رحل رسام الكاريكاتير المصري رجائي ونيس، مساء أمس في محل إقامته بأستراليا، والذي يعد أحد مؤسسى مدرسة الكاريكاتير المصرية الحديثة.
ولد الفنان رجائى ونيس بمحافظة بني سويف جنوب البلاد، ودرس بكلية الفنون الجميلة في منطقة الزمالك، ثم انضم الى كتيبة مجلة "روزاليوسف"، ثم مجلة "صباح الخير".
عبرت رسومات الفنان الراحل عن قضايا عديدة ومتنوعة منها الاجتماعية والسياسية،بالاضافة الى توثيق ريشته لرواد الثقافة والفن المصريين، مثل كوكب الشرق أم كلثوم، والأديب نجيب محفوظ، وشخصيات سياسية بارزة كالكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، وأيضا الشاعر أحمد فؤاد نجم والكاتبة والمفكرة نوال السعداوي.
وكان الفنان والكاتب الصحفى محمد بغدادى، قد نعى الفنان المصرى العالمى رجائي ونيس، على صفحتة الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك".
وقال محمد بغدادى: "رجائي واحد من مؤسسى مدرسة الكاريكاتير المصرية الحديثة، فهو واحد من أهم كتيبة الفن المشاغب أبناء دار روز اليوسف "الأولى" التى أشرف بالإنتماء إليها، فهو من الرواد المؤسسين لمجلة "صباح الخير" منذ العدد الأول الذى صدر فى 12 يناير "1956.
وأضاف: "قدم رؤية جديدة فى الخط واللون والفكرة والموضوع، سافر فى بداية الستينيات مع مفيد فوزى لليابان لتقديم عدة تحقيقات صحفية على صفحات مجلة "صباح الخير" ثم عاد بمفرده ليقضى بعض الوقت فى اليابان ليزداد خبرة وممارسة فنية وإنسانية ثم هاجر نهائيا فى منتصف الستينيات لاستراليا ليمارس دورا جديدا لمعالجة الاضطرابات النفسية لنزلاء مستشفيات الصحة النفسية بالرسومات الفنية، محققا نجاحات غير مسبوقة، ويقدم للعالم تجربة فريدة فى العلاج النفسى بالفنون التشكيلية وقد كنا نتحاور عبر التواصل الاجتماعى منذ اقل من شهر، والحوار كان بيننا موصولا حول كل شئ".
وتابع: " أنه فى العدد 2000 من أعداد مجلة "صباح الخير".. الذى صدر عام 1994، تم تقديم ملف كامل عن فرسان الكاريكاتير المشاغبين، واحتفيت به على وجه الخصوص بشكل يليق بتجربته المتفردة.. فأرسل لى (فاكس) طوله متر و20 سم عامر بالرسومات الكاريكاتورية وكلمات الشكر والامتنان، شرفت بلقائه مرتين عندما حضر إلى مصر وشرفت بتنسيق موضوعات كتبها ورسمها عن اليونان عندما حل ضيفا على العاصمة أثينا وإقام معرضا هناك وكتب عن اليونان وشعبها، إنه آخر الفرسان من جيل العمالقة الذين أحدثوا نقلة نوعية فى مدرسة الكاريكاتير المصرية والعربية الحديثة، رحيلك يا عم رجائي نفقد ركنا هاما من تاريخ الصحافة المصرية المجيدة التى ساهمت بإبداعاتك فى تأسيسها، وداعا يا عم رجائي لروحك السكينة والسلام ولمصر والمصريين خالص العزاء".