تزامنت نشأة رسام الكاريكاتير الفلسطيني الأشهر ناجي العلي مع قيام العصابات الصهيونية بسلب وطنه أمام عينيه. أو حيثما يصف هو نفسه "ولدت حيث ولد المسيح، بين طبرية والناصرة"، تلك البقعة التي تُقدسها الأديان الثلاثة وشهدت صرخاته الأولى في قرية "الشجرة" عام 1937، ودنسّها الاحتلال فيما بعد؛ فكانت القضية الفلسطينية منذ البداية هي محور حياته، فعاش يرسم من أجلها، ويُذّكر العالم بها، وكانت نهايته أيضًا من أجل القضية، بعدما أيقن عدوه أنه لا بديل لوقف رسومه سوى الموت.
عاش ناجي أعوامه العشرة الأولى بينما تُحيط العصابات الصهيونية بأرضه، وعند إعلان قيام إسرائيل كان في الحادية عشرة من عمره، فهاجر مع أهله إلى جنوب لبنان، وعاش في مخيم عين الحلوة. حكى عن هذا قائلا: "كنت صبيًا حين وصلنا زائغي الأعين، حفاة الأقدام، إلى عين الحلوة.. كنت صبيًا وسمعت الكبار يتحدثون.. الدول العربية.. الإنجليز.. المؤامرة، كما سمعت في ليالي المخيم المظلمة شهقات بكاء مكتوم.. ورأيت من دنت لحظته يموت، وهو ينطلق إلى الأفق في اتجاه الوطن المسروق، التقط الحزن بعيون أهلي، وشعرت برغبة جارفة في أن أرسمه خطوطًا عميقة على جدران المخيم، حيثما وجدته مساحة شاغرة.. حفرًا أو بالطباشير".
ولم يلبث ناجي وأهله في عين الحلوة كثيرا، حيث تم تهجيرهم من المخيم، واعتقلته قوات الجيش الصهيوني وهو صبي لنشاطاته المُعادية للاحتلال، فقضى أغلب وقته داخل الزنزانة يرسم على جدرانها؛ كذلك قام الجيش اللبناني باعتقاله أكثر من مرة، وكان يرسم هناك -أيضا- على جدران السجن. لكن ناجي لم يخرج من عين الحلوة خالي الوفاض. ففي إحدى زياراته إلى المخيم، شاهد الصحفي والأديب الفلسطيني الكبير غسان كنفاني ثلاثة أعمال من رسوم ناجي، فنشر له أولى لوحاته، وكانت عبارة عن خيمة تعلو قمتها يد تلوّح، ونشرت في مجلة "الحرية" في العدد 88 في سبتمبر 1961.
وفي عام 1963 سافر ناجي إلى الكويت ليعمل محررًا، ورسامًا، ومخرجًا صحفيًا، فعمل في صحف "الطليعة الكويتية، السياسة الكويتية، السفير اللبنانية، القبس الكويتية، والقبس الدولية"، وسّجل العلي هذه الذكرى قائلا: "ظللت أرسم على جدران المخيم ما بقي عالقًا بذاكرتي عن الوطن، وما كنت أراه محبوسًا في العيون، ثم انتقلت رسوماتي إلى جدران سجون ثكنات الجيش اللبناني، حيث كنت أقضي في ضيافتها فترات دورية إجبارية.. ثم إلى الأوراق.. إلى أن جاء غسان كنفاني ذات يوم إلى المخيم وشاهد رسومًا لي، فأخذها ونشرها في مجلة الحرية، وجاء أصدقائي بعد ذلك حاملين نسخًا من الحرية وفيها رسوماتي، شجعني هذا كثيرًا، وكنت أعمل في الكويت حين صدرت جريدة "السفير" في بيروت، ولقد اتصل بي طلال سلمان، وطلب مني أن أعود إلى لبنان لكي أعمل فيها، وشعرت أن في الأمر خلاصًا، فعدت ولكني تألمت، وتوجعت نفسي مما رأيت، فقد شعرت أن مخيم عين الحلوة كان أكثر ثورية قبل الثورة، كانت تتوفر له رؤية أوضح سياسيًا، يعرف بالتحديد من عدوه وصديقه، كان هدفه محددًا فلسطين، كامل التراب الفلسطيني، لما عدت كان المخيم غابة سلاح، صحيح، لكنه يفتقد إلى الوضوح السياسي، وجدته أصبح قبائل، وجدت الأنظمة غزته ودولارات النفط لوثت بعض شبابه، كان هذا المخيم رحمًا يتشكل داخله مناضلون حقيقيون، لكن كانت المحاولات لوقف هذه العملية.. وأنا أشير بإصبع الاتهام لأكثر من طرف، صحيح أن هناك تفاوتا بين الخيانة والتقصير، ولكني لا أعفي أحدًا من المسئولية، الأنظمة العربية جنت علينا، وكذلك الثورة الفلسطينية نفسها".
