شاركت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، ضيف شرف رئيسي بندوة "نجاحات مصرية حول العالم: أبطال التحدي"، التي نظمها قسم علم النفس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، بالجامعة البريطانية في مصر، وتحت رعاية وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين، بحضور الدكتورة فريدة خميس رئيس مجلس أمناء الجامعة، والدكتور محمد لطفي رئيس الجامعة في مصر، وكذلك الدكتور هشام العسكري مستشار رئيس الجامعة، والدكتورة شادية فهيم عميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية.
وجاء اللقاء بحضور ومشاركة عدد من أبناء مصر بالخارج، وأدارت الدكتورة إسراء نوار مدير التطوير ورئيس لجنة الفنون والمعارض والبرامج بمكتبة جامعة شابمان الأكاديمية بولاية كاليفورنيا، جلسة حوارية ضمت نماذج ملهمة من متحدي الإعاقة من أبناء مصر في الخارج والداخل، من أبرزهم دكتورة مارينا نخلة، أخصائية علم النفس والتعامل مع ذوي القدرات الخاصة، وسفيرة وزارة الهجرة لمتحدي الإعاقة وذوي الهمم بالخارج.
كما شارك في الندوة النقاشية مجموعة من أصحاب التجارب الناجحة والملهمة، ضمت كلًا من مايا كشك طالبة بالفرقة الثالثة بقسم الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية وإدارة الأعمال بالجامعة البريطانية في مصر، وياسمين حساني، طالبة بالمرحلة الثانوية وعضو في المنتخب المصري للسباحة للناشئين، والحاصلة علي ٦٠ ميدالية، بهدف تبادل الأفكار حول كيفية خلق مستقبل أكثر شمولية، وبحضور عمداء الكليات والفنان هاني سلامة والأستاذة سهير عبدالقادر رئيس مؤسسة أولادنا وعدد من أبطال التحدي الذين حققوا نجاحات في مجالات متنوعة.
وفي بداية كلمتها، أعربت السفيرة سها جندي وزيرة الهجرة، عن خالص سعادتها بمشاركتها بدعوة كريمة من الجامعة البريطانية في مصر، مثمنة جهد السيدة فريدة خميس ودعمها الدائم لمجالات التعاون المشتركة مع وزارة الهجرة، وما تمثله كنموذج وعنوان لإدارة الاستثمار الناجح الذي يولي أهمية للمسئولية المجتمعية وكونها رئيسًا لمجلس أمناء الجامعة البريطانية، والتي نجحت في جعلها واحدة من أرقى الصروح العلمية في مصر، وما تقوم به من جهد لتعزيز قدرات وإمكانات أبنائنا الطلبة الدارسين في الجامعة ليكونوا عنصرا فاعلا في مستقبل مصر.
كما أشادت السفيرة سها جندي بجهود الأستاذ الدكتور محمد لطفي، رئيس الجامعة البريطانية في مصر، مشيرة إلى كونه واحدا من أهم أساتذة تدويل التعليم العالي، حيث يمتلك من الخبرات العلمية والعملية ما يجعله مصدر فخر واعتزاز، باعتباره نموذجا متميزا لعلمائنا بالخارج، خاصة لما يقوم به من دور فاعل للإسهام في الارتقاء بمنظومة التعليم العالي، واستكمال تلك الجهود بالمساهمة في تطوير المنظومة التعليمية في منصبه الحالي، رئيسًا للجامعة البريطانية، ويؤكد ذلك على قيمة العلماء المصريين بالخارج، وقدرتهم على تولي أعلى المراتب العلمية.
ووجهت وزيرة الهجرة تحية تقدير للدكتورة مارينا نخلة، رمز القوة والتحدي والناشطة في مجال تحدي الإعاقة، وما تمثله كأيقونة للنجاح وتجاوز أي عقبات، ودورها الذي تتبناه لبث روح التفاؤل والأمل من خلال التعاون مع المنظمات الدولية لدعم أصحاب القدرات الخاصة، كما أشادت بدور الدكتورة إسراء نوار مدير التطوير ورئيس لجنة الفنون والمعارض والبرامج بمكتبة جامعة شابمان الأكاديمية بولاية كاليفورنيا، وإعدادها وادارة الندوة، قائلة: "الاثنتين من كبار رموز جاليتنا المصرية بالولايات المتحدة الأمريكية، والذين يؤكدون انتماء أبنائنا بالخارج لوطنهم مصر، وسعيهم الدائم للمساهمة في جهود الدولة لتحقيق تطوير شامل في كافة المجالات وأخص بالذكر هنا المجال العلمي، والاجتماعي، فلا يتوانون عن خدمة بلدهم في كافة الأوقات".
وأضافت وزيرة الهجرة أنها حرصت على المشاركة اليوم، بحضور مصريين بالداخل والخارج؛ للتأكيد على أهمية تضافر كافة الجهود الحكومية، مع جهود القطاع الخاص والمجتمع الأهلي، لدعم ورعاية أبناء مصر من ذوي الهمم، وكدليل على تقدير واعتزاز الدولة والمجتمع بهم، كشريك أساسي في بناء المجتمع ونهضة الوطن، بما يمتلكونه ويحققونه من إنجازات في شتى المجالات.
بدورها، رحبت فريدة خميس رئيس مجلس أمناء الجامعة البريطانية في مصر، بالسفيرة سها جندي وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، في زيارتها الأولى للجامعة البريطانية، مؤكدة أهمية مشاركة القصص الملهمة لذوي القدرات المختلفة، ولا سيما في حرم الجامعة البريطانية التي أسسها والدها الراحل فريد خميس، إيمانًا منه بأن الشغف يصنع المستحيل، فكان دائمًا ينصح الشباب بفعل ما يحبون وما يؤمنون به، وعدم الخضوع لأي عقبات.
وأضافت "فريدة"، نحن في الجامعة البريطانية في مصر، نؤمن بالإبداع والتميز، وأنا شخصيًا أعتقد أن ما يمكن رؤيته كحواجز في كثير من الأحيان يبرز ما هو فريد ومميز بالأشخاص، ويبرز قوته الداخلية التي تقوده إلى التفوق، فاليوم نتشارك لعرض قصص ملهمه تعلمنا كل شيء عن المثابرة والشجاعة والتصميم والقدرة على أن تكون مميزًا.
من جانبه أكد الدكتور محمد لطفي رئيس الجامعة البريطانية في مصر، أهمية عقد مثل هذه الحلقات النقاشية لمشاركة تجارب ذوي الهمم، لأنها تساعد المؤسسات الأكاديمية على تطوير أفكارها وممارساتها في التعامل مع القدرات المختلفة، انطلاقًا من مسئوليتها لتلبية احتياجات المجتمع، ونقصد هنا المجتمع الشامل الذي تكمن قوته في الاختلاف والتعدد، والإيمان بأن الاختلاف يولد التميز والابتكار، فالجامعة البريطانية تسعد لكونها مجتمعا جامعيا يؤمن بالاختلافات والقدرات الفطرية، وتجاوز الأعراف المجتمعية التي تقوم على التصنيف.
وأضاف الدكتور "لطفي"، أن استراتيجية الجامعة تُرسخ قيمنا المؤسسية المتأصلة، مثل التنوع والثقة والنزاهة والشمول والمسئولية الإجتماعية، ونؤكد على ضرورة الوفاء بتعهداتنا لتنفيذ أجندة التنمية المستدامة العالمية ودعم قيم المشاركة المجتمعية، ففي إطار هذه القيم، يعمل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس وكافة العاملين بالجامعة سوياً يداً واحدة لخلق تجربة متكاملة وفريدة من نوعها من حيث الرحلة التعليمية والحياة الطلابية والجامعية والعلاقة الوطيدة بالمجتمع، كما تقوم استراتيجية الجامعة البريطانية فى مصر على تطوير مهارات طلابها لدعم حياتهم المهنية، وتمكينهم من تحقيق أهدافهم الأساسية، من خلال الحكم الرشيد والثقافة المنظمة، ولذلك نسعى جاهدين للحفاظ على بيئة شاملة لتعزيز التماسك الاجتماعي واحترام الآخرين، وهو ما ينعكس في اهتمام الجامعة بضم ذوي الهمم بين طلابها وموظفيها وأعضاء هيئة التدريس، وصقل مهاراتهم وتشكيلها للتأكد من أنهم لا يحققون أحلامهم فحسب بل يتعدونها، وخير مثال على ذلك الطالب ذو القدرات المختلفة، أنس إبراهيم، الأول في الثانوية العامة نظام الدمج، والذي التحق بكلية القانون في الجامعة، وتشجيعه على تحقيق أحلامه، فهذا النظام للبيئة الاجتماعية لدينا هو ما جعل الجامعة وجميع طلابها متميزين.
وخلال الندوة الحوارية، أكدت السفيرة سها جندي أن الدولة المصرية حريصة على دمج أبناءنا من ذوي الهمم، بكافة المشروعات التنموية، وخاصة المتفوقين منهم، تكريساً لقيمة الاجتهاد والعمل الجاد، وتعبيراً صادقاً عن إيماننا بدورهم المهم في بناء الجمهورية الجديدة وفق ما نتطلع إليه جميعاً، فالمجتمعات التي تقدر قيمة أبنائها وبناتها من ذوي الهمم، ولا سيما المتفوقين والأبطال منهم، وترفع من شأنهم، وتثمن إنجازاتهم، وتعمل على تمكينهم ودمجهم في شتى مجالات الحياة، لهي المجتمعات الأقرب لتحقيق آمالها، وبلوغ ما تصبو إليه من نهضة شاملة في جميع المجالات.
وتابعت السفيرة سها جندي أنه لمن دواعي الفخر والسرور، أن نرى أبناء مصر بالخارج من ذوي الهمم، يحققون العديد من النتائج المبهرة في مجالات متعددة، ما يثبت مدى قدرتهم على تحد ليس فقط صعوبات القدرات الجسدية بل أيضا صعوبات الغربة واختلاف الثقافات، مؤكدة أن الدولة لا تدخر جهداً في سبيل دعمهم بالخارج والداخل وتمكينهم من مواجهة التحديات والتغلب عليها، وتوفير أفضل سبل العناية بهم، سواء من حيث العمل على تنمية مهاراتهم، وتوفير كافة وسائل الاتصال المباشر وأيضا توفير الخدمات التدريبية والتأهيلية لهم بالداخل، فقد قامت وزارة الهجرة ضمن برامجها التدريبية لمكافحة الهجرة غير الشرعية في 14 محافظة من محافظات الجمهورية بتدريب ما يزيد عن 200 متدرب من ذوي الهمم ضمن برامجنا التنموية والتدريبية بجانب الحرص علي اكتشاف مواهبهم ورعايتها، تأكيداً للمشاركة المجتمعية الفعالة، وتطبيقاً لمبادئ تكافؤ الفرص والمساواة وعدم التمييز.
وفي إطار مواصلة جهود الوزارة لتعزيز المشاركة المجتمعية لذوي الهمم من أبنائنا بالخارج، تحدثت وزيرة الهجرة عن مارينا نخلة، قائلة إنها الفراشة المصرية التي تحلق بأطراف صناعية، صاحبة الإنجازات الفريدة في مجال اصحاب القدرات الخاصة والتي نجحت رغم إعاقتها في القدمين واليدين أن تحصل على درجتين للدكتوراة في علم النفس والتخصص في التعامل مع ذوي القدرات الخاصة وبمجال الأطراف الصناعية، حيث عرضت الاستفادة من خبراتها في هذا المجال ورغبتها في نقل هذه الخبرات التي اكتسبتها فيما يتعلق بالأطراف الصناعية والإعاقات وتنفيذها في مصر، عن طريق التعاون مع وزارة الهجرة ومنظمات المجتمع المدني بمصر والتي تعمل مع الأطراف الصناعية والإعاقات، لإعطاء دفعة إيجابية للجميع وخاصة لذوي الإعاقة، وتقديرا لقصة نجاحها سعدنا وشرفنا باختيار مارينا "سفيرة للوزارة لمتحدي الاعاقة وذوي الهمم بالخارج".
وقالت الدكتورة شادية فهيم عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية، إن كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجامعة البريطانية في مصر، حرصت منذ اليوم الأول لإنشائها على توجيه ما يلزم من اهتمام ورعاية لأولادنا القادرين باختلاف داخل الجامعة وخارجها، وذلك اتساقاً مع رؤية الجامعة وتحقيقاً لرسالتها، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030، ولذلك حاولت الكلية تبنى وتنفيذ مجموعة من الإجراءات التى تلبي احتياجات أبنائنا القادرين باختلاف وتضمن تعزيز المساواة في الوصول إلى الفرص التعليمية، فمن الناحية الأكاديمية، قامت الكلية بتصميم مناهج دراسية تساعد على تقديم خريجين أكْفاء ومؤهلين لمساعدة الأشخاص "القادرون باختلاف" وتمكينهم لدمجهم فى المجتمع وتطوير قدراتهم، وكذلك توفر الكلية الدعم الأكاديمى والموارد التعليمية اللازمة لتمكين طلابها من تحصيل العلوم بشكل مكافئ لزملائهم.
وأعربت الدكتورة مها هلالي، مستشارة وزيرة التضامن عن شكرها للسفيرة سها جندي وزيرة الهجرة، والجامعة البريطانية في مصر، على دعوتها للمشاركة في ندوة نجاحات مصرية حول العالم أبطال التحدي، مضيفة أن أحد أبنائها لديه توحد، منذ عام 1994، وطول هذه الفترة لم نشهد اهتماما بقضايا ذوي الإعاقة مثل هذه الفترة، فأصبح لدينا تطور عظيم حدث في مصرنا الحبيبة بالنسبة لقضايا الاشخاص ذوي الاعاقة، وهذه حقبة مميزة يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسي، تبنى على الحقوق لا الإحسان، حقبة تحترم الاشخاص ذوي الاعاقة وتحميهم من التنمر بسبب اختلاف قدراتهم.. حقبة الأمل.
كما توجهت بتحية للسفيرة سها جندي وزيرة الهجرة لتبنيها قضايا المواطنين ذوي الإعاقة في الخارج، ونتطلع لاستفادة مصر من الخبرات المهاجرة للخارج في مجال الإعاقة خلال الفترة المقبلة، بالاعتماد على جهود الوزارة في هذا الجانب وبالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعي، كذلك وجهت التحية للقائمين على الجامعة البريطانية في مصر لدمج أبنائنا واحتوائهم.
من جانبه، قال الفنان هاني سلامة، إن الاشخاص ذوي القدرات الخاصة يمثلون له إلهاما كبيرا، ويؤمن دائما بقدراتهم وما يستطيعون تحقيقه، ولذلك عندما بدأ تصوير مسلسل "قمر هادي" كان هناك أحد أدوار البطولة لشخص من ذوي القدرات الخاصة، وكان القرار عدم الاستعانة بممثل محترف ومنح الدور للفنان "محمد عزمي "من ذوي القدرات الخاصة، ولقد كان قرارا صائبا لبراعته وقدرته الكبيرة وكان نموذج مشرف في الالتزام وإجادة الدور.
وقال الفنان محمد عزمي إن مشاركته في مسلسل "قمر هادي" كانت تجربة مميزة للغاية ورفعت كثيرا من معنوياته، ورغم تخوفه من خوض هذه التجربة إلا أن جميع العاملين بالمسلسل وعلى رأسهم الفنان هاني سلامة ساندوه ودعموه بالشكل اللازم حتى استطاع القيام بدوره بالشكل المطلوب.
وأدارت الدكتورة إسراء نوار مدير التطوير ورئيس لجنة الفنون والمعارض والبرامج بمكتبة جامعة شابمان الأكاديمية بولاية كاليفورنيا، ندوة "نجاحات مصرية حول العالم: أبطال التحدي"، وقالت إن مناقشة قصص نجاح والتحديات التي يواجهها ذوي القدرات الخاصة، أصبح أمرا ضروريا، للتوعية بتلك التحديات وكيفية التعامل معها، بجانب الاستفادة من قصص النجاح الملهمة لذوي الهمم.
وقالت الدكتورة مارينا نخلة إنها فقدت قدميها وهي في عمر 14 شهرا فقط، وكان عليها أن تتحدى كل ذلك وتسعى لدورها الذي نجحت فيه، رغم إعاقتها في القدمين واليدين وحصلت على درجتين للدكتوراة في علم النفس والتخصص في التعامل مع ذوي القدرات الخاصة وكذلك في مجال الأطراف الصناعية، حيث عرضت خبراتها في هذا المجال ورغبتها في نقل هذه الخبرات التي اكتسبتها فيما يتعلق بالأطراف الصناعية والإعاقات وتنفيذها في مصر.
وقالت ياسمين حساني طالبة بالمرحلة الثانوية وعضو في المنتخب المصري للسباحة، إنها فخورة بما تحققه على المستويين التعليمي والرياضي فقد حققت أكثر من ٣٠ ميدالية محلية ودولية في السباحة، كما أنها تتحدث 3 لغات، ولديها طموح كبير خلال المرحلة المقبلة حيث ستشارك في الأولمبياد الخاص بذوي القدرات الخاصة.