يواجه الداعية السويسري طارق رمضان، حفيد المرشد الأول ومؤسس جماعة الإخوان الإرهابية، جولة من المحاكمات أمام القضاء السويسري بتهمة "الاغتصاب والإكراه الجنسي"، تستمر ثلاثة أيام، والمقرر أن يصدر الحكم في24 مايو الجاري، مع العلم أنه يحق للمتهم أن يستأنفه لاحقا.
وكان "رمضان" الذي يدافع عن نفسه بأنه يواجه "الكذب والتلاعب" نافيا ارتكابه مثل هذه الجرائم، أوقفته السلطات الأمنية الفرنسية لمدة 10 أشهر على ذمة قضايا اغتصاب سيدتين ما بين عامي 2009 و2012 من بينهما سيدة "ضعيفة" من ذوي الاحتياجات الخاصة.
محاكمة "الإخوان"
من جانبه، قال الكاتب التونسي نزار الجليدي، المقيم فرنسا، إن محاكمة "رمضان" على قدر من السواء في فرنسا أو في سويسرا، فالرجل يواجه عقوبات كبيرة جدا تصل إلى السجن لمدة سنتين إلى 10 سنوات حال إدانته.
وأضاف "الجليدي" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن محاكمة طارق رمضان تستحق أن تكون عنوانا لإدانة جيل بأكمله من جماعة الإخوان وجماعات الإسلام السياسي من الذين نزلوا على أوروبا في فترة معينة بإيعاز سياسي، لكننا الآن في أوروبا نشهد انقلابا كبيرا في التعامل مع هذه الجماعات.
وقال "الجليدي"، إن أوروبا تغير سياستها مع الإخوان في العشرية الأخيرة، أو على الأقل الخمس سنوات الأخيرة، ويمكن اعتبار قضية "رمضان" واحدة من دلالات هذا التغير، كأن أوروبا تتجه لمعادلة جديدة وطريقة أخرى في التعامل مع الإخوان.
ولفت "الجليدي" أن المحاكمة يرافقها ضجة إعلامية كبيرة، وأن أوروبا لديها قلق حقيقي من جماعة الإخوان، والدليل على ذلك أن هناك عدة مؤتمرات ألغيت أو تم تأجيلها للجماعة في الخارج.
مختتما، أن محاكمة "رمضان" والتغيرات التي أفرزتها الانتخابات التركية الأخيرة تقول إننا وسط خضم من الأحداث يُعد عنوانا لمحاكمة الإخوان بأكملها.
وقائع المحاكمة
في جلسة المحاكمة، التي انطلقت أمس الاثنين، أشار "رمضان" إلى معاناته من الاكتئاب، وأنه لن يستسلم لما وصفه بـ"الأكاذيب والتلاعب".
ونقلا عن تقرير لـ"فرانس24"، فإنه "يتوقع أن تكون المحاكمة متوترة. وفي دليل على التوتر الحاصل ثمة عازل يفصل بين المتهم والمدعية بطلب من هذه الأخيرة".
وأوضح التقرير، أن المدعية السويسرية التي تقول إنها تعيش في ظل التهديد وتستخدم اسم "بريجيت" المستعار، كانت في الأربعين من العمر تقريبا عند حدوث الوقائع المفترضة قبل حوالى 15 عاما. وتؤكد أن رمضان أخضعها لأفعال جنسية وحشية ترافقت مع الضرب والشتائم مساء 28 أكتوبر 2008 في غرفة فندق في جنيف. وأقر طارق رمضان البالغ ستين عاما اليوم والذي قد يواجه محاكمة لوقائع مماثلة في فرنسا أيضا، أنه التقى المدعية لكنه أكد خلال التحقيق أنه تخلى عن فكرة إقامة علاقة جنسية معها.