حنظلة.. رمز الرفض
كانت شخصية "حنظلة" التي ابتدعها ناجي العلي في رسومه قد انطلقت لتُصبح أشهر الشخصيات الساخرة في الكاريكاتير العربي. كان "حنظلة" صبيًا في العاشرة من عمره، ظهر لأول مرة في الكويت عام 1969 في جريدة "السياسة الكويتية"، وكان مرآة للعديد من الأحداث والأزمات التي عاصرها مؤلفه، فأدار ظهره في سنوات ما بعد حرب وعقد يديه خلف ظهره.
أصبح "حنظلة" بمثابة توقيع ناجي العلي على رسومه، واعتبر البعض "حنظلة" رمز للفلسطيني المعذب والقوي رغم كل الصعاب التي تواجهه، وكذلك رأوه شاهد صادق على الأحداث، ووصفه الرسام الفلسطيني بقوله: "ولد حنظلة في العاشرة في عمره وسيظل دائما في العاشرة من عمره، ففي تلك السن غادر فلسطين وحين يعود حنظلة إلى فلسطين سيكون بعد في العاشرة ثم يبدأ في الكبر، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء، كما أن فقدان الوطن استثناء.. كتفته بعد حرب أكتوبر لأن المنطقة كانت تشهد عملية تطويع وتطبيع شاملة.. عن موعد رؤية وجه حنظلة.. عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة، وعندما يسترد الإنسان العربي شعوره بحريته وإنسانيته".
لم يكتف ناجي بـ "حنظلة"، بل كانت لديه شخصيات أخرى تتكرر في رسومه، مثل المرأة الفلسطينية "فاطمة"، وهي شخصية لا تُهادِن، رؤياها شديدة الوضوح فيما يتعلق بالقضية وطريقة حلها، بعكس شخصية زوجها الذي ينكسر أحيانا، في العديد من الكاريكاتيرات جاء رد فاطمة قاطعًا وغاضبا، مثل كاريكاتير تحمل فيه فاطمة مقصا وتقوم بتخييط ملابس لأولادها، في حين تقول لزوجها: "شفت يافطة مكتوب عليها عاشت الطبقة العاملة بأول الشارع، روح جيبها بدي أخيط أواعي للولاد".
وفي مُقابل هاتين الشخصيتين هناك شخصية السمين ذي المؤخرة العارية والذي لا أقدام له، ممُثلًا به القيادات المرفهة والخونة والانتهازيين، وشخصية الجندي الإسرائيلي طويل الأنف، الذي في أغلب الحالات يكون مرتبكًا أمام حجارة الأطفال، وخبيثًا وشريرًا أمام القيادات الانتهازية.
طلقة من الخلف
في 22 يوليو من العام 1987، أطلق شاب مجهول النار على ناجي العلي، فأصابه تحت عينه اليمنى، ومكث في غيبوبة حتى وفاته في 29 أغسطس، وتم دفنه في مقبرة بروك وود الإسلامية في لندن -رغم طلبه أن يُدفن في مخيم عين الحلوة بجانب والد-. وبينما رفض الموساد الإسرائيلي نقل المعلومات التي بحوزتهم إلى السلطات البريطانية، قامت مارجريت تاتشر، رئيسة الوزراء حينذاك، بإغلاق مكتب الموساد في لندن.
