الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

بعد زيارة البابا تواضروس للفاتيكان.. نرصد تاريخ الحوار الرسمي بين الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية

الفاتيكان
الفاتيكان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في نهاية جولة قداسة البابا تواضروس، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية  الرعوية والتي استغرقت ٩ أيام، وزار خلالها الڤاتيكان وإيبارشيتي تورينو وروما، وميلانو، رصد موقع كنيسة الإسكندرية للأقباط الكاثوليك في مصر، نقلا عن موقع الأنبا بيشوي، تاريخ الحوار الرسمى بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية والذي دام وما زال مستمر في الحوارات اللاهوتية والعلاقات المسكونية تجاه الكثير من القضايا اللاهوتية، والذي جاء كالتالي: 

بدأ الحوار الرسمى بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية نتيجة أول زيارة بعد مجمع خلقيدونية 451م قام بها بابا الأسكندرية لروما.

زار قداسة البابا شنودة الثالث، بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، كرسى روما من 4 حتى 10 مايو 1973 فى ضيافة قداسة البابا بولس السادس.

خلال هذه الزيارة استعاد قداسة البابا شنودة الثالث الرفات الرسمى للقديس أثناسيوس أثناء الاحتفال بذكرى مرور 16 قرن على نياحة هذا القديس العظيم.

ذكر قداسة البابا بولس السادس فى عظته بهذه المناسبة ما يلى: "ما أنسب ما تعكسه ليتورجية هذا اليوم الذى نحتفل فيه –كما قلنا- بالذكرى المجيدة للقديس أثناسيوس حامى الإيمان الباسل والشجاع! إن القديس أثناسيوس هو أب ومعلم للكنيسة الجامعة ولذلك يستحق أن نشترك فى تذكاره… يعلن القديس أثناسيوس "أن كلمة الله أتى بنفسه حتى وبكونه هو صورة الآب يستطيع أن يعيد خلقة الإنسان على صورة الله." 

وفى نفس المناسبة ألقى قداسة البابا شنودة الثالث خطاباً قال فيه:

"كما حارب القديس أثناسيوس الأريوسية، هكذا جاهد القديس كيرلس من أجل الدفاع عن الإيمان فى مواجهة النسطورية، وأعلن إيمان العالم المسيحى الغربى والشرقى منه على السواء. وكما كان الأمر بالنسبة إلى أثناسيوس، فقد صار نقطة إتفاق، ليس فى ما يتعلق بالإيمان فحسب، بل فى طريقة التعبير المستقيمة والمحددة للإيمان التى تمثل بوضوح كلمة الحق بدقة وفاعلية.

إن اللاهوت التقليدى المشترك لأثناسيوس وكيرلس يشكل قاعدة صلبة للحوار الذى نوكله إلى عدد كبير من اللاهوتيين ليسلكوا فيه بروح محبة صادقة."

وفى 10 مايو 1973، وقَّع رئيسا الكنيستين بياناً مشتركاً (انظر ملحق رقم 1) فيه تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة: "مهمتها توجيه دراسات مشتركة فى ميادين: التقليد الكنسى، وعلم آباء الكنيسة، الليتورجيات، واللاهوت، والتاريخ، والمشاكل العلمية، حتى إنه يمكننا بالتعاون أن نسعى معاً لحل الخلافات القائمة بين كنيستينا، بروح الاحترام المتبادل، بل ونستطيع أن نعلن معاً وسائل الإنجيل التى تتطابق مع رسالة الرب الأصيلة ومع احتياجات عالم اليوم وآماله."

المداولة الأولى للجنة المشتركة:

انعقدت الدورة العامة الأولى للجنة الدولية المشتركة فى القاهرة فى 26 وحتى 30 مارس 1974.

"أثناء هذه الاجتماعات أخذت اللجنة بعين الاعتبار التقدم الذى تحقق حتى الآن فى الدراسات اللاهوتية، بغرض معرفة ما إذا كان ممكناً اتخاذ خطوات أخرى بخصوص فهم الكريستولوجى والنقاط المحددة التى تحتاج إلى مزيد من الإيضاح والدراسة. وقد أمكن أن نطأ قدماً فى ما يخص عرض إيمان كنيستينا حالياً بيسوع المسيح ابن الله المتجسد. هناك توصيات لمزيد من الدراسات اللاهوتية بواسطة خبراء من الكنيستين، وأيضاً توصيات بخصوص التعاون بين الكنيستين فى المجال العملى المتفق عليه."

