هناك عدد كبير من المصريين فى إيطاليا، وكان الشباب يعتبرونها فى فترة من الزمن حلم الثراء السريع، لأنها تعد المنفذ الأقرب للهجرة غير الشرعية.
إلا أنه مع الجهود المصرية تغيرت تلك الأفكار الخاطئة، كما أن إيطاليا شهدت تأسيس اتحاد العمال المصريين ، وهو من أوائل الاتحادات النقابية الأجنبية، بالإضافة إلى صدور قانون إيطالى جديد يسمح باستقدام عمالة مصرية، والكثير من الأمور التى تخص المصريين فى إيطاليا نتناولها فى حوارنا مع عيسى إسكندر، رئيس اتحاد العمال المصريين فى إيطاليا، ورئيس المسار المقدس المصرى الإيطالى..
نص الحوار..
حدثنا عن اتحاد عمال المصريين فى إيطاليا وكيف يستفيد منه المصرى المقيم فى إيطاليا؟
اتحاد العمال المصريين فى إيطاليا من أوائل الاتحادات النقابية الأجنبية فى إيطاليا وتم تأسيسه فى أكتوبر ١٩٩٠ وهذا التاريخ مهم جدا لأنه كان قد صدر قانون تقنين العمالة الأجنبية فى إيطاليا، وهو قانون يحمل اسم وزير الداخلية الإيطالية وقتذاك «قانون مارتيللى».
وعند إشهار اتحادنا قمنا بعمل توأمة مع الاتحاد الإيطالى للعمل، واستخدمنا مكاتب الاتحاد الإيطالى وفروعه فى خدمة العمالة المصرية ومساعدتهم فى الحصول على تقنين وضعهم، والعمل على الحصول على تصريح الإقامة ومدهم بالمعلومات اللازمة لتسوية أوضاعهم.
كم عدد العمال المصريين فى إيطاليا وكيف يتواصلون مع الاتحاد؟
تعتبر الجالية المصرية فى إيطاليا الأولى عددا فى أوروبا، وهى تتجاوز الـ500 ألف، وأكثر المهن التى يعمل بها المصريون فى إيطاليا البناء والتشييد وفى مجال المطاعم والفنادق وتجارة الخضار والفاكهة، والمصريون فى إيطاليا تفوقوا على الإيطاليين فى عمل البيتزا، وهناك الكثير من أبناء الجالية المصرية رجال أعمال كبار ومستثمرون.
تحدثتم قبل ذلك عن قانون إيطالى جديد يسمح باستقدام عمالة مصرية.. هل تم إقرار القانون وكيف يستفيد منه المصريون؟
فى إيطاليا توجد تعددية نقابية ويوجد 3 اتحادات نقابات عامة إيطالية وأيضا نقابات مستقلة، والعمالة المصرية مقسمة بين هذه النقابات، وجميعهم يتابعون الأخبار الموجودة على صفحة اتحاد العمال المصريين فى إيطاليا، ويشاركون فى الندوات الدورية التى ينظمها الاتحاد فى العديد من المدن الإيطالية.
وبدأ تنفيذ مشروع العمالة الوافدة إلى إيطاليا فى تاريخ ٢٦ مارس الماضى، وهو قانون يسمح بدخول عمالة أجنبية للدول المصدرة للمهاجرين بما فيها مصر فى عدد من المجالات.
والقانون ينص على أن أصحاب العمل يطلبون العمالة التى يحتاجونها للعمل الموسمى من خلال موقع وزارة الداخلية الإيطالية للعمل فى مجال المواسم الزراعية والسياحية والبناء والتشييد وسائقين للنقل، ولذلك غير مسموح للعامل تقديم طلب عمل، ولكن صاحب العمل هو الذى يدخل على موقع وزارة الداخلية الإيطالية ويكون معه بيانات العامل الذى يريده للعمل معه.
