وسع الذهب خسائره لليوم الثالث على التوالي ليسجل أدنى مستوى منذ أربعة أسابيع، وذلك في ظل استمرار الدولار الأمريكي في العافي وتزايد التوقعات بقيام الفيدرالي بمزيد من التشديد النقدي، وفي المقابل تراجعت مخاوف أزمة الدين الأمريكي، بحسب جولد بيليون.
وتتداول أسعار الذهب الفورية اليوم الخميس وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 1976 دولار للأونصة منخفضاً بنسبة 0.3% مسجلاً أدنى مستوى في أربعة أسابيع عند 1972 دولار للأونصة، لينخفض الذهب منذ بداية الأسبوع بنسبة 1.6%.
منذ تسجيل الذهب أعلى مستوى تاريخي مطلع هذا الشهر عند 2080 دولار للأونصة، فقد أكثر من 100 دولار منخفضاً بنسبة 5% خلال أقل من أسبوعين، حيث تظل هذه الحركة السلبية ضمن نطاق التصحيح السلبي على مستويات الذهب بعد تسجيله مستويات قياسية.
السبب المباشر لدفع أسعار الذهب إلى التراجع هذا الأسبوع هو عودة الدولار الأمريكي إلى الانتعاش في الأسواق المالية بشكل تسبب في جعل الذهب أرخص بالنسبة لحائزي العملات الأخرى منذ كون الذهب سلعة تسعير بالدولار، وكذلك تلاشي مخاوف أزمة الديون الأمريكية.
مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية سجل ارتفاع اليوم بنسبة 0.2% وسجل أعلى مستوى منذ شهرين تقريباً عند المستوى 102.99، ليسجل بذلك الدولار ارتفاع لليوم الثالث على التوالي ليصعد على المستوى الأسبوعي بنسبة 0.4%.
وجد الدولار هذا الدعم الكبير من تصريحات أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي المستمرة هذا الأسبوع والتي أشارت في مجملها إلى استمرار مخاوف التضخم وضرورة استمرار التشديد النقدي من قبل البنك الفيدرالي في المقابل، والتي قد تتضمن العودة لرفع أسعار الفائدة بعد إشارة البنك في اجتماعه الأخير إلى إمكانية تثبيت الفائدة في اجتماع يونيو القادم.
قال رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو أوستان جولسبي يوم الثلاثاء إنه من السابق لأوانه الحديث عن تخفيضات أسعار الفائدة، بينما قالت لوريتا ميستر رئيسة البنك الفيدرالي في كليفلاند إن الأسعار لم تصل بعد إلى نقطة معينة حيث يمكن أن تبقى ثابتة.
في الوقت نفسه تضع الأسواق فرصة بنسبة 76.2٪ في أن يحتفظ البنك الفيدرالي بأسعار الفائدة عند المستويات الحالية في يونيو، كما أن المشاركين في الأسواق تراجعوا أيضًا عن توقعاتهم بخفض سعر الفائدة هذا العام.
كل هذه العوامل ساعدت على دعم الدولار وفي المقابل دفعت أسعار الذهب إلى التراجع، حيث تعد توقعات رفع الفائدة أخبار سيئة بالنسبة للذهب الذي يعد أصل لا يقدم عائد لحائزيه على عكس السندات الحكومية التي تدر عائد على حائزيها مع ارتفاع أسعار الفائدة.
وارتفع العائد على السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات منذ بداية الأسبوع بنسبة 3.8% ليسجل أعلى مستوى في أسبوعين عند 3.597%، بينما ارتفع العائد على السندات لأجل عامين الذي يعد أكثر حساسية لتغير أسعار الفائدة منذ بداية الأسبوع بنسبة 4.4% وسجل أعلى مستوى في 3 أسابيع عند 4.173%.
وفقد الذهب هذا الأسبوع الداعم الأخير له خلال هذه الفترة وهو المخاوف بشأن أزمة الدين الأمريكي وتخلف الحكومة الأمريكية عن سداد التزاماتها، وذلك بعد تقلص المخاوف في الأسواق هذا الأسبوع بعد تصريحات مشجعة من قبل صانعي القرار الأمريكي.
صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم أمس أنه على ثقة من التوصل إلى اتفاق بشأن أزمة الدين الأمريكي، وأشار أن جميع القادة تتفق على عدم التخلف عن السداد وستتواصل المناقشات حتى التوصل إلى اتفاق حول قضية سقف الدين الأمريكي.
تحسنت معنويات السوق بعد أن قدمت إدارة بايدن إشارات إيجابية بشأن رفع سقف الديون الأمريكية، مشيرة إلى أنه يمكن التوصل إلى اتفاق مع المشرعين الجمهوريين بحلول هذا الأسبوع.
وكانت المخاوف بشأن احتمال تخلف الولايات المتحدة عن سداد الديون مصدرًا رئيسيًا لقلق الأسواق في ظل النزاع بين الحزب الجمهوري والديمقراطي على شروط الموازنة، وكانت هذه المخاوف هي المصدر الرئيسي لدعم الذهب خلال الفترة الأخيرة، ولكن مع تبدد هذه المخاوف فقد الذهب أي دعم واندفع إلى التراجع في الوقت الذي اكتسب الدولار الأمريكي الزخم الإيجابي الكافي لتحقيق المزيد من المكاسب.