطرد خارج الدير.
 رضخ مارينوس مستسلماً لمشيئة الله واستمر على باب الدير مصلياً باكياً يعيش من فضلات مائدة الرهبان. وكان ابوه قد توفي.
 اما الابنة فولدت صبياً، جاء به ابوها الى #الدير ودفعه الى مارينوس قائلاً: " ربِّ ابنك!"
فأخذه مارينوس(القديسة مارينا) وشرع يربيه ويغذيه مما تكرم به الرهبان من حليب ماعز الدير وفضلات مائدتهم.
وبقي على هذه الحال اربع سنوات، حاملاً عار تلك التهمة الشائنة لا يئن ولا يتذمر. رَقَّ له رئيس الدير يوماً وادخله الدير فارضاً عليه قصاصاً شديداً، فقبل ذارفاً دموع التوبة وظل مثابراً على اعمال التقشف الى ان دنت ساعة وفاته. 
 فأشرقت اسارير وجهه بنور سماوي وطلب المغفرة من الجميع، غافراً لمن أساء اليه. ثم أسلم الروح. فأمر الرئيس بتجهيز جثمانه ودفنه خارج الدير.
وما اعظم ما كانت دهشة الرهبان عندما رأوا ان مارينوس امرأة لا رجل! 
فجثا الرئيس مع رهبانه امام الجثمان الطاهر مستغفرين الله وروح القديسة البارة. اما والد الابنة الساقطة فالتحف الخجل وجاء يعترف بخطأه امام الجميع. وأما ابنته فأقامت على قبر القديسة تذرف الدموع نادمة على ما فعلت واشتهرت قداسة مارينا في لبنان فأسرع الناس افواجاً الى دير قنوبين للتبرك من جثمانها.