أكد مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن حلف شمال الأطلنطي (الناتو) يواجه انقساما حادا بين الدول الأعضاء بشأن انضمام أوكرانيا للحلف.
وأضاف المقال، الذي شارك في كتابته كل من ميسي رايان وإميلي راوهالا، أن الحلف يشهد في الوقت الراهن مناقشات مكثفة بشأن انضمام أوكرانيا قبل أسابيع قليلة من لقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن مع باقي زعماء الدول الأعضاء في يوليو القادم في ليتوانيا من أجل وضع خطط لتقوية القوة الدفاعية للحلف في مواجهة روسيا.
ويشير المقال إلى أن الدول الأعضاء تعكف حاليا على دراسة الخطوات القادمة فيما يخص الشأن الأوكراني وانضمام كييف للحلف، موضحا أن جميع الدول الأعضاء تبذل كل ما في وسعها من أجل تجاوز الخلافات في هذا الصدد والتوصل لاتفاق يسمح لكييف أن تنضم لمظلة الحلف الدفاعية ولا سيما في ظل احتدام الصراع المسلح بين القوات الروسية والأوكرانية والذي بدأ منذ ما يربو على 14 شهرا.
ويوضح المقال أن العديد من قادة الدول الأعضاء في الحلف أكدوا أنه لا يوجد توافق بين الدول الأعضاء البالغ عددهم 31 دولة بشأن انضمام أوكرانيا للتحالف وأنه ليس من المتوقع أن يوجه الحلف دعوة لكييف للانضمام إليه خلال الاجتماعات المقرر عقدها في الحادي عشر والثاني عشر من يوليو القادم.
ويشير المقال إلى أن دول أوروبا الشرقية ترى أنه يجب على دول الحلف اتخاذ خطوات ملموسة من أجل قبول أوكرانيا في عضوية الحلف بما في ذلك تحديد سقف زمني لتحقيق ذلك الهدف على الرغم من تأييد الولايات المتحدة وبعض دول أوروبا الغربية لاتخاذ خطوات أقل أهمية من قبول العضوية مثل تقديم دعم فني لأوكرانيا في مجال الدفاع.
ويتطرق المقال إلى الموقف الأوكراني من تردد دول الحلف في قبول عضوية كييف، حيث يشير إلى تصريحات سفيرة أوكرانيا لدى الحلف ناتاليا جاليبارينكو التي تقول فيها إن اجتماعات ليتوانيا القادمة لن يكون لها أهمية إذا لم يتخذ قادة الدول الأعضاء خلالها قرارا بشأن مستقبل أوكرانيا داخل الحلف.
ويضيف المقال أن ذلك الانقسام داخل الناتو يبرز المخاطر والتحديات التي قد تواجه الدول الأعضاء على المدى البعيد ولا سيما في ظل توتر العلاقات مع روسيا.
ويتناول المقال كذلك الموقف الروسي من توجهات الناتو التوسعية، حيث يسلط الضوء على تصريحات سابقة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي يعرب فيها عن استيائه من مساعي الحلف لضم دول الاتحاد السوفيتي السابقة، واصفا تلك الخطوة بأنها "تشكل تهديدا لأمن بلاده القومي".
ويضيف المقال أن الدول المؤيدة لانضمام أوكرانيا للحلف ترى في الوقت نفسه أن تلك الخطوة من شأنها أن تشكل عامل ردع لروسيا يمنعها من استخدام القوة.
ويشير المقال إلى أن الإدارة الأمريكية ترى أنه من الأفضل أن يقدم الناتو لكييف مساعدات عسكرية تحتاجها القوات الأوكرانية في ساحة القتال مع القوات الروسية ولا سيما أن أوكرانيا تتأهب في الوقت الحالي لشن عملية عسكرية مضادة لاسترداد الأراضي التي بسطت القوات الروسية سيطرتها عليها منذ بداية العملية العسكرية الخاصة في أواخر فبراير من العام الماضي.
كذلك ترى الدول التي لا تؤيد التسرع في قبول عضوية أوكرانيا للناتو أن انضمام كييف للحلف سوف يكون من شأنه تفعيل المادة الخامسة من ميثاق الناتو والتي تنص على الدفاع المشترك للدول الأعضاء وهو ما قد يدفع الدول الأعضاء لخوض معركة مع أكبر قوة نووية في العالم للدفاع عن أوكرانيا، كما ترى تلك الدول أن التسرع في قبول عضوية أوكرانيا قد يدفع بوتين لنوع من التصعيد في عملياته العسكرية في أوكرانيا.
ويشير المقال في الختام إلى تصريحات مسئولين داخل الحلف يطالبون فيها بالعمل على تجاوز تلك الخلافات والحفاظ على وحدة الصف داخل الناتو لتقوية موقف أوكرانيا في أي مفاوضات في المستقبل بشأن تسوية سلمية للصراع مع القوات الروسية.