كشف الدكتور محمد إبراهيم المتحدث باسم وزارة الصحة السودانية، بالأرقام تفاصيل الأوضاع الصحية والطبية في الخرطوم، وذلك بعد نحو شهر من اندلاع الصراع المسلح بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، وتحديدًا في الفترة ما بين 15 أبريل حتى 14 مايو 2023.
وقال «إبراهيم» في تصريح خاص لـ «البوابة نيوز»، إن مجموع الإصابات التراكمي بلغ 3379 حالة إصابة، جرى علاج 1633 منها في مستشفيات القطاع العام، و1746 حالة في مستشفيات القطاع الخاص، مشيرًا إلى أن إجمالي الوفيات منذ اندلاع الصراع المسلح بلغ 243 حالة وفاة، تم استقبال 108 حالة في مستشفيات القطاع العام، و135 حالة في المستشفيات التابعة للقطاع الخاص في الخرطوم.
وأضاف، أن مجموع العمليات الكبيرة التي تم إجرائها لاستخراج الأعيرة النارية من الرأس والعنق والبطن والصدر والحوض وعمليات جراحة العظام وبتر الأطراف طول فترة الحرب بلغت 893 عملية، أجري منها 609 عملية في مستشفيات القطاع العام، و284 عملية تم إجرائها في مستشفيات القطاع الخاص.
وأوضح أن إجمالي أعداد الحالات الحرجة التي لا تزال محتجزة في العناية المُكثفة بلغ 91 حالة، تم حجز 66 حالة في مستشفيات القطاع العام و25 حالة في مستشفيات القطاع الخاص.
اقرأ أيضًا:
ولفت المتحدث باسم وزارة الصحة السودانية في تصريحاته لـ «البوابة نيوز» إلى أن مجموع عدد المستشفيات في ولاية الخرطوم 134 مستشفى (خاص وعام)؛ ولكن المستشفيات التي تعمل حتى اليوم الأحد 14 مايو 89 مستشفى فقط؛ وقد خرج منهم 2 مستشفى عن الخدمة بسبب تعدي قوات الدعم السريع عليهم، ليصبح إجمالي المستشفيات التي لا تزال تقدم الخدمة الطبية حتى ظهر اليوم 87 مستشفى من إجمالي 134 مستشفى؛ مُشيرًا إلى وجود 14 مستشفى لم يدخلوا ضمن الحصر لأنهم يتبعون لـ «الجيش والشرطة والأمن والجامعات».
وأوضح أن عدد المراكز الصحية التي تعمل الآن في الخرطوم 61 مركزًا من إجمالي 81 مركز صحي مرجعي يُقدم الخدمة لطب الأسرة والنساء والتوليد والباطنة والجراحة؛ وقد خُصصت هذه المراكز لمتابعه الحالات المزمنة من ذوي الأمراض؛ ويتم تحويل الحالات لأقرب مستشفى آمن ما إن تبين وجود الحاجة للمستشفى.
وحول مخزون الدم والدواء، أكد المتحدث باسم وزارة الصحة السودانية لـ «البوابة نيوز» توفر وكفاية مخزون أكياس الدم والتي تغطي العمليات العاجلة والآجلة وعمليات الأمراض المزمنة. لافتًا إلى توفر مخزون الأدوية، رغم تعدي قوات الدعم السريع على صندوق الامدادات الطبية المركزي في الخرطوم، والذي كان يُغذي كل ولايات السودان، وذلك بسبب توزيع وزاة الصحة كم كبير من الأدوية على عدد من المستشفيات في بداية الحرب.
وأضاف «ابراهيم» سيطرة قوات الدعم السريع على 25 منشئة صحية هامة، وقد توقفت تلك المنشآت الصحية عن العمل وتقديم الخدمة الصحية، وهو الأمر الذي يُؤكد وجود حملة ممنهجة من قوات الدعم السريع لإيقاف هذه المستشفيات عن تقديم الخدمة الصحية للمواطنين والمُصابين والجرحى. لافتًا إلى أن من بين هذه المراكز 4 مراكز صحية هامة جدا من بينهم «مركز الامدادات الطبية - المعمل القومي للصحة العامة اسيتاك - بنك الدم القومي - سلسلة تبريد اللقاحات».
في السياق ذاته، دقت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق، ناقوس الخطر بشأن أنباء عن تفشي الملاريا وحمى الضنك والحصبة في السودان، ولفتت إلى أن ملايين الأطفال والسيدات الحوامل يعانون من سوء التغذية الحاد، وتراجع إمدادات المياه والغذاء والأدوية والكهرباء، وأشارت إلى خروج 70% من المنشآت الصحية في المناطقة المتأثرة بالقتال.
وفي وقت سابق قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في شرق المتوسط أحمد المنظري، إن 16 مليون سوداني يُعانون أزمات صحية ونحو 4 ملايين امرأة حامل و50 ألف طفلا يعانون نقصًا حادًا في التغذية، ونحو 24000 امرأة مُقدر لهن وضع مولودًا خلال الأسابيع القادمة ولن يتمكن من الوصول للخدمات الصحية وهن عرضة للإصابات الوخيمة والوفاة.
وتسبب الصراع العسكري المندلع بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، منذ منتصف أبريل المنصرم في فرار نحو 200 ألف شخص من السودان حسبما أعلنت الأمم المتحدة. بينما أعلنت منظمة الهجرة التابعة للأمم المتحدة عن نزوح أكثر من 700 ألف شخص داخليًا، ومقتل أكثر من 750 شخصًا وجرح 5000 آخرين.