شباب كثيرون يلجأون للهجرة غير الشرعية لأنهم لا يعرفون الطريق الشرعى للسفر لعدد من الدول ومنها إيطاليا.. كيف يمكن السفر بشكل قانونى؟
نحن ضد الهجرة غير الشرعية لأنها أولا خطر جدا، وتؤدى فى كثير من الحالات إلى الموت بخلاف دفع مبالغ باهظة الثمن للسفر على مراكب صغيرة وقديمة وتكون مليئة بالبشر أكثر مما تتحمل ولذلك تحدث حالات الغرق والموت.
لذلك الطرق الشرعية هى الأفضل، وممكن تتم عن طريق المشاركة فى برامج التدريب والتأهيل المهنى والتقنى من خلال النسب المطروحة والتى تحتاجها سوق العمل الإيطالية، وسوف نتواصل فى المرحلة المقبلة مع وزارة القوى العاملة فى مصر لكى نستخدم مراكز التدريب المتعددة فى عدة محافظات بالجمهورية التابعة للوزارة لتدريب الشباب الراغبين للسفر فى مهن محددة تحتاجها سوق العمل الإيطالية.
ويتم أيضا تعليمهم اللغة الإيطالية لكى تسمح لهم سهولة فهم أسماء ومعانى أمور تخص مجال العمل الذى سوف يزاولونه عند وصولهم إلى إيطاليا.
هل يوجد وسيلة تواصل بينكم وبين الشباب فى مصر الراغب فى السفر لإيطاليا؟
لدينا صفحة للتواصل الاجتماعى على فيس بوك باسم اتحاد العمال المصريين فى إيطاليا ويتابعها الشباب الراغبون في السفر، وننشر دائما فرص عمل للمصريين المقيمين فى إيطاليا وكذلك ننشر القوانين الجديدة الإيطالية التى تسمح للعمالة الوافدة العمل فى إيطاليا.
التنسيق بينكم وبين وزارة الهجرة مهم جدا.. ما هى مسارات هذا التنسيق؟
نحن على تواصل دائم مع وزارة الهجرة والمصريين فى الخارج ونشكر الرئيس عبدالفتاح السيسى لأنه أتاح لنا الفرصة بأن تكون لنا وزارة تعمل على حل مشاكلنا وتتواصل معنا لأننا الآن وصل عدد المصريين فى الخارج إلى أكثر من ١٢ مليونا ونحن لنا دور فعال فى الاقتصاد المصرى، حيث إنه وصلت تحويلات المصريين فى الخارج فى آخر 5 سنوات إلى ما يقارب 40 مليار دولار.
ونشكر أيضا السفيرة سها الجندى وزيرة الهجرة والمصريين فى الخارج، على التواصل الدائم ومتابعة المصريين فى الخارج والعمل على حل المشاكل التى يعانون منها، ونحن مسجلون لدى الوزارة وطريقة التواصل بيننا تتم من خلال جروب واتساب وعن طريق الإيميل.
المسافر بطريقة غير شرعية هل يمكن للاتحاد مساعدته فى تقنين وضعه.. أم يظل غير معترف به من الجميع؟
الشاب المصرى الذى يدخل إيطاليا بطريقة غير شرعية طبعا يقيم منذ وصوله فى مراكز مجهزة للنوم والإقامة، ثم يتم توزيعهم على عدد من المدن وفى كثير من الحالات لا يكون لديهم جوازات سفر ولا بطاقة هوية.
وأريد أن أوضح أن القانون الإيطالى لا يترك أحدا دون أكل ولا شرب ولا علاج، ولذلك حتى الأجنبى غير الشرعى له الحق فى العلاج والحياة الكريمة وهذا لا يعنى بأن نسافر ونخاطر بحياتنا للدخول إلى إيطاليا بطريقة غير شرعية.
ومنذ سنوات لم يصدر قانون إيطالى يسمح بتقنين العمالة الأجنبية غير الشرعية، ولكن عند صدور قانون جديد ومن خلال اتحادات النقابات نقوم بتسوية أوضاع العمالة غير الشرعية بموجب إثبات مستندات تدل على أنهم يعملون.
حدثنا عن أهم المشاريع التى تم تنفيذها مؤخرا لاسيما مشروع لم الشمل ومشروع المصنع المفتوح؟
نفذ اتحاد العمال المصرى فى إيطاليا مشروعا ممولا من الاتحاد الأوروبى ومن وزارة العمل الإيطالية، وهو مشروع لم الشمل وبتنسيق مع وزارة القوى العاملة ووزارة الهجرة والمصريين فى الخارج، مدة المشروع 4 سنوات، بدأت أول مرحلة منه فى عام ٢٠١٧ وانتهت فى ٢٠١٩، ومن خلال تنفيذ مشروعنا قمنا بتعليم الأسر المصرية اللغة الإيطالية ومتابعتهم للحصول على التأشيرة، وذلك من خلال طلب لم الشمل ويقوم به الزوج المقيم فى إيطاليا يسمح له أن يستدعى الزوجة والأولاد والوالد والوالدة.
تم دخول ١٧٩ أسرة، بالإضافة إلى الأولاد، وكنا نوزع على المشاركين فى المشروع قاموس اللغة الإيطالية وشنطة دراسية بها الأقلام والكراسات مجانية.
وبعد نجاح المرحلة الأولى صرح لنا الاتحاد الأوروبى ووزارة العمل الإيطالية لمدة عامين آخرين، وجاءت هذه المرحلة أثناء جائحة كورونا، وقد وزعنا على المشاركين فى دورة اللغة الإيطالية «كمامات وجيل ومطهر الأيدى» وأعطينا لمن يريد المشاركة كارت تليفون مشحون بمبلغ ١٠٠ جنيه لكى يشحن هاتفه ويشارك فى الدراسة معنا أون لاين كله مجانا.
وقد حصلت ٢١٢ أسرة بالإضافة إلى الأطفال على التأشيرة الإيطالية، وتم لم الشمل لأسر كانت بعيدة عن بعضها.
ننفذ فى مصر من سنتين مشروع المصنع المفتوح من خلاله يتعرف المشاركون على الأساليب الاحترافية لتصميم المنتجات النسيجية، والجلدية، على أن يعقب التدريب مرحلة «حاضنات الأعمال»، وفيها يتعلم المتدرب كيفية إدارة مشروعه الخاص من الناحية المالية، وذلك من خلال تطبيق نموذج عمل لكل مشارك.
ويستهدف المشروع، تطوير صناعة النسيج والجلود، وبالتالى المساهمة الفعالة فى رفع الدخل القومى، وخفض معدلات البطالة فى مصر.
وفى شراكة تجمع بين الجانب الأكاديمى والتطبيقى، تقوم على تنفيذ المشروع كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعى بجامعة القاهرة، بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة المصرية، والمعهد القومى للبحوث، وغرفة الصناعات النسيجية، وغرفة صناعة الجلود باتحاد الصناعات المصرية وللعاملين فى صناعة النسيج والجلود، تستهدف إكسابهم مهارات مهمة، وتأهيلهم لسوق العمل من خلال معرفة معايير المنافسة، وكيفية إدارة المشروع الخاص.
ويتناول التدريب، محاور عدة، منها: أساسيات التصميم، وشرح المهارات الفنية عمليا، وكذلك التدريب على الأمور الإدارية والحسابية من خلال نموذج عمل تجارى، حتى يتمكن المتدرب من إدارة مشروعه الخاص، والمشروع نفذ ثلاث دورات تدريبية منذ انطلاقه، والدورة المقبلة هى الرابعة فى سلسلة الدورات المقدمة للمستفيدين، وتستهدف مشاركة ستين متدربا.
افتتحنا مكتبا لنا فى المعادى وامن خلاله نقوم بتنفيذ مشروعاتنا ومن خلاله أيضا نقوم بعمل جميع إجراءات طلب المعاشات للمصريين الذين عملوا فى إيطاليا وكذلك نقوم بحلقة وصل بين السفارة الإيطالية وبين أسر العمال المصريين فى إيطاليا ونقوم بترجمة وتوثيق جميع المستندات من اللغة العربية إلى اللغة الإيطالية ويوجد عنوان مكتبنا على الموقع الرسمى للسفارة الإيطالية فى مصر