وفي عام 2017، بعد مرور ثلاثين عاماً على مقتل رسام الكاريكاتير الفلسطيني الشهير، فتحت الشرطة البريطانية التحقيق في مقتله من جديد. وأعلنت قيادة وحدة مكافحة الإرهاب التابعة للشرطة البريطانية أنها تريد الحصول على معلومات عن الرجل الذي كان يحمل سلاحاً، وآخر شوهد يقود سيارة مغادراً موقع الحادث في شارع آيفز في منطقة نايتسبريدج.
ووفق الوثائق البريطانية، في اللحظات التي سبقت اغتياله، كان ناجي قد أوقف سيارته في شارع إيكسوورث بلايس، ثم توجه سيراً عبر جادة درايكوت إلى شارع آيفز حيث وقع الحادث.
وأفاد شهود عيان بأنهم شاهدوا رجلا مسلحاً يتبعه، ووصفوه بأنه يحمل ملامح شرق أوسطية، ويبلغ من العمر قرابة 25 عاماً، وشعره أسود كثيف متموج. وكان يرتدي سترة من الجينز وسروالاً داكن اللون. وشوهد المسلح يفر بعد الهجوم، من شارع ايفيز، سالكاً الطريق ذاته عبر جادة درايكوت إلى شارع إيكسوورث بلايس.
وأفاد شاهد برؤيته لرجل آخر بعد دقائق قليلة من الحادث، كان يعبر شارع فولهام إلى لوكان بلايس ويركب في سيارة من نوع مرسيدس فضية اللون مقودها على الجانب الأيسر. وقالت الشرطة البريطانية إنه كان يركض واضعاً يده اليسرى داخل الجانب الأيمن من سترته وكأنه يخفي شيئاً. ووصف الرجل بأنه يمتلك مظهراً شرق أوسطي، في الخمسينيات من عمره، متوسط الطول وعريض المنكبين. وكان شعره أسود وغزاه الشيب، ووجهه مائلاً للسمنة وأنفه كبير نسبياً، مظهره أنيق ويرتدي بزة رمادية.
كما قيل إن السيارة التي استقلها اتجهت نحو تقاطع شارع إيكسوورث مع جادة سلون، ويرجح أن لوحة الأرقام كانت تحتوي الحرف P والحرف H في القسم الأول، وتنتهي بالرقم والحرف 11L.
ونقلت بي بي سي عن القائد دين هييدن، رئيس قيادة مكافحة الإرهاب في الشرطة البريطانية، قوله: "شوهد المسلح يتبع ناجي العلي لمدة 40 ثانية قبل أن يطلق النار عليه، ورغم قصر مدة الهجوم تمكن الشهود من توصيف المشتبه به وصفاً جيداً. نعتقد أنه رتب للقاء الرجل الذي يقود السيارة من نوع مرسيدس فضية اللون، مباشرة بعد قتله لناجي، كما نعتقد أن هذا السائق كان يخبئ السلاح في معطفه، ويعتزم التخلص منه لاحقاً".
وقد عثر على مسدس من نوع توكاريف عيار7.62، في مساحة مفتوحة في بادينجتون في 22 أبريل / نيسان 1989، أي بعد عامين من حادث الاغتيال.
هل أمر ياسر عرفات بقتل ناجي العلي؟
على عكس تصريحات للكاتب والمؤرخ السياسي الفلسطيني عبد القادر ياسين في أكتوبر 2014، أشار فيها إلى أن الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات -أبو عمار- أجاز للواء محمود الناطور (أبو الطيب)، المؤرخ والقائد السابق لـ "قوات الـ 17" -وحدة عمليات خاصة تابعة لحركة فتح- اغتيال ناجي العلي، لأنه رسم كاريكاتيرًا يتعرض فيه لعرفات والكاتبة رشيدة مهران. إلا أن الكاتب فلسطيني صقر أبو فخر رد قائلا إن هذا الاتهام ليس سوى "من باب النميمة التي شاعت في الأوساط الفلسطينية."
