الإثنين 18 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

تعود لعام 1910.. «المشعَلجي» يُنير أعمدة الإنارة في أحد الشوارع الرئيسية بالإسكندرية

المشعَلجي
المشعَلجي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

«المشعلجي» مهنة انطلقت في شوارع مصر في القرن الـ19 مع انتشار أعمدة الإنارة في الشوارع، وتعتمد على النار في إشعالها ويلتحق صاحبها ببلدية القاهرة ويمارس مهام عمله يوميا في إنارة الشوارع الرئيسية حاملا عمود من الحديد يعلوه اسطوان دائرية الشكل بداخلها قطعة من الكتان والزيت المشتعلة.
ويحمل على ظهره سلمًا خشبيًا، ويجوب شوارع محددة له سلفا ليقوم بالصعود إلى أعمدة الإنارة وإشعالها ثم يعاود مروره مرة أخرى في الصباح لإطفائها وبالطبع لم تكن الشوارع الداخلية تتمتع بالرفاهية نفسها بل كانت تتم عملية إنارة الشوارع الفرعية، والحارات المصرية بجهود الأهالي.

والإنارة بالمشاعل يمتد تاريخها إلى الفراعنة والقدماء المصريين، فقد عرفت مصر مصباح الزيت منحوتا في الحجر من قبل الفراعنة قبل 6 آلاف عام وكان يستخدم لإنارته زيت الزيتون، أو الخروع أو دهن وشحم الحيوانات وقطعة من قماش الكتان وهو الأمر الذي ساعد قدماء المصريين على بناء حضارتهم ومواصلة عملهم ليلا نهارا وقد رصد «هيرودوتس» في قوله «الآن كل المصابيح مضاءة مليئة زيتا مملحا فيما يطفو الفتيل فوق الزيت مشتعلا كل الليل» واصفا ليلة منيرة في مصر القديمة لأحد الاحتفالات الفرعونية.

كما ضمت مصر واحدة من عجائب الدنيا السبع القائمة على الإنارة، وهي «منارة الإسكندرية» التي شيدها بطليموس عام 280 ق. م لهداية البحارة عند سواحل مصر المنخفضة ويبلغ ارتفاعها 180 مترا، ليرى نورها على بعد خمسين كيلو مترا في البحر كما صنعت كلا من مصر وسوريا «المشكاة» وهي المصابيح التي تستخدم لإضاءة المساجد في عصر دولة المماليك، وتمثل أرقى أشكال صناعة أدوات الإنارة في كل الثقافات والحضارات.

وعندما دخل المعز لدين الله الفاطمي، مصر، عام 358ه، استقبله أهلها ليلا بالمشاعل والفوانيس التي بقيت مضاءة طوال شهر رمضان الكريم، وقت دخول المعز إلى مدينة القاهرة.
لتتحول بعد ذلك إنارة الشوارع في ليالي رمضان إلى عادة مصرية مستمرة حتى يومنا هذا، وأصبحت تلك الفوانيس من أبرز معالم الشهر الكريم.