 

المداولة الثانية للجنة المشتركة:

عقد الاجتماع الثانى للجنة فى القاهرة فى 27 وحتى 31 أكتوبر 1975 "… وقررت اللجنة الشروع فى القيام بدراسات لاهوتية عن تفهم الوحدة التى كانت موجودة فى الكنيسة الأولى غير المنقسمة حتى نرى ما يمكننا أن نستخلصه من تعليم لحياة كنائسنا اليوم."

 

وفى الرؤية المشتركة للتقرير المشترك لهذا اللقاء الثانى، أعلنت اللجنة ما يلى:

"طريقة العمل لتحقيق الاتحاد هو أن تعود كنيستانا الرسوليتان، بطريقة متساوية وبروح الاحترام المتبادل، إلى الشركة الكاملة على أساس الإيمان والتقاليد والحياة الكنسية لكنيسة القرون الأربعة والنصف الأولى غير المنقسمة."

 

المداولة الثالثة للجنة المشتركة:

انعقد اللقاء الثالث للجنة فى فيينا من 26 حتى 29 أغسطس 1976. وفى التقرير المشترك،

"شعر المشتركون أنه من المفيد أن يقوموا بتجهيز بياناً كريستولوجياً يكون عرضاً نهائياً لفكرهم بخصوص الفهم الكريستولوجى للكنيستين. وقد استعانوا بالمعطيات التى تضمنها البيان المشترك للبابا بولس السادس والبابا شنودة الثالث، وتقرير اللجنة المشتركة بتاريخ 30 مارس 1974، ليحرروا بالإجماع البيان الملحق بهذا التقرير. وسيعرض هذا البيان على سلطات الكنيستين لتقييمه ولاستعماله نهائياً."

 

المداولة الرابعة للجنة المشتركة:

انعقد اللقاء الرابع فى القاهرة من 13 حتى 18 مارس 1978. "وفى هذه اللقاءات ناقشت اللجنة بعض الدراسات حول دور المجامع فى حياة الكنيسة، وحول الأسرار وعلاقتها بالكنيسة، وحول تدبير الخلاص."

 

مبادئ وبروتوكول:

فى 23 يونيو 1979 (كما نشر فىVatican Information Service ) فقد تم تحضير المبادئ والبروتوكول بواسطة اللجنة الدولية المشتركة. وفى نهاية البروتوكول (نقطة رقم 9) ورد ما يلى:

"المهم هو أن يخطط منهاج ويرفع فى أسرع وقت ممكن، لتعريف الإكليروس والعلمانيين من كلا الكنيستين بالمبادئ التى تقررت والإجراءات التدريجية التى يمكن أن تتخذ فى سبيل تحقيقها. فما من سعى جاد نحو الوحدة بين كنيستينا يمكنه أن يتقدم بدون اشتراك ملم وحميم للكنيسة جمعاء. لذلك ينصح أن الاقتراحات العديدة المقدمة من قبل اللجنة المشتركة واللجنة المحلية المشتركة لتحقيق هذا الأمر ولضمان التعاون بين رؤساء كنيستينا، تفحص وتنفذ."

 

توقف الحوار

انقطع الحوار بعد وضع قداسة البابا شنودة تحت التحفظ فى دير الأنبا بيشوى بالبرية من 5 سبتمبر 1981 حتى 5 يناير 1985. وفى هذه الفترة تسلم قداسة البابا شنودة الثالث نسخة من المبادئ والبروتوكول السابق ذكرها.

 

استئناف الحوار

"حينما استطاع قداسة البابا شنودة الثالث العودة إلى مزاولة مهامه بالكامل مع بداية عام 1985، اتخذت خطوات من كلا الجانبين لمواصلة الحوار بين الكنيستين.

حينما كان قداسة البابا شنودة لا يزال فى مقره تحت التحفظ، أعرب عن رغبته فى مقابلة الأب دوبريه بهذا الخصوص وأوفد الأنبا أرسانيوس أسقف المنيا لعمل اتصالات وعرض اقتراحات.

من 22 مايو وحتى 24 مايو، زار القاهرة وفد مكون من الأب دوبريه سكرتير السكرتارية، والأب عمانوئيل لان مستشار السكرتارية، والأب جرارد دكورت أيضاً من السكرتارية. إستقبل قداسة البابا شنودة هذا الوفد مرتين حيث عبر عن تصميمه الجاد لاستئناف الحوار والتقدم فى الطريق المؤدى إلى العودة الكاملة للشركة. وحيث أن الترجمة العربية لـ"مبادئ من أجل توجيه البحث فى الوحدة بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية" مع ملحق "بروتوكول" قد وصلت مؤخراً، فقد أعلن قداسة البابا شنودة الثالث للوفد عزمه على عرض النص على مجمعه المقدس للدراسة."

