قال الكاتب الصحفي والإعلامي أحمد الطاهري، إن هناك أكثر من دلالة لانعقاد قمة جدة في هذا التوقيت، أولها استمرارية انعقاد القمم العربية بعد قمة الجزائر نوفمبر الماضي، وهو مؤشر أن هناك فهم جمعي عربي لإتاحة مجال أكبر للجامعة العربية لكي تضطلع بدورها بعد فترة من الركود وتأثر به بشكل عام مسار العمل العربي المشترك.
وأضاف خلال مداخلة عبر القمر الصناعي من جدة مع فضائية «إكسترا نيوز»، اليوم الخميس، أن دورية الانعقاد بهذا الشكل مؤشر لإكساب الجامعة العربية المزيد من المناعة، فقمة جدة تواجه العديد من الملفات وتتقابل خلالها العديد من المسارات، وهناك مسار سياسي أمني ومسار اقتصادي ومسار إنساني أيضا.
وأوضح الطاهري أن المسار السياسي الأمني يأتي في أن القمة تنعقد وبؤر التوتر في المنطقة العربية لم تهدأ بعد ولم تتعافى بالشكل الكافي، بل أكثر من ذلك؛ أضيف إلى هذه البؤر مناطق أخرى اكتسبت قدرا من الاشتعال كما هو الوضع في السودان الشقيق، وخطورة هذه الأمور أنها تكسب النظام الإقليمي العربي المزيد من الأحمال والتحديات.
وأشار الطاهري إلى أن النظام الإقليمي والعربي وتماسكه ضروري، ويمكن اعتبار أن عودة سوريا للجامعة العربية خطوة إيجابية من منطلقة تماسك النظام الإقليمي العربي، ولكن سوريا التي ابتعدت أو أبعدت من الجامعة العربية قبل سنوات ليست سوريا اليوم، وهي الأخرى تواجه تحديات اقتصادية وإنسانية بالغة الصعوبة، وليس خافيا على أحد أن الدور المصري على مدار السنوات الماضية كان محدد الأهداف في مسألة إعادة بناء النظام الإقليمي العربي من جديد بعد السيولة التي مر بها.