مع اقتراب مرور عام على اتفاقية الحبوب (مبادرة البحر الأسود) التي وقعتها روسيا وتركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة، في 22 يوليو 2022. لا تزال هناك مخاوف دولية من عدم تمديدها، حيث من المفترض أن يتم تمديد الصفقة لمدة 120 يومًا، لكن روسيا هددت بالانسحاب من الاتفاقية المفترض توقيعها في 18 مايو القادم بسبب العقبات التي تعترض صادراتها من الحبوب والأسمدة.
شروط تمديد اتفاقية الحبوب
وأعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أن المفاوضات بشأن صفقة الحبوب ما زالت جارية، والموقف الروسي معروف، وهناك 5 شروط أساسية لتمديد اتفاقية الحبوب وهي:
1- إعادة ربط بنك "روسيل خوز بنك" بالسويفت.
2- استئناف توريد إمدادات الآلات الزراعية وقطع الغيار والصيانة.
3- إلغاء القيود المفروضة على التأمين وإعادة التأمين.
4- وإعادة ترميم خط أنابيب الأمونيا "تولياتي" أوديسا.
5 – فتح حسابات الشركات الروسية المتعلقة بإنتاج ونقل المواد الغذائية والأسمدة.
مبادرة البحر الأسود
وشددت وزارة الخارجية الروسية على أنه ما لم يُحرز تقدم في تنفيذ هذه الشروط والمتطلبات الروسية، فسيتم تعليق مشاركة روسيا في مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب، مشيرة إلى أنه حتى اللحظة لم يتم تنفيذ سوى البنود المتعلقة بالطرف الأوكراني.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي فيرشينين، أعلن في وقت سابق عن تمديد العمل بصفقة الحبوب لمدة 60 يوما بدلًا من 120 يومًا، وذلك بسبب غياب أي تقدم فيما يخص صادرات المواد الغذائية والأسمدة الروسية.
في وقت سابق أعرب وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، عن أمله في موافقة روسيا على تمديد صفقة الحبوب السارية حتى الـ18 من مايو الجاري، لمدة لا تقل عن شهرين.
تحذيرات من عدم تمديد صفقة الحبوب الأوكرانية
وحذرت سيندي هينسلي ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، أنه سيكون من الصعب إطعام العالم إذا انسحبت روسيا من الاتفاقية.
وقالت «سيندي» في تصريحات عبر وسائل الإعلام ، إن الاتفاقية التي من المقرر أن تنتهي في 18 مايو ، يجب تجديدها.
وأضافت «ماكين»: "لابد من تجديد الاتفاق. لا يمكننا على الأرجح إطعام المنطقة ناهيك عن العالم ما لم يتم التجديد".
فيما حذرت الأمم المتحدة من أن عدم تمديد صفقة تصدير الحبوب الأوكرانية سيؤثر سلبًا على الأمن الغذائي العالمي وعلى أسعار المواد الغذائية.
من جانبه قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك خلال مؤتمر صحفي، يوم الخميس: "من الواضح أنه في حال عدم تمديد المبادرة... سيؤثر ذلك سلبًا على الأمن الغذائي العالمي وأسعار المواد الغذائية".
وأضاف «دوجاريك» أن "جميع الأطراف المشاركة بشكل مباشر أو غير مباشر يجب أن تلتزم بتعهداتها".
صفقة الحبوب
بينما أكد نائب أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن جريفيث في الاجتماع بشأن صفقة الحبوب باسطنبول، على الدور المهم الذي تلعبه صادرات الأغذية والأسمدة الروسية في ضمان الأمن الغذائي.
وهنّأ «جريفيث» خلال الاجتماع، كافة الأطراف المشاركة على ضمان التصدير الآمن لأكثر من 3 ملايين طن من الحبوب والمواد الغذائية الأخرى من أوكرانيا منذ لحظة إطلاق "مبادرة البحر الأسود"،
كما أقر بالمساهمة المهمة التي تؤديها صادرات روسيا من الأغذية والأسمدة في هذه القضية، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة ستواصل العمل مع أطراف صفقة الحبوب بغرض تمديدها.
وشدد «جريفيث» على أن الأمم المتحدة ستواصل العمل عن كثب مع جميع الأطراف لضمان تمديد المبادرة وتنفيذها بالكامل كجزء من التزام أوسع بمعالجة الأمن الغذائي العالمي".
تصدير الحبوب الأوكرانية
من جانبها قالت «أولها تروفيمتسيفا»، مسؤولة بوزارة الخارجية الأوكرانية، يوم الإثنين، إن أوكرانيا لا تستبعد انتهاء العمل باتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود في 18 مايو، عندما تنتهي فترة سريانه، مضيفة أنه ليست هناك خطط لإجراء مفاوضات إضافية بشأنه هذا الأسبوع.
وأفادت أن أوكرانيا تتلقى إشارات متضاربة حول مستقبل الاتفاق الذي جرى مناقشة تمديده خلال محادثات في تركيا الأسبوع الماضي
يذكر أن ممثلي روسيا وتركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة بحثوا في إسطنبول يومي 10 و11 مايو الجاري مسائل تمديد صفقة تصدير الحبوب الأوكرانية وتنفيذ الجزء المتعلق بروسيا من الصفقة، والخاص برفع القيود عن توريدات الحبوب والأسمدة الروسية، إضافة لإدراج مسائل أمن الممر لتصدير الحبوب على أجندة المباحثات.
وسمحت اتفاقية التصدير لأوكرانيا بنقل ملايين الأطنان من الغذاء على الرغم من الصراع المستمر بين روسيا وأوكرانيا.
معالجة أزمة الغذاء العالمية
يشار إلى أنه تم التوصل إلى الصفقة بوساطة الأمم المتحدة وتركيا في يوليو الماضي، والاتفاق على المساعدة في معالجة أزمة الغذاء العالمية بعد أن منعت السفن الحربية الروسية الوصول إلى موانئ أوكرانيا في البحر الأسود منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية فبراير 2022.
وتُعد أوكرانيا مصدر عالمي رئيسي لزهور عباد الشمس والذرة والقمح والشعير، وأكثر من نصف حبوب القمح التي اشتراها برنامج الأغذية العالمي العام الماضي جاءت من هناك.
وفي الوقت نفسه، وافقت الأمم المتحدة أيضًا على مساعدة موسكو في تسهيل شحناتها الزراعية.