أكد تحليل عسكري نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن الجولة الأوروبية التي قام بها الرئيس الأوكراني فلودومير زيلنسكي في مستهل الأسبوع الحالي كانت ناجحة على الرغم من عدم استجابة الغرب لكل طلباته بشأن المساعدات العسكرية التي تحتاجها كييف حتى تتمكن من الاستمرار في مواجهة الآلة العسكرية الروسية خلال الحرب الطاحنة التي تدور رحاها بين الطرفين في الوقت الراهن.
وأشار محلل الشئون العسكرية والأمنية دان صباغ، في تحليل نشرته الجارديان، إلى أنه مما لا شك فيه أن المساعدات العسكرية التي تتلقاها أوكرانيا من الدول الغربية أسهمت في إحياء الأمل لدى كييف في قدرتها على مواجهة القوات الروسية خلال المواجهات التي اندلعت بين الطرفين في أعقاب قيام موسكو بشن عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا في أواخر فبراير من العام الماضي.
ويذكر التحليل أن التطور في قدرات القوات الأوكرانية بدا واضحا من خلال الهجمات المضادة التي بدأ الجانب الأوكراني يشنها على مواقع روسية خلال الأيام القليلة الماضية، مشيرا في نفس الوقت إلى أن ذلك التحسن في أداء القوات الأوكرانية دفع الرئيس الأوكراني للقيام بجولة أوروبية خاطفة شملت بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا طلبا للمزيد من الدعم العسكري لبلاده.
وأضاف أنه بالفعل تمكن من انتزاع تعهد من ألمانيا خلال الزيارة بتقديم مساعدات عسكرية متطورة تصل قيمتها إلى 2.7 مليار يورو كما تعهدت فرنسا بتدريب المزيد من القوات الأوكرانية، موضحا أن المساعدات الغربية بدأت بالفعل تؤتي ثمارها وهو ما بدا واضحا في قدرة القوات الأوكرانية على تقليص الخسائر التي تسببها الهجمات الصاروخية الروسية.
ويطرح الكاتب في هذا السياق سؤالا مفاده هل تمكنت أوكرانيا من الحصول من الدول الغربية على كل ما تحتاج له في ساحة القتال مع القوات الروسية حتى تحقق النصر الذي تصبو إليه؟
ويشير الكاتب إلى أن الإجابة على هذا السؤال سوف تتضح من خلال العملية العسكرية المضادة التي تعتزم أوكرانيا القيام بها في الأيام القليلة القادمة على الرغم من تصريحات الرئيس الأوكراني أثناء لقائه مع رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك أمس أول الاثنين والتي يقول فيها إن بلاده تحتاج لمزيد من الوقت حتى تضمن نجاح تلك العملية.
ويلفت الكاتب إلى أن القوات الأوكرانية تستخدم في الوقت الحالي خلال مواجهتها مع القوات الروسية الأسلحة التي حصلت عليها من الدول الغربية ولاسيما صواريخ "ستورم شادو" البريطانية بعيدة المدى والذي قد يتعدى 300 كيلومتر، إلا أن معظم المساعدات العسكرية التي تعهدت الدول الغربية بتقديمها لأوكرانيا لن تحصل عليها كييف قبل نهاية العام الجاري.
ويشير الكاتب في هذا الصدد إلى أن الموقف الحالي يعني من منظور عسكري أن زيلينسكي لم يتمكن خلال جولته الأوروبية الأخيرة من تحقيق الهدف المرجو من تلك الجولة.
ويوضح الكاتب في ختام تحليله ضرورة تلبية الطلبات العسكرية لأوكرانيا لضمان استمرار تدفق خطوط الإمدادات العسكرية الغربية لأوكرانيا على الأقل خلال العام الجاري خاصة إذا فشلت المرحلة الأولى من الهجمة المضادة التي تعتزم أوكرانيا القيام بها لاسترداد الأراضي التي تسيطر عليها القوات الروسية.