السبت 21 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

بطريرك كنيسة المشرق الآشوريّة لـ"البوابة نيوز": البطريرك مطالب بالعمل على الوحدة الوطنية والعيش المشترك .. ومصر تسهم بدور كبير في التقارب بين الأديان

ارشيف
ارشيف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

وُجِد الآشوريين قبل المسيح بسبعة آلاف سنة، وهم من أقدم الشعوب التى اعتنقت المسيحية منذ القرن الأول الميلادي. 

ساهموا فى نموّ هذه الديانة لاهوتيًا ونشرها فى مناطق آسيا الوسطى والهند والصين، سكنوا بلاد ما بين النهرين، العراق وسوريا وتركيا وبأعداد أقل فى إيران، إنهم الأشوريون محطّ أنظار العالم اليوم، بعد تعرّضهم لهجوم “داعش”، وأصبح الأشوريون بعد استقلال سوريا والعراق ينتمون إلى الأقليات الدينية الهامة فيهما. 

وشهد عام 2021 فى دارالبطريركية الآشوريّة فى أربيل (عاصمة إقليم كوردستان العراق) انتخاب الأسقف، مار آوا روئيل، أسقف غرب أمريكا،ليكون البطريرك الـ 122 للكنيسة الآشوريّة، وتم ذلك خلال دورة خاصّة للمجمع المقدّس لكنيسة المشرق الآشوريّة وهذا بعد أن أعلن سلفه مار كيوركيس الثالث صليوا عن قراره بالتنحّى عن السدّة البطريركيّة لأسباب صحيّة. 

التقت «البوابة» الأسقف، مار آوا روئيل، فى هذا الحوار الذى تحدث فيه عن الأشوريين والكنيسة الأشورية والعديد من القضايا الأخرى… وإلى نص الحوار:

■ فى البداية نود معرفة سبب قلة عدد الأشوريين؟

المجازر التى حلّت بالأشوريين ابتداء من تيمورلنك فى القرن الرابع عشر مرورًا إلى بدر خان بداية القرن التاسع عشروصولًا إلى الحربين العالميتين والاضهاد الكبير من الدولة العثمانية، أدّى ذلك إلى تناقص أعدادهم، و"يبلغ عددهم اليوم حوالى ٣٥ ألفا فى العراق و٣٠ ألفا فى سوريا و١٥٠٠ فى لبنان". 

واستطرد زومايا: خلال الحربين العالميتين هرب الأشوريون من العراق سوريا وإيران وجورجيا من الهجمية العثمانية، حيث تم ذبح واضطهاد الأشوريين لاسيما السريانى الأرمنى منهم.

■ ومن هم الأشوريين فى العراق ونشأتهم؟

تعتبر الأشورية هى الأمة الأصيلة فى العراق، عام ٦١٢، وعندما سقطت المملكة الأشورية اندثر الأشوريون فى العالم وكان مركزهم فى الموصل والآن موجودين فى كل مكان بينما الموصل كانت العاصمة للأشوريين وإلى الآن مشهورة بهذا الاسم.

■ من المفترض أنك عراقى لماذا تتحدث الإنجليزية أو الأشورية؟

أنا ولدت بأمريكا وأبناء الأمة الأشورية فى أى مكان بالعالم يحافظون على اللغة الأشورية، فقط الجيلين الثانى والثالث يتحدثون اللغة الأشورية بالإضافة إلى اللغة الأم للبلد التى ينتمون لها.

■ كم تكون إحصائية الأشوريين على مستوى العالم ؟

نحن ليس لدينا إحصاء دقيق لمؤمنى كنيسة المشرق الأشورية فى العالم، ولكن يصل عدد الأشوريين فى العالم ما لا يقل عن نصف مليون شخص. 

ونؤمن أيضا أن أمّتنا أوسع، كذلك بأن أخوتنا الكلدان والسريان معنا كأشوريين نحن أبناء أمّة واحدة وشعب واحد، مع الأسف اسم هذه الأمّة مختلف اليوم لأسباب كثيرة على مر التاريخ ولكن نؤمن بأننا لدينا أصل واحد وجذورنا من أشور التى كانت عاصمتها مدينة نينوى التى هى الآن إحدى محافظات العراق وحتى اليوم.

■ بمناسبة الكلدان أو السريان المفروض أنهم تابعون لكنيسة واحدة لكن مختلفين؟ بماذا يختلفوا؟

بالنسبة للطائفة الكلدانية صار انشقاق عام ١٥٥٢ بسبب انتمائهم لكنيسة الكاثوليكية والبطريرك ساكو هو رئيسها الحالى فهم فى الأصل من أبناء كنيسة المشرق وبعد الانشقاق صاروا الطائفة الكلدانية وكذلك السريان صار انشقاق قبل انشقاق الكلدان وكان فى ١٤٣١ أى قبل حوالى ١٦٠٠ سنة.

■ لماذا تشهد الكنيسة الأشورية انشقاقا حتى الآن؟

صار الانشقاق بسبب الاختلاف على التقويم ( الكجنر،الليورين) عام ١٩٦٨ وبعد وفاة البطريرك مار شمعون السابع الذى كان يقيم فى دير ربان هرمزد وبالتحديد فى عام ١٥٥١ م حدث انشقاق فى الكنيسة واتحدت مجموعة منهم مع روما بشكل خاص كاحتجاج ضد مبدأ الوراثة المحصور فى عائلة واحدة الذى أدخل إلى منصب البطريركية منذ نهاية القرن الخامس عشر وهكذا نشأت الكنيسة الكلدانية.

■ لماذا لم يتم توحيد الكنيسة لديك؟

كنيسة المشرق صار الانشقاق الأول للكلدان عام ١٥٥٢ والثانى مع كنيسة الشرقية القديمة ومن عام ١٩٨٤ حاولت كنيسة المشرق الأشورية باتحاد كنيسة الشرقية القديمة مع المشرق الأشورية والخلاف لا هو إيمانى أو لاهوتى أو فى الطقس ولكن الاختلاف فى التقويم القديم والجديد.

■ ما ترتيبك كبطريرك وكم مطران يوجد؟

لكنيسة المشرق الأشورية أنا البطريرك رقم ١٢٢ ويوجد ١٥ مطرانة ويتواجدوا فى أوروبا وأستراليا والهند والشرق الأوسط كله وأمريكا وكندا.

■ حياتك سابقا كانت بأمريكا فلماذا تم نقل كرسى البطريرك من أمريكا إلى العراق؟

إن البطريرك الثالث والعشرين تم نفيه لخارج العراق فى ١٩٩٣ لدفاعه عن حقوق الأشوريين من قبل الحكومة العراقية وبسبب سهولة التدابير القومية والكنيسة كان الأحسن أن يكون فى أمريكا لا هناك رعية أقوى.

ومن عام ١٩٧٦ إلى ١٩٨٢ كان البطريرك ( مار دنخا) يسكن فى إيران فى إبارشية إيران وكان أسقف إيران وقتها، ومن هناك تحول إلى أمريكا وبعده صار مار كيوركيس الثالث البطاريك مطران العراق وهو الذى غير الكرسى من أمريكا إلى بغداد ومن بعده استكملت المسيرة وأنا استملت هنا فى بغداد منذ عامين.

■ ما علاقاتك مع الكاثوليك والطوائف الأخرى؟

علاقة كنيسة المشرق الأشورية مع الكنائس الأخرى علاقة سلام ومحبة وأنا من وقت كنت أسقفا كنت مسئولا عن العلاقات بين الكنائس فلدى علاقات بكل الكنائس وليس العراق فقط.

■ ما موقف الطائفة الأشورية بعد ما حدث من داعش لتهجيرهم من العراق ؟ 

موقف الكنيسة من الهجرة هو كان أول خطوة عودة كرسى البطريركى إلى العراق عام ٢٠١٥ وبسبب الأوضاع المعيشة منذ ١٩٩٠ أو ١٩٩١ إلى الآن صارت صعبة لذلك الكنيسة لا تجبرهم أن يعيشوا هذا الوضع، ككنيسة أو كقومية أشورية سنحاول بقدر المستطاع الحفاظ على وجودنا الأصيل فى العراق.

■ ما علاقاتك بالحكومة العراقية وإقليم كردستان؟

علاقتنا مع حكومة إقليم كردستان قوية ونشكر كل جهودهم لمساعدتنا حيث بنوا القلاية البطريركية الجديدة، أما علاقتنا بالحكومة المركزية ليست قوية بسبب الظروف السياسية فى بغداد العاصمة، فيوجد صعوبة فى التعامل معها. 

ولدينا رعية فى بغداد والموصل والبصرة وكركوك ولكن بسبب الهجرة المستمرة أكثر أبناء كنيستنا هاجروا إلى شمال العراق وبعضهم خارج البلد.

■ هل تحصلوا على كامل حقوقكم فى بغداد من وظائف أو تعليم؟

نحن أيضا كالأكراد أو العرب نعانى مثلهم ونمر بظرفهم ونحن ننتظر من الحكومة المركزية إصدار فى الدستور العراقىأن الأشورية هى أصل البلد وذلك لأن القوانين فى أى بلد موجود فى الدستور هذه القومية هى الأصيلة حتى لو قليلة كأستراليا يقفون مثلا دقيقة احتراما للقومية الأصيلة كل سنة فى البلد برغم عدم وجودهم أو قلتهم ولكن يقفون دقيقة احتراما لهم لأنهم الأصلاء بالبلد.

 

■ هل من الممكن توحيد بين الكنيستين الأشوريين؟

العام الماضى بعد وفاة البطريرك لكنيسة الشرقية القديمة قمنا بخطوة بالاتحاد مع الكنيسة القديمة وتم التحاور من أجل الوحدة وعدم نجاح هذا الاتحاد كان بسبب تقويم عيد القيامة وعدم الاتفاق على يوم واحد من الطرفين.

وأيضًا كان لدى لقاء مع قداسة البابا فرنسيس وتحدثنا عن القضايا الكنسية من ضمنها توحيد عيد القيامة. ولا يزال لنا محاولة على نجاح هذا التوحيد وأيضًا قداسة البابا تواضروس بطريرك الكنيسة الأرثوذكية القبطية لديه نفس الفكرةويساند هذة الفكرة على توحيد عيد القيامة فى يوم واحد وهذه أول خطوة لاتحاد المسيحيين.

■ هل ستزور  مصر قريبا؟

سوف أكون سعيدا إذا زرت الشعب المصرى لقد سمعت أنهم شعب دائم الابتسام وحيث تاريخ مصر القديم والحديث موجود فى الكتاب المقدس فالمصريون لديهم أقدم الحضارات موجودة فى المنطقة ونحن نحترم هذا الشيء وقبل فترة سيدنا البطريرك قابل ممثل شيخ الأزهر وسوف أكون سعيد إذا قابلت شيخ الأزهر وهكذا سوف تبين العلاقات بين المسيحيين والمسلمين.

 

■ لقد أصدر الأزهر وثيقة الأخوة الإنسانية مع بابا الفاتيكان هل ترى أن هذه الوثيقة تحد من الطائفية بين المسلمين والمسيحين؟

على تطبيق تويتر قام شيخ الأزهر بتهنئة الإخوة المسيحيين بعيد القيامة وهذه خطوة جيدة ففى الوقت الحاضر مصر لديها مكان مهم فى إظهار جانب العلاقات بين المسلمين والمسيحين وأى خطوة يقوم بها البابا رغم أنه بابا كنيسة كاثوليكية فقط، ولكن أى خطوة يقوم بها هى خطوة لصالح الجميع. 

نحن نشعر بأسف عندما نرى الهجمات على المسيحيين فهولاء لا يمثلون المصريين لأنهم فاهمين الدين خطأ لذلك هذه الخطوة مهمة بين رؤساء الأديان والكنائس حتى تعطى فهما صحيحا عن الشعب المصرى، فالأزهر لديه القدرة على إدارة هذا الحوار بانفتاح ورؤساء الخليج خاصة الإمارات لديهم دور مهم أساسى وانفتاحى مع الأديان الأخرى بعد مصر لتوثيق العلاقة بين المسيحيين والمسلمين. 

 

مسيرة ومسار

مار آوا الثالث روئيل كان أسقف كنيسة المشرق الأشورية أبرشية (كاليفورنيا)، ولد فى عام ١٩٧٥ بمدينة (شيكاغو – إلينوى فى الولايات المتحدة الأمريكية)؛ والده هو المرحوم (كورش إيزاريا روئيل) ووالدته المرحومة هى (فلورنس أويقامشموئيل خان)، وهو أول أسقف (أمريكى المولد) لكنيسة (المشرق الأشورية)؛ أكمل دراسته الإعدادية فى الفترة ١٩٨٩ – ١٩٩٣. 

 

حصل على درجة البكالوريوس من جامعة (لويولا فى شيكاغو ) عام ١٩٩٧ ويقول: استمريت فى الحصول على درجة البكالوريوس الثانية فى اللاهوت المقدس من جامعة (سانت مارى أوف ذا ليك) فى عام ١٩٩٩؛ وحصلت لاحقا على الرخصة والدكتوراه فى اللاهوت المقدس من الجامعة البابوية الشرقية فى (روما) وانخرط شغفى بتعاليم (كنيسة المشرق الأشورية) منذ السن المبكر ورسمت شماسا على يد البطريرك (مار دنخا الرابع) وأنا فى سن ستة عشر عام فى كاتدرائية (مار كيوركيس) فى (شيكاغو)، وفى مدينة (موندلين – الينوي) رسمت كاهنا فى ١٩٩٩ على يد البطريرك (مار دنخا الرابع) أيضا، وفى عام ٢٠٠٨ رُقيت إلى رتبة أسقف وتم رسامتى أيضا من قبل البطريرك (مار دنخا الرابع)؛ حيث أقيمت مراسم الرسامة آنذاك فى كنيسة القديسة (زيا) فى (موديستو – كاليفورنيا).