يقول أبو فخر، وهو محرر سابق في مجلة "الدراسات الفلسطينية": هذه التهمة مجرد حكاية أشاعها صبري البنا (أبو نضال). ومهما يكن الأمر، فليس صحيحًا ما أورده عبد القادر ياسين عن وقائع اغتيال ناجي العلي في لندن، فهذا الاتهام شاع غداة اغتيال ناجي 22/7/1987، وروّجه كثيرون.
ويروي أبو فخر الرواية الصحيحة لاغتيال ناجي العلي "في سنة 1986 عندما كان نوام عدموني رئيسًا للموساد، اكتشف الألمان ثمانية جوازات سفر بريطانية مزورة بإتقان، وتبين أن هذه الجوازات أُعدت لفريق الموساد في لندن، ومنهم شخص فلسطيني. كان للموساد آنذاك هدفان: الأول قطع الطريق على العلاقات الفلسطينية- البريطانية التي راحت تنمو بعهد مارجريت تاتشر؛ والثاني اغتيال مندوب "قوات الـ 17" في السفارة الفلسطينية في لندن، عبد الرحيم مصطفى، للاشتباه بتجنيد متطوعين ضد المصالح الإسرائيلية.
وكان للموساد عميلان أحدهما يُدعى إسماعيل من بلدة السواحرة الشرقية، أُرسل إلى لندن، لمراقبة عبد الرحيم مصطفى والاندساس بين الفلسطينيين، والآخر يدعى بشار من الجولان، والذي تولى مهمة الوصل بين إسماعيل و"ضابط الحالة" في السفارة الإسرائيلية.
وفي لندن، والكلام لا يزال لأبي فخر، عمل إسماعيل على تطوير علاقته بعبد الرحيم مصطفى، وقبيل اغتيال ناجي العلي، أخفى الموساد حقيبة أسلحة لديه "وما إن شاهَدَ إسماعيل خبر اغتيال ناجي العلي على التلفزيون، حتى دب الرعب فيه، وغادر لندن مع زوجته إلى تل أبيب، والتقى ضباط الموساد الذين طمأنوه، وطلبوا منه العودة إلى لندن".
وأضاف: وفور وصول إسماعيل إلى لندن، اعتقلته المخابرات البريطانية، ووجهت إليه تهمة اغتيال ناجي العلي. وحُكم عليه بالسجن 12 سنة، أمضى منها ثماني سنوات، وفور خروجه، سافر إلى إسرائيل التي دبرت له لجوء إلى السويد، خوفًا عليه من الاغتيال، بعدما اغتالت المقاومة شقيقه إبراهيم 1988 بتهمة العمالة. أما بشار، فقد اعترف فدهمت المخابرات البريطانية منزل ضابط الحالة في محطة الموساد في لندن "ألبرت"، والذي كان في طريقه إلى تل أبيب.
ويُعارض أبو فخر قول عبد القادر ياسين إن محكمة لندن حكمت على عبد الرحيم مصطفى بالترحيل، وعلى العميل المزدوج بالسجن "وهذا غير صحيح على الإطلاق، لأن عبد الرحيم مصطفى كان قد غادر لندن في يناير 1987، أي قبل عملية الاغتيال بسبعة أشهر".
وتابع: ثم لماذا يُحكم بالترحيل، إذا كان مشاركًا بالاغتيال؟ فهو لا يتمتع بأي حصانة دبلوماسية، ومكتب منظمة التحرير في لندن مكتب تمثيلي وليس سفارة. ولو كان هو فعلًا مَن اغتال ناجي العلي لكانت إسرائيل "طنطنت" به على محطات التلفزة، واستعملته لفضح ياسر عرفات.
وقصارى القول، أدت تحقيقات المخابرات البريطانية إلى طرد آرييه ريجيف -وهو ملحق في السفارة الإسرائيلية- وبشارة من لندن، وسجن إسماعيل، وطرد ثلاثة إسرائيليين آخرين من محطة الموساد في لندن، بينهم يعقوب براد. ولم توجه المحكمة أي اتهام لمنظمة التحرير الفلسطينية في شأن اغتيال ناجي العلي.
أزمة على الشاشة
في عام 1992، اشترك الفنان المصري الراحل نور الشريف مع إحدى شركات الإنتاج الفلسطينية في تمويل مشروع فيلم "ناجي العلي"، ولعب دور البطولة فيه، فيما كتب السيناريو والحوار بشير الديك وأخرجه عاطف الطيب، واشترك في بطولة الفيلم ليلى جبر، محمود الجندي، تقلا شمعون، وأحمد الزين.
كان الفنان الراحل يشتعل حماسا من أجل فنان الكاريكاتير الفلسطيني وسيرته، حتى أنه قال عن الفيلم: أعتقد أن فيلم مثل "ناجي العلي" الذي يعبِّر عن القضية الفلسطينية والحرب الأهلية اللبنانية هو من أهم الأفلام الوطنية التي تُؤرخ للواقع العربي الأليم والذي قَدمت من خلاله شخصية رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي الذي كان يعيش في الشتات ما بين بيروت والكويت ولندن والذي اغتالته عناصر من الموساد في لندن.
لكن، للأسف، لم يكن نور الشريف يدرك أنه سوف يقع في العديد من المشكلات بسبب هذا الفيلم. في البداية، تم منع عرض الفيلم في العديد من الدول العربية، كما تعرض الفنان نور الشريف لحملات انتقاد في الصحف المصرية، بسبب تجاهل الفيلم لدور مصر في لبنان وانتصار حرب أكتوبر 1973، مع طرح موقف ناجي العلي المعارض للقادة العرب وعلى رأسهم الرئيس الراحل أنور السادات. لهذا، كانت مساهمة نور الشريف في إنتاج الفيلم سببا في أزمة كبيرة بينه وبين الكاتب الراحل إبراهيم سعدة -رئيس تحرير جريدة أخبار اليوم آنذاك- والذي كان معروفا بولائه الشديد للرئيس السادات وعائلته حتى بعد رحيله. حيث قرر سعدة منع نشر اسم نور الشريف في الجريدة، وشن هجومًا عنيفا على الفيلم هو وعدد كبير من كتاب أخبار اليوم؛ وسريعا ما امتدت حملة الجريدة لتشارك صحف وأقلام أخرى في الهجوم على نور الشريف.
بعد سنوات، قال الفنان الراحل نور الشريف في حوار مع الكاتب مدحت العدل، إنه فوجئ ببعض زملائه ينتقدوه في الصحف، فيما وصفه بعض الكُتّاب بأنه غير وطني، واتهموه بالحصول على 3 ملايين دولار من منظمة التحرير الفلسطينية لتنفيذ الفيلم. لكن في الواقع، كان الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قد سافر إلى القاهرة خصيصا ليطلب من الرئيس الراحل حسني مبارك منع عرض فيلم "ناجي العلي" في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي.
وحكى نور الشريف أن الرئيس الراحل مبارك أخبر الرئيس عرفات أنه لم يشاهد الفيلم، ولذلك احتكم إلى مستشاره السياسي آنذاك، الدكتور أسامة الباز، الذي أكد له أن الفيلم لا يسيء إلى القضية الفلسطينية، ولذلك تم عرض الفيلم في المهرجان.
وقال في حوار آخر مع الإعلامية هالة سرحان إنه كان يشعر بالحزن لمهاجمته يوميا على مساحة 6 صفحات في جريدتين، واتهامه بالخيانة رغم أن الفيلم حصل على موافقة الرقابة وتم اختياره للعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
وأضاف: هذه التجرِبة أظهرت لي الصديق والعدو، لقد تعرَّضتُ لهجوم شرس وقاسٍ بسبب فيلم ناجي العلي لمدة عام كامل، ووصل الأمر إلى نصب مذبحة لنور الشريف وكأنه هو المتسبب في نكسة 67 فتناوبت الصحف والمجلات في الهجوم على الفيلم وعلى شخصي إلا أن حزني الشديد كان عندما وجدت أقرب أصدقائي يهاجمونني بشراسة إلا أنه للحق هناك مَن وقف بجواري في أزمتي ومنهم محمود يس ويحيى الفخراني وسمير صبري وشريكي في الفيلم محمود الجندي، أما بقية الفنانين فكانوا ضدي بل كانوا شمتانين وفرحين لما حدث لي.