أثناء زيارة الأنبا أرسانيوس للسكرتارية، اقترح إعداد نص بيان مشترك بغرض "تنقية الذاكرة" على غرار ما عمل بين البابا بولس السادس وقداسة البطريرك أثيناغورس الأول فى عام 1965. وقد قدم هذا المشروع لقداسة البابا شنودة الذى ناقشه مع الوفد."

فى 13 يناير 1986، تلقى قداسة البابا شنودة الثالث خطاب من نيافة الكاردينال فيليبراند رئيس سكرتارية الوحدة المسيحية فى الفاتيكان، بخصوص المبادئ والبروتوكول، ومسودة إعلان "تنقية الذاكرة" متضمناً رفع الحرومات، وتعيين أعضاء اللجنة المشتركة. فى نفس الخطاب، ذكر ترجمة البيان المشترك لعام 1973 إلى العربية، بالإضافة إلى المبادئ والبروتوكول، وتوزيعها على أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

 

في السطور التالية، اقتباس من الرد المرسل من سكرتير عام المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية:

"تسلم قداسة البابا شنودة الثالث بتقدير رسالتكم بتاريخ 13 يناير 1986.

فى اللقاء التالى المختلط للجان المجمع المقدس "لجنة الإيمان والتعليم" و"لجنة العلاقات الكنسية" برئاسة قداسة البابا شنودة الثالث فى 11 فبراير 1986، تمت قراءة رسالتكم، كما تمت دراسة مسودة بيان تنقية الذاكرة ومناقشته بالكامل.

ونتيجة هذه الدراسة الأولية سوف تعرض فى اجتماع المجمع المقدس بتاريخ 21 يونيو 1986 للحصول على الرد الرسمى الذى سوف نرسله إلى نيافتكم فوراً".

عقد المجمع المقدس برئاسة قداسة البابا شنودة الثالث إجتماعه التالى فى 21 يونيو 1986، وكان قرار المجمع بخصوص الحوار الرسمى مع الكنيسة الكاثوليكية هو أن أى اتفاقية سابقة تأخذ وضعها النهائى والرسمى إذا وافق عليها المجمع المقدس، وأن الاتفاقية الكريستولوجية مع جدول الأعمال المقترح للحوار يمكن إرساله فى خطاب موجه إلى نيافة الكاردينال فيليبراند فى الفاتيكان. فيما يلى جزء من هذا الخطاب:

"إن رفع الحرومات يتطلب الوصول إلى حلول للخلافات فى المفاهيم اللاهوتية التى تخص الإيمان فى كنيستينا. فى مقدمتها مراعاة النقاط التالية:

1-    المشاكل الكريستولوجية

2-    انبثاق الروح القدس

3-    المطهر

4-    الحبل بلا دنس

5-    الغفرانات

6-    الزواج المختلط مع غير المسيحيين

7-    وضع الكنيسة القبطية الكاثوليكية فى مصر.

بالنسبة للنقطة الأولى نعتبر أن لدينا اتفاقاً رسمياً بين كنيستينا بالإقرار التالى:

"نؤمن أن ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح الكلمة المتجسد، كامل فى لاهوته، وكامل فى ناسوته، وقد جعل لاهوته وحداً مع ناسوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغير ولا تشويش. فلاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة أو طرفة عين.

وفى نفس الوقت ندين نسطور وأوطاخى وعقيدتهما."

وإذا أمكن لكنيستكم أن تقبل هذا الإقرار- الذى تمت تقريباً الموافقة عليه فى فيينا ( برو أورينتى) فى سبتمبر عام 1971، نستطيع أن ننتقل إلى النقطة الثانية فى حوارنا اللاهوتى نحو الإيمان الواحد للكنيسة."

نشر ما يلى فى مجلة سكرتارية تعزيز الوحدة المسيحية – مدينة الفاتيكان – خدمة المعلومات رقم 67، 1988 (2) صفحة 75:

"تمت الآن استعادة العلاقات الطيبة، وتشكلت اللجان المشتركة المحلية. جاء الأنبا بيشوى أسقف دمياط والسكرتير العام للمجمع المقدس للكنيسة القبطية إلى روما مع الأنبا بولا مساعده. وبصفتهما موفودان من قبل البابا شنودة كانت لهما محادثات مع سكرتارية تعزيز الوحدة المسيحية، وتم الاتفاق على طرق عودة اللجنة الدولية المشتركة إلى عملها فى المستقبل القريب. كما ذهب الأب دوبريه إلى القاهرة فى أغسطس 1987 لإجراء محادثات مع البابا شنودة الثالث ومع أعضاء الرئاسة الكاثوليكية لنفس الغرض."

أيضاً ورد ما يلى فى مجلة المجلس البابوى لتعزيز الوحدة المسيحية – مدينة الفاتيكان – خدمة المعلومات رقم 76، 1991 (1) صفحة 33:"سافر الأب دوبريه سكرتير سكرتارية (الآن المجلس البابوى) تعزيز الوحدة المسيحية فى فبراير 1988 إلى القاهرة ليرتب عودة أعمال اللجنة الدولية المشتركة بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية. كان آخر لقاء لهذه اللجنة فى مارس 1978…

تضمنت رحلة الأب دوبريه إلى القاهرة لقاء مع العديد من أعضاء اللجنة الدولية فى دير الأبنا بيشوى، وعمل مسودة صياغة كريستولوجية موجزة لمضمون البيان المشترك الموقع عام 1973 بين البابا بولس السادس والبابا شنودة الثالث…"

الاتفاقية الكريستولوجية الرسمية

إن الاتفاقية الكريستولوجية المقترحة والتى تمت الموافقة عليها بواسطة المجمع القدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية تم التوقيع عليها فى لقاء 12 فبراير 1998 فى دير الأنبا بيشوى بمصر. لكن الجانب الكاثوليكى طلب تعديلاً معيناً نصه "أننا نحرم عقيدة نسطور وأوطاخى" بدلاً من "أننا نحرم نسطور وأوطاخى وعقيدتيهما." حيث أننا نظن أن التعبيران يقودان إلى نفس النتيجة، فقد قبل الجانب القبطى الأرثوذكسى هذا التعديل كما قبل المجمع المقدس البيان المشتركCommuniqué  الخاص بلقاء فبراير 1988 

فى إجتماع المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا شنودة الثالث فى 25 مايو 1988 تقرر إضافة "تعليم المجمع الفاتيكانى الثانى بخصوص خلاص غير المؤمنين" إلى بنود الحوار الرسمى. وتم إبلاغ هذا القرار فى خطاب تم تسلميه إلى نيافة الأسقف دوبريه بتاريخ 26 أبريل 1990 فى دير الأنبا بيشوى. وكان رده "أن الجانب الكاثوليكى سوف يقبل أن تتعهد اللجنة المشتركة هذا الموضوع أيضاً".

 

المداولة الخامسة للجنة المشتركة بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية

إن لقاء فبراير 1988 مهد الطريق لعقد المداولة الخامسة للجنة الدولية المشتركة فى دير الأنبا بيشوى من 3 حتى 8 أكتوبر 1988. وفيها قبلت اقتراحات المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فبحثت اللجنة فى هذا اللقاء سر الفداء مع كل ما يتعلق به لما ينتهى إليه شخص الإنسان، وما تتضمنه تعاليم الكنيستين. نوقش هذا الموضوع على أساس الأوراق المعدة من الجانبين."

 

بجانب مناقشة موضوع المطهر المذكور أعلاه، كان للجنة  أعمال تخص جدال الفيليوك (انبثاق الروح القدس من الآب والابن) وقدم الجانبان أبحاثاً فى هذا الصدد. إن التقرير المعد بخصوص موضوع المطهر تضمن:

1-  العناصر المتفق عليها

2-  العناصر التى سوف تقود المناقشات فى نقاط الخلاف

3-  عرض النقاط التى تهم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

4-  عرض النقاط التى تهم الكنيسة الكاثوليكية

 

المداولة السادسة للجنة المشتركة

"ومن بعدها استطاعت اللجنة الدولية المشتركة بين الكنيسة الكاثوليكية الكنيسة القبطية الارثوذكسية، أن تجتمع مرة أخرى فى دير الأنبا بيشوى فى ضيافة قداسة البابا شنودة الثالث. وفى هذا اللقاء السادس الذى تم من 23 إلى 27 أبريل 1990، فكر أعضاء اللجنة معاً فى تاريخ جدال "والابن"، وفى وجهات النظر الإنجيلية واللاهوتية والآبائية لانبثاق الروح القدس، وإضافة "والابن" على قانون إيمان النيقاوى القسطنطينى. وكما تم فى اللقاء الخامس اتسع النقاش فى الموضوع على أساس الوثائق المقدمة من أعضاء اللجنة من الأقباط الأرثوذكس ومن الكاثوليك."

