دخل السودان قبل شهر، نزاعا جديدا تسبب في مقتل المئات وإصابة الآلاف بالإضافة إلى فرار عشرات الآلاف إلى دول جوار السودان هربا، من الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وميليشيات الدعم السريع، التي اندلعت في 15 أبريل الماضي.
تسبب النزاع بين الطرفين في مقتل أكثر من 750 قتيلا وإصابة 5 آلاف آخرين، إضافة الى 900 ألف نازح ولاجئ على الأقل، حيث أكدت المتحدثة باسم المفوضية السامية للاجئين أولجا سارادو للصحفيين في جنيف يوم 12 مايو الجاري: "مع تواصل أعمال العنف في السودان للأسبوع الرابع، اضطر قرابة 200 ألف من اللاجئين والعائدين إلى الفرار من البلاد، مع عبور مزيد من الأشخاص الحدود طلبا للأمان".
وقالت منظمة الهجرة التابعة للأمم المتحدة في وقت سابق الأسبوع الماضي إن أكثر من 700 ألف شخص نزحوا داخل السودان في أعقاب اندلاع المعارك في 15 أبريل.
ويتواجه في هذه الحرب قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ونائبه السابق محمد حمدان دقلو، الملقب "حميدتي"، قائد قوات الدعم السريع، التي وصفها الجيش السوداني في بيانه بـ"الميليشيات"، واندلع النزاع بين الطرفين بسبب حول دمج قوات الدعم السريع في الجيش، حيث يرغب حميدتي في أن تمتد المدة الزمنية للدمج لعشر سنوات، بينما يسعى البرهان أن تقتصر المدة على عامين فقط.
ونستعرض في النقاط التالية أبرز الأحداث في السودان خلال الشهر المنقضي:
في 15 أبريل، بعد أيام قليلة من تأجيل جديد لتوقيع اتفاق سياسي يُفترض أن يعيد إطلاق مسار الانتقال الديموقراطي، دوت أعيرة نارية وانفجارات في الخرطوم.
أعلنت قوات دقلو أنها استولت على المطار الدولي وهو ما نفاه الجيش، بالإضافة إلى المقر الرئاسي ومنشآت رئيسية أخرى، وشن الجيش غارات جوية على قواعد قوات الدعم السريع.
في اليوم الثاني من النزاع، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تعليق مساعداته، بعد مقتل عدد من عمال الإغاثة في القتال في إقليم دارفور.
وفي 19 أبريل، كانت اليابان أول دولة تعلن أنها ستجلي رعاياها، وبالتزامن فر الآلاف من سكان الخرطوم من القتال على طرق تنتشر على جانبيها الجثث والدبابات المتفحمة، خرقت الهدنتان المعلنتان في 18 و19 أبريل.
وفي 23 أبريل أجلت الولايات المتحدة موظفي سفارتها من الخرطوم، ونظمت مصر فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وإيطاليا وإسبانيا وتركيا والسويد والكثير من الدول الأخرى عمليات لإجلاء رعاياها.
وفي 25 أبريل دخلت حيز التنفيذ هدنة هشة لمدة 72 ساعة، بوساطة أمريكية وسعودية، وتبادل الجيش وقوات الدعم السريع الاتهامات بانتهاكها.
وفي 25 أبريل أعلن أحمد هارون، أحد مساعدي الرئيس السابق المعزول عمر البشير، المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، فراره من السجن برفقة مسؤولين سابقين آخرين.
في اليوم التالي، أكد الجيش أن البشير نفسه "محتجز لدى الشرطة القضائية".
وصل العنف إلى مستوى جديد في يوم 27 أبريل مع دمار ونهب في دارفور وقصف مكثف في الخرطوم.
وفي يوم 28 أبريل مددت الهدنة 27 ساعة أخرى، لكن القتال العنيف استمر، وفي دارفور، أبلغت الأمم المتحدة عن توزيع أسلحة على المدنيين وحذرت من أن النزاع يؤجج مواجهات اثنية.
في 30 أبريل، أعلن الجيش وقوات الدعم السريع تمديد الهدنة مرة أخرى لمدة 72 ساعة، وهو ما لم يتم احترامه عموما لكنه سمح باستمرار عمليات الإجلاء.
في 4 مايو، وافق طرفا النزاع على هدنة جديدة لمدة أسبوع حتى 11 مايو، لكنها لم تُحترم وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن العنف "يجب أن ينتهي" مهددا بعقوبات جديدة على الجهات المسؤولة عن إراقة الدماء.
وفي 7 مايو أعلن السفير سامح شكري وزير الخارجية أن الجامعة العربية قررت إنشاء لجنة اتصال من بين أعضاء الجامعة العربية تهدف لتحقيق وقف إطلاق النار والسماح بإنشاء ممرات آمنة للمدنيين، بهدف حماية الدولة السودانية، وتضم مصر والسعودية والأمين العام لجامعة الدول العربية.
في 11 مايو اعتمدت الأمم المتحدة قرارًا يقضي بتعزيز مراقبة وتوثيق الانتهاكات التي يشهدها النزاع، رغم معارضة الخرطوم.
وبعد مفاوضات استمرت ستة أيام في مدينة جدة السعودية، وقع الجانبان إعلانا ليل 11-12 مايو يضمن السماح بمرور آمن للمدنيين لمغادرة مناطق القتال ودخول المساعدات الإنسانية. وتتواصل المحادثات للتوصل إلى هدنة موقتة جديدة.
وفي 14 مايو أصدر الفريق أول عبدالفتاح البرهان قائد الجيش السوداني، قرارا بتجميد الحسابات المصرفية لقوات الدعم السريع شبه العسكرية والشركات التابعة لها، بالإضافة إلى إحالة عدد من ضباط الدعم السريع إلى التقاعد من بينهم العميد الركن عمر حمدان أحمد حماد، ممثل الدعم السريع في مفاوضات جدة.
واستمرارا لمسلسل الإقالات، أنهى البرهان اليوم الاثنين خدمة السفيرين عبد المنعم عثمان محمد أحمد البيتي، وحيدر بدوي صادق، من العمل بوزارة الخارجية، وأصدر قرارا بإقالة محافظ البنك المركزي السوداني حسين يحيى جنقول، وتجميد كل أرصدة قوات الدعم السريع في جميع البنوك بالداخل وفروعها بالخارج، بالإضافة إلى إعفاء مدير عام الشرطة في البلاد من منصبه، كما قرر تولي منصب وزير الداخلية بالإنابة.
وفي السياق نفسه، نفى قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو، الأخبار التي تتحدث عن مقتله في تسجيل صوتي نشره عبر حسابه في تويتر، مؤكداً أنه يتجول في مناطق العاصمة الخرطوم.