أكد ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، اليوم الجمعة، أن اجتماع القمة العربية يأتي لتجديد العزم ومواصلة مسيرة العمل العربي المشترك بإرادة حرة وتصميم ذاتي وبروح التضامن الجماعي المخلص للتأسيس للاستقرار والرخاء والوئام الذي لابد أن تنعم به شعوبنا، وسبيلنا لتحقيق ذلك نهج السلام العادل والشامل وهو نهج لا بديل له لمعالجة كافة القضايا العالقة؛ لضمان الأمن والاستقرار والمصالح الحيوية لازدهار دول المنطقة دون استثناء.
ورحب ملك البحرين- في كلمته خلال افتتاح فعاليات القمة العربية 32 بالمملكة العربية السعودية- بالمساعي العربية الجادة التي نجد فيها بوادر مبشرة لبلورة نظام إقليمي متجدد ومتوازن، والمتمثلة في استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، واستمرار الهدنة الإنسانية في اليمن والجهود الجادة لحل أزمتها، والعود الحميد للشقيقة سوريا إلى بيت العرب الكبير.
وأكد ضرورة وقف الاشتباكات المسلحة في السودان وعودة أمنه واستقراره وحفظ حقوقه المشروعة، إلى جانب حقوق الشقيقة مصر في مياه النيل، والعمل على استكمال مسيرة السلام للوصول إلى حل عادل للقضية الفلسطينية، وهو حل الدولتين وفق مبادرة السلام العربية، وبما يضمن حق الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال ملك البحرين: "إن الأمة العربية بتاريخها العريق وقيمها الدينية والإنسانية والحضارية، ومما تتمتع به من ثروات بشرية وكفاءات مبدعة وموقع استراتيجي مميز وموارد طبيعية متنوعة لهي قادرة على النهوض والتقدم لمواكبة حركة العصر عبر تعزيز التكامل العربي وبتجديد شراكاتها الاستراتيجية مع الدول الحليفة والصديقة القائمة على حفظ المصالح المشتركة، وبرؤية توافقية وسياسات أكثر فاعلية للتصدي للإرهاب ووقف الحروب وتهديدات أسلحة الدمار الشامل، وصولا إلى منطقة مستقرة تزدهر في محيطها قيم التعايش الإنساني والتقارب الديني والحضاري".
وأعرب ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة- في كلمته خلال افتتاح فعاليات القمة العربية 32 بالمملكة العربية السعودية- عن أمله بأن تنجح الجهود المشتركة في تحقيق السلام بين روسيا وأوكرانيا وعودة الأمن والسلم لشعوب البلدين والدول المجاورة، وليستعيد العالم عافيته الاقتصادية والبيئية التي تنهكها حالة الحرب.
وقال: "يحدونا الأمل أيضا بأن يحالف التوفيق والنجاح أعمال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيير المناخ (COP 28)، الذي سيقام على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في نهاية العام الجاري".
ووجه ملك البحرين الشكر للمملكة العربية السعودية؛ لما تبذله من جهود دبلوماسية فائقة الأهمية ومبادرات إنسانية عظيمة التأثير والأثر لعودة أمن واستقرار دول المنطقة وحفظ سيادتها ووحدة مواقفها، كما وجه الشكر إلى رئيس الجزائر عبد المجيد تبون على إسهاماته في تعزيز العمل العربي المشترك خلال ترؤس الجزائر لأعمال القمة 31.
كما أعرب عن امتنانه للأمين العام لجامعة الدول العربية على حسن الإعداد والتحضير للاجتماع الجاري، داعيا بالتوفيق والنجاح تحقيقا لما نصبو إليه من أهداف خيرة تعود بالمنة والرفعة لدولنا وشعوبنا، مرحبا بقادة ورؤساء الدول في البحرين خلال اجتماعات القمة العربية المقبلة في 2024.