السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

أسباب الانشقاق الكبير بين الكنيستين الشرقية والغربية

ارشيف
ارشيف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يقول المتروبوليت نقولا مطران إرموبوليس (طنطا) وتوابعها فيما يخص أسباب الإنشقاق الكبير بين الكنيستين الخلقيدونيتين الأرثوذكسية الشرقية والكاثوليكية الغربية في عام 1054م

الأسباب العقادية والكنائسية:

الخلاف الأول العقائدي:
قضية «أولوية البابا»، مستند الغرب اللاهوتي في هذا الفهم إلى أن البابا هو خليفة القديس بطرس الذي عده السيد المسيح «الصخرة - الأساس» لكنيسة المسيح، كما جاء في الإنجيل المقدس (متى 16/17 - 20).

الخلاف الثاني الكنائسي:
في ربيع السنة 1053 كتب لاون متروبوليت أخريدة ورئيس أساقفة بلغاريا رسالة إلى السينكلوس يوحنا أسقف تراني في جنوب إيطاليا ونائب البطريرك المسكوني فيها يوجب تجنب البدع الغربية كاستعمال الفطير، وصوم السبت، وأكل الدم المخنوق، وغير ذلك من الممارسات الكنائسية.

ترجم الرسالة من اليونانية إلى الاتينية سكرتير البابا لاون التاسع هومبرتو مورموتييه Humbert de Mourmoutiers كاردينال سيلفة كانديدة Silva Candida، فأهمل ودسَّ فيها فجاءت ترجمته أشد عنفاً وأسوأ أثراً من الأصل اليوناني. ومن دسائسه أنه أضاف اسم البطريرك المسكوني إلى الرسالة فجعلها تصدر عنه وعن رئيس أساقفة بلغاريا. وكان لاون التاسع يجهل اليونانية فاعتمد ترجمة هومبرتو واستشاط غيظاً وأمر بالرد عليها.

في مطلع عام 1054 وصل وفداً برئاسة الكردينال الألماني هومبرت، إلى القسطنطينية. وكان أن استقبل الامبراطور الوفد بحفاوة في حين رفض البطريرك مقابلته. وطالت إقامة الوفد البابوي في القسطنطينية، وجرت في أثنائها أحاديث كثيرة، تحولت مع الوقت إلى مساجلات عنيفة، دارت حول توافه ضاعت في خضمها المسائل الكبرى المطروحة.

في هذه الأثناء، كان البابا لاون التاسع قد توفي في 19 أبريل من 1054 من دون أن يكون نبأ وفاته قد بلغ القسطنطينية. وفي السادس عشر من شهر يوليو عام 1054، أقيم احتفال كبير في كبرى كنائس القسطنطينية، وهي كنيسة «آجيا صوفيا» (أي الحكمة الإلهية) حضره كبار رجالات الكنيسة والدولة، وعلى رأسهم الامبراطور البيزنطي. فدخل الوفد البابوي الكنيسة، وألقى الكردينال هومبرت خطاباً ندد فيه بتمرد البطريرك على سلطة البابا، ثم وضع على الهيكل الكبير صك الحرمان الخاص بالبطريرك، وانسحب.

وبعد أيام قليلة، عقد البطريرك كيرلاريوس مجمعاً كنسياً في القسطنطينية، صدر عنه صك حرمان الغربيين جميعاً، وعلى رأسهم بابا روما.  

بدت القطيعة إلى حين كأنها نهائية إلا أنها لم تكن كاملة، لا بين القسطنطينية وروما، ولا بين روما وسائر العالم الأرثوذكسي الخلقيدوني. وكان من بطاركة القسطنطينية الذين خلفوا كيرلاريوس من عاود الاتصال بروما. كما جرت محاولات جادة وعامة، فيما بعد لإعادة الوحدة إلى أفضل مما كانت عليه الحال.

إلا أن الصدع النفسي والثقافي من جهة، والصراع السياسي من جهة ثانية، كانا أمنع من جميع المحاولات. ويوم جاءت رابعة الحملات الصليبية، واحتلت القسطنطينية عام 1204، ودنسوا الكنيسة البيزنطية الكبيرة آجيا صوفيا. هذه الحملة ساعدت في إضعافِ الإمبراطورية الرومية الشرقية وتقهقرِها وسقوطِها في براثن العثمانيين.