الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

عايدة نصيف: الهوية الوطنية أساس صناعة الحضارة الإنسانية

.
.
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 

أكدت النائبة الدكتورة عايدة نصيف أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس  الشيوخ، أن إشكالية هوية مصر والهوية الوطنية بكل تجلياتها وأصولها الاجتماعية والثقافية والتاريخية والجغرافية والفلسفية واللغوية، شغلت كثيرا من المفكرين والفلاسفة والكتاب، مضيفة أنه دائما يظهر الحديث حولها وإعادة إحيائها مع الحركة الوطنية المصرية، وبالطبع تحدث عن الهوية الوطنية كثير من النماذج المستنيرة فى تاريخ الوطن، فعلى سبيل المثال أحمد لطفى السيد، وسلامة موسي، وجمال حمدان، وكتابتهم عن الهوية السياسية لمصر؛ بل اتوقف عند طه حسين فى كتابه " مستقبل الثقافة فى مصر"، إذ يشرح وجهة نظره عن هوية مصر والمصريين  منذ أقدم العصور وحتى العصر الحديث والمعاصر، وكيف أن العقل المصرى كان مؤثرا فى تكوين الهوية المصرية، بل كيف كان مؤثرا فى حضارات أخرى؟ .

جاء ذلك خلال كلمتها بجلسة مناقشات "الهوية الوطنية" للجنة الثقافة والهوية الوطنية، ضمن المحور المجتمعي للحوار الوطني.
ونوهت "نصيف"، إلى أن الهوية الوطنية هى أساس صناعة الحضارة الإنسانية وتطويرها، بداية من الوعى بالذات وصولا إلى فرض واقع حضاري؛ ولذا فعناصر الهوية المصرية، تتضمن الموقع الجغرافى الحاكم والتاريخ المشترك من أحداث تمر على الوطن واللغة والعادات والتقاليد، وهى التى تتوارث عبر التاريخ، بل تمتد إلى تحديد منهجية وشكل الاقتصاد بالإضافة إلى الحقوق والواجبات، والتى تشكل هذه العناصر الهوية السياسية لمصر وهى جزء من الشخصية الحضارية، والتى هى العنوان الرئيسى للهوية الوطنية.
وتابعت ، أن الهوية المصرية، تكونت عبر تراكم حقب تاريخية حضارية مختلفة بداية من الحضارة المصرية القديمة، والحضارة الرومانية واليونانية، ثم الحضارة القبطية والإسلامية وبما تحمل هذه الحضارات من قيم وتقاليد وعادات وفن وثقافة، وصولا إلى الحضارة الحديثة والمعاصرة، وما تحمل من تغيرات وتحولات سياسية وثقافية واقتصادية، وبالأكيد تمثل هذه الحقب التاريخية حالة من التواصل الحضارى وإبداع الإنسان المصرى بالأرض والتاريخ.


وواصلت "نصيف": أتوقف عند المادتين " ٤٧ و ٥٠ " من الدستور والذى يكرس فيهما المشرع الدستور المصرى لمفهوم " الهوية الوطنية الجامعة"، ولكن التحولات والتغيرات الأخيرة على جميع المستويات بل محاولات تسطيح عقول الشباب والنشىء وتفتيت الهوية المصرية، وتقويض الوحدة الوطنية، مشيرة إلى أن ذلك أمرا يجب الوقوف أمامه لبناء الانسان المصري وتعزيز الهوية المصرية ؛ ولذا يجب إحياء المقومات الثقافية والحضارية، أى أحياء البعد الحضاري والتاريخى والثقافى للدولة المصرية من خلال رفع مستوى الوعى الحضارى بتاريخ هذا الوطن؛ الإدراك لمفهوم الهوية ودور الإعلام والمنابر الثقافية والدينية والتعليمية. 
واستطردت عضو مجلس الشيوخ،: أود الإشارة إلى مفهوم الهوية الثقافية، والتى هى عنصر مهم فى الهوية الوطنية، من خلال بناء ثقافة الجماهير وربطها بعملية التنمية والتحول الاجتماعى إلى الأفضل، لأنه إذا لم يتم الحفاظ على الهوية الثقافية، من خلال مفهوم التنمية بمعناه الواسع قد ينتج عنها إشكاليات معقدة تطمس الهوية الثقافية للمجتمع. 
وأردفت ، أن الهوية الثقافية الحقيقية بمعناها الدقيق، تستطيع أن تسهم فى بناء وتقدم التنمية بكل أنواعها، كما تستطيع الهوية الثقافية إعادة إحياء ثقافة الجماهير والوعى الجماهيري بمفاهيم عديدة ومهمة فى بناء الشخصية المصرية، بل تستطيع الهوية الثقافية بناء جسورا للتواصل فى ظل آليات العصر دون تغريب ودون أحادية الفكر، ليكون العنوان الأكبر" هو الوحدة فى التنوع"، بالإضافة إلى تقبل وإحترام التنوع والتحاور معه، فالهوية الثقافية جزءا أصيلا من الهوية الوطنية.