الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بالعربي

Le Dialogue بالعربي

كريستوف جوبيل يكتب: التصالح مع كوكبنا.. تحول الطاقة تحدٍ غير مسبوق يواجه الأجيال الحالية والقادمة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كيف نعيد علاقة اتصال الإنسان بالكوكب بصورة فعالة؟، يمكننا أن نجد الجواب فى كتاب «دليل التحول العظيم» وهو تأليف لـ١١٠ أشخاص، كيف يمكننا تغيير طريقة تفكيرنا وعملنا من أجل التحول البيئى والاجتماعى، وبالتالى التعليم والتدريب المصاحبين له؟، كيف ندعم المؤسسات والمعلمين فى هذه الثورة الضرورية للتعليم العالى فى فرنسا؟.
يعد تحول الطاقة قضية رئيسية وتحديا غير مسبوق يواجه الأجيال الحالية والقادمة يفرض الحفاظ على كوكبنا والكائنات الحية بجميع أشكالها نموذجا جديدا، طريقة للتصرف والتفكير فى العالم بطريقة مختلفة جذريا عما اعتدنا عليه ثقافيا حتى الآن، لفهم هذا التغيير العميق وكذلك القضايا المعقدة الكامنة وراء إجراء التحول البيئى والاجتماعى، فإن التعليم والتدريب يعدان أمران ضروريان، إنها مسألة تتعلق بدعم الجهات الفاعلة فى التعليم العالى والتعليم المدرسى فى هذا التحول من خلال تزويدهم بأدوات نظرية وعملية مبتكرة.
وتجدر الإشارة إلى أن استخدام التكنولوجيات، يثير سؤالين مهمين ومرتبطين من وجهة النظر هذه، وهما انبعاثات الغازات الدفيئة، وبالتالى دورها فى الاحتباس الحرارى، واستنفاد الأحافير والمعادن والوقود والموارد المستخدمة لتنفيذها، يضاف إلى ذلك مشكلة الضرر الذى يلحق بالنظم البيئية، فى حين أنه ليس من المؤكد أن الأنظمة التقنية ستقودنا إلى ما بعد القرن الحادى والعشرين.
وبالتالى، يجب استيعاب مفهوم تحول الطاقة، الذى أصبح موضوعا تكنولوجيا واقتصاديا وسياسيا عصريا فى إطار أوسع يشمل، بالإضافة إلى التقنيات، نظاما بيئيا أوسع يضم المؤسسات والأفراد.
يمكن تعريف الطاقة بأنها طريقة حساب تحول المادة، هذا مهم فى عصر الأنثروبوسين، لأن هذا هو بالضبط ما حدث مع ثورتنا الصناعية، قصة الطاقة هى قصة الإنسان الذى يغير بيئته، إذن يبلغ متوسط قوة الإنسان ١٣٠ وات، وهكذا عندما تنتج جهدا، تكون هناك بضع مئات من الوات أكثر.
كما نرى أن قوة الآلات التى يستخدمها الإنسان تتجاوز بشكل كبير قوة ١٣٠ وات، مما يعنى أن الإنسان اليوم يعيش بصورة تفوق قدرات نظامه البيئى، والذى يستهلكه من خلال الاستهلاك المفرط لمخزون الطاقة المتاح.
ولهذا السبب من المهم للغاية إعادة التفكير فى العلاقة بين المادة والإنسان، ونرى هنا شيئا واحدا مهما للغاية، وهو أنه لتكوين المادة والكائنات الحية، فإن الأمر يتعلق بما تم تنظيمه، أى أنه يتعلق الأمر بنبات أو بكائنات حية حيوانية، لتكوين المادة، لا نحتاج فقط إلى الطاقة، ولكن إلى الطاقة ذات الجودة العالية. 
 


يمكننا أن نأخذ مثال النبات ونضعه تحت إضاءة الشمس أو نضعه فى خزانة مغلقة ولكن بمبرد صغير يوفر نفس الطاقة، إنها نفس كمية الطاقة، لكنها ليست نفس النظام البيئى، فى إحدى هاتين الحالتين، سوف يزدهر النبات وفى الحالة الأخرى لن يزدهر.
لذا فإن حقيقة أننا نمتلك طاقة عالية الجودة هى التى ساهمت فى تطوير الحياة أولا وقبل كل شيء بالبقاء على أسئلة الطاقة والجودة هذه، يتبين أنه فى وقت الثورة الصناعية، أخيرا، كان الإنسان هو الحيوان الوحيد الذى تمكن من الوصول إلى مصدر للطاقة، والذى كان فى ذلك الوقت الفحم ومن ثم فى وقت لاحق، توصