نظمت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الانسان، على هامش الدورة 43 لآلية الاستعراض الدوري الشامل، فعالية جانبية حول "عملية الاستعراض الدوري الشامل لإسرائيل،" حيث راجعت إسرائيل ملفها الحقوقي للمرة الرابعة أمام مجلس حقوق الإنسان.
وخلال الفعالية، وجه أيمن عقيل، رئيس مؤسسة ماعت، رسالة إلى المفوض السامي مفادها أن إسرائيل تنتهك الحقوق وتقتل الأطفال، وتنتهك الحق في الحياة، وأن هناك قيود من الدول الغربية الداعمة لإسرائيل داخل المجلس على البند السابع من جدول أعمال مجلس حقوق الانسان، وانه يجب استمرار البند في أجندة عمل المجلس.
وأضاف" عقيل" أنه يجب الضغط على سلطة الاحتلال لإعطاء الموافقة للخبراء الأمميين، لا سيما المقررة الخاصة المعنية بأوضاع حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لزيارة الأراضي الفلسطينية للوقوف على ما يحدث على أرض الواقع.
من جانبها أشارت مارينا صبري، نائب مدير وحدة الآليات الدولية لحماية حقوق الانسان، أنه في ظل القصف الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المحتلة، تقوم إسرائيل بمراجعة سجلها الحقوقي أمام مجلس حقوق الإنسان.
وأوضحت أنه خلال الدورة الحالية، تم تقديم 320 توصية لإسرائيل من الدول، واخذت علماً إسرائيل بـ 7 توصيات من الـ 320 توصية، مطالبة الدول الأعضاء في المجلس بالضغط على سلطات الاحتلال من أجل تنفيذ هذه التوصيات.
وفي السياق ذاته أوضح يسري درويش، رئيس التحالف المدني للديمقراطية وسيادة القانون، -والذي كان أثناء حديثه للفاعلية يُسمع أصوات صفارة الإنذار في غزة-، انتهاكات سلطة الاحتلال في الوقت الحالي، حيث سقط حتى الآن 33 قتيلا من بينهم أطفال ونساء و170 جريح استهدفوا داخل منازلهم، مما يعني أن هذا الاحتلال لا يعطي أي اعتبار لحقوق الانسان، كما أضاف درويش ان اسرائيل لديها سجل حافل من انتهاكات حقوق الإنسان بجانب الاحتلال الرئيسي للأراضي الفلسطينية.
وذكر أنه في يوم 15 مايو الحالي تحل ذكرى احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية "ذكرى النكبة،" والتي اعلنت الامم المتحدة انه سيكون يوماً عالمياً و تحييه منظمة الأمم المتحدة داخل اروقتها، في الوقت التي تحل فيه الذكرى السنوية الأولي على مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة ، مشدداً أن سلطة الاحتلال هي عبارة عن نظام فصل عنصري.
بينما أضافت فاطمة عاشور، وهي محامية فلسطينية وناشطة في مجال حقوق الانسان، أن ما يحدث هذه الأيام ليس بالشيء الغريب بل هو مجرد جزء من المسلسل الإسرائيلي الذي يحدث في غزة منذ 75 عاماً، ففي الأيام الماضية كان هناك ما يقرب من 40 طائرة عسكرية تستهدف غزة مما أسفر عن إصابة المئات من المدنيين، وان اسرائيل تمنع كل سُبل الرعاية الصحية أو النجاة بالإضافة إلى محاولتها قطع التيار الكهربائي، واستهداف الأطفال، حيث توفي طفل من شدة الخوف، مؤكدة أنها وبالرغم من تضامنها لما يحدث في السودان وأوكرانيا، ولكن لماذا يتم التعامل مع القضية الفلسطينية بهذا الشكل؟ حيث انها ترى ظلمًا وتمييزاً في التعامل مع القضية الفلسطينية.
وأوصت في النهاية، أنه يجب التخلي عن العواطف، والعمل بشكل جدي، واستخدام منصات التواصل الاجتماعي للنجاة، وليس فقط العمل المنهجي البطيء أو كما قالت "العرض المسرحي الذي يقوم به المجتمع الدولي"، وختمت بأن الشعب الفلسطيني ليس أرقام بل أشخاص ولهم حقوق.
وتحدث ديريك بريت، وهو ممثل منظمة ضرائب الضمير والسلام الدولية، لدى الأمم المتحدة بجنيف، عن قضية الاستنكاف الضميري للخدمة العسكرية، وأن هذه القضية لم تحظ باهتمام كبير، لا سيما في الاستعراض الدوري الشامل، حيث تعتبر انتهاك غير عادي لحقوق الإنسان من قبل إسرائيل.
وأشار بريت إلي أن المستنكفين ضميرياً في إسرائيل معرضون الإدانات المتكررة والسجن وخاصة انه في البداية يقال ان المدة أقل من شهر في السجن، ولكن في النهاية تتم دعوة المعترض مرة أخرى للتسجيل في الخدمة العسكرية، ويمكن أن يؤدي الرفض المتكرر إلى مدة سجن أخرى، والتي قد تكون أطول، وهو ما يعتبر بمثابة إكراه لتغيير معتقداتهم الضميرية، المحظورة صراحة في المادة 18 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. وختم بأنه يجب أن يتم تغيير الطريقة التي يعمل المجتمع المدني بها، والاستغناء عن الطرق التقليدية.