 

المداولة السابعة للجنة المشتركة:

"عقدت اللجنة الدولية المشتركة للحوار بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية جلستها السابعة فى دير الأنبا بيشوى من 18 حتى 24 أبريل 1991، فى ضيافة قداسة البابا شنودة الثالث… جرت مناقشات مطولة بخصوص إيمان الكنيستين فى موضوع "وضع نفوس المؤمنين الراحلين بعد الموت". بالرغم من أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لا تقبل عقيدة المطهر، إلا أن كثير من النقاط الهامة فى أمور أخرى تخص موضوع النقاش قُبلت وتم التعبير عنها فى بيان اللجنة. نتيجة هذه الدراسة مقدمة لسلطات الكنيستين للنظر وعمل اللازم 

 

علاوة على ذلك فقد استكملت اللجنة حوارها بخصوص الثالوث القدوس، وعلى الأخص موضوع إنبثاق الروح القدس، وتمت مناقشة الأوراق المقدمة من كلا الجانبين والحوار مستمر."

 

المداولة الثامنة للجنة المشتركة:

"فى اطار الحوار العالمى الجارى حالياً بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية إلتقى الوفدان فى الفترة من الثلاثاء 25 إلى السبت 29 فبراير 1992 فى دير الأنبا بيشوى (مصر)، فى ضيافة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية." استكملت المناقشات حول موضوع انبثاق الروح القدس وتضمن تقرير اللقاء ما يلى:

–         مقدمة

–         موقف الكنيسة القبطية

–         موقف الكنيسة الكاثوليكية

–         اللجنة الرعوية المشتركة المحلية

–         النتيجة

لاحظ المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا شنودة الثالث، فى اجتماع 3 يونيو 1990 و 25 مايو 1991 و13 يونيو 1992، أننا لم نتوصل إلى أى اتفاق مع الكنيسة الكاثوليكية بخصوص "المطهر" و"انبثاق الروح القدس"، وأن الكنيسة الكاثوليكية فى مصر تمارس الاستلال مما أدى إلى توقف الحوار عند هذه المرحلة.

 

الحوار على أساس عائلى

لقد نشطت زيارة نيافة الأسف ولتر كاسبر (الآن الكاردينال كاسبر) إلى مصر من 27 مارس حتى 2 أبريل 2000، ومع قداسة البابا شنودة الثالث يوم 28 مارس فى القاهرة، الرغبة فى إعادة الحوار الرسمى مع الكنيسة الكاثوليكية. كانت رغبة قداسة البابا شنودة الثالث أن يعود الحوار على أساس ارتباطنا مع كل عائلة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية.

 

قام المجلس البابوى لتعزيز الوحدة المسيحية بدعوة ممثل واحد لكل كنيسة من الكنائس الأرثوذكسية الشرقية إلى لقاء تحضيرى فى الفاتيكان موجهاً الدعوة إلى رؤساء هذه الكنائس طالباً الرد والموافقة.

واجتمعت اللجنة التحضيرية فى يناير الماضى فى روما ووضعت جدولاً للأعمال ومنهجاً للحوار، وخطة للقاء الأول الحاضر للجنة المشتركة.

 

الاتفاقية الكريستولوجية والتحديات

وافق المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية على الاتفاقية الكريستولوجية الرسمية الموقعة بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، كما رحب بها قداسة البابا يوحنا بولس الثانى فى خطاب منه إلى قداسة البابا شنودة الثالث بتاريخ 30 مايو 1988، إلا أن هذه الاتفاقية الآن فى وضع التحدى بسبب الاتفاقية الكريستولوجية الرسمية الموقعة فى نوفمبر 1994 بين الكنيسة الكاثوليكية وكنيسة المشرق الأشورية.

