تواجه إيطاليا واحدة من أسوأ فيضانات في البلاد منذ مائة عام، حيث أودت الفيضانات بحياة تسعة أشخاص على الأقل، فيما يعتبر العديد من الأشخاص مفقودين. وقد تم إجلاء العديد من السكان وترك الكثيرين في حالة مشردة، وسط جهود كبيرة من قبل رجال الإنقاذ الذين يواجهون ظروفاً صعبة وأمطاراً غزيرة.
وبحسب ما ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية فقد تركزت الفيضانات في منطقة إميليا رومانيا الشمالية، حيث أحصيت 23 نهراً انفجرت على ضفافها و280 انهياراً أرضياً ضربت 41 مدينة وبلدة، مما أدى إلى تشريد حوالي 20 ألف شخص. وقد لقي زوجان مسنان مصرعهما بعد أن حاصرتهما المياه داخل منزلهما في قرية كافا، فيما غرق رجل يبلغ من العمر 80 عاماً في قبو منزله، وتوفي رجل آخر إثر سقوطه في بئر، وتوفي رجل آخر بعد أن أصيب بانهيار أرضي في حديقته.
تعرضت المنطقة لأمطار غزيرة طوال الليل، حيث عمل رجال الإنقاذ على مدار الساعة لإنقاذ السكان المحاصرين في منازلهم، والذين يشملون الكبار في السن والمعوقين. وتعد هذه الفيضانات الأشد تدميراً في البلاد منذ قرن، حيث يعاني الكثير من السكان من أضرار جسيمة في ممتلكاتهم وبنياتهم التحتية.
وقام رجال الإطفاء بنحو 2000 عملية إنقاذ في جميع أنحاء المنطقة المتضررة من الفيضانات، بما في ذلك مناطق في وسط ماركي. وتم إنقاذ 40 كبيرًا في السن من دار رعاية خلال فترة قصيرة من الزمن بعدما تلقت الشرطة العديد من مكالمات الاستغاثة.
وقال أحد المتصلين في مدينة فينزا، وهي إحدى المدن الأكثر تضررًا: "جيراني كبار السن، أحدهم مصاب بمرض الزهايمر. إنهم غير قادرين على المغادرة بأنفسهم. شخص ما يجب أن يأتي. هناك الكثير من الوحل".
تم إنقاذ الكبار في السن الذين احتموا على أسطح المنازل باستخدام طائرات الهليكوبتر، كما تم إجلاء العائلات بأكملها. ووصف المتطوعون عملية نقل الناس من منازلهم بأنها شاقة. وقال باولو ميوني، متطوع في تشيزينا، لصحيفة "لا نازيوني": "عملنا طوال الليل تحت المطر الغزير. في بعض الحالات، حملنا الكبار في السن والمعوقين بين أذرعنا وجلبناهم على زورق إلى رجال الإنقاذ، الذين قاموا بنقلهم إلى الملاجئ".
وأضاف: "كان ارتفاع المياه 40 سم، لكن الأمطار الغزيرة التي استمرت حتى الساعة 6 صباحًا أساءت الأمور".