إن كنيسة المشرق الأشورية، فى الحوارات والعروض والمحاضرات وفى موقعهم على شبكة الإنترنت، تهاجم المجمع المسكونى الثالث فى أفسس (431)، والقديس كيرلس مع تعاليمه، وألوهية السيد المسيح، وإيماننا فى العذراء القديسة مريم أنها والدة الإله (ثيئوتوكوس). وفى نفس الوقت تكرِّم هذه الكنيسة نسطور كقديس فى ليتورجياتها ومطبوعاتها. باختصار سوف نورد الأمثلة التالية:

 

1- نشرت مجلة الكاثوليك الدولية Catholic International[16] بتاريخ مايو 1999 مقالة، وقدمتها كنص تم نشره فى المجلة نصف السنوية لمركز نحو الوحدة Centro-Pro Unione فى خريف 1998 ، عنوان المقالة "مريم فى الحوار الكاثوليكى الأشورى، وجهة نظر أشورية" ذكر فيها ما يلى:

 

بمركز نحو الوحدة Centro-Pro Unione فى روما، فى المؤتمر الذى رتبه أخوة الكفارة الفرانسيسكان the Franciscan Frairs of the Atonement، بمشاركة الجمعية المسكونية للمباركة العذراء مريم، والذى انعقد فى 26 أكتوبر 1998 عن المريمية فى الحوار المسكونى بين الكنيسة الكاثوليكية وكنيسة المشرق الأشورية، كشف المطران الأشورى Bawai Soro باواى سورو، وهو السكرتير العام للجنة العلاقات الكنسية وتطور التعليم فى كنيسة المشرق الأشورية، فى مقالته الافتتاحية عن التقارب الممكن بين تعاليم الكنيستين فى مواضيع مريمية معينة –لقب ثيئوتوكوس (والدة الإله) وخريستوتوكوس (والدة المسيح)  والحبل بلا دنس والصعود. كما علق الأسقف على الأسباب الممكنة لطريقة الكنيستين المختلفة فى صياغة تعاليمهما فيما يخص هذه الموضوعات. وفى النهاية اقترح أن الاختلاف فى الصياغة لا يعنى بالضرورة اختلاف فى الإيمان "لمضمون ومعنى الإيمان الرسولى، كما أن الوحدة فى التعبير العقيدى لا تشكل أحد الشروط اللازمة لإعادة الشركة".

 

المقدمة:

إن إدانة نسطور وتعاليمه فى مجمع أفسس 431 أبرز شقاً فى حياة الكنائس لقرون. واليوم وبواسطة هذا الإعلان الكريستولوجى المشترك فى نوفمبر 1994 تم تخطى هذا التمزق اللاهوتى الذى كان يبدو كما لو كان لا يقهر. لن تعد صرخات الثيئوتوكوس تستخدم كمصدر للانقسام، والآن التسمية خريستوتوكس ستنال أخيراً كرامتها الواجبة.

 

عداء القرون هذا بين الكنائس اليونانية-البيزنطية وبين كنيسة المشرق، نتج عن خلاف نشأ بسبب تطبيق التسميات الخاصة بمريم وبالتحديد ثيئوتوكوس وخريستوتوكوس، فى وصف تجسد ربنا يسوع المسيح. بالطبع كان هذا الخلاف كنسى-سياسى بين كرسى الإسكندرية وكرسى القسطنطينية، ظهر أخيراً فى صورة نزاع لاهوتى واحتدام شخصى بين كيرلس بطريرك الإسكندرية ونسطور بطريرك القسطنطينية فى مجمع أفسس 431. هذا الخلاف أشعل  واحدة من أكثر الصراعات تمزيقاً وهدماً فى المسيحية، وانتشر فى كل كنائس الإمبراطورية الفارسية. هذا التاريخ الرهيب يدل على أهمية موضوعنا والحاجة إلى معالجة وجهات النظر المخالفة بمحبة، والحاجة إلى السعى نحو فهم الصياغات المختلفة التى يستخدمها أشخاص مختلفون فى حضارات وأماكن مختلفة." 

 

2- نشر المقال الذى يحمل اسم "كنيسة المشرق الأشورية الرسولية المقدسة – لجنة العلاقات الكنيسة والتطور العلمى":الحروم المضادة للقديس نسطور ضد كيرلس

1- إذا قال أحد أن عمانوئيل هو الله الحقيقى وليس الله معنا، أى أنه وحد نفسه بطبيعة مشابهة لطبيعتنا، اتخذها من العذراء مريم وسكن فيها، وإذا دعى أحد مريم أنها والدة الإله الكلمة وليست أم ذاك الذى هو عمانوئيل… فليكن محروماً .

 الخلاصة:

حيث أننا داخلون إلى مرحلة جديدة تاريخية فى الحوار اللاهوتى فإننا نأمل أن يقودنا الروح القدس للحفاظ على الإيمان المسلم مرة للقديسين وأن نعمل بإخلاص من أجل وحدة الكنيسة بنعمة الرب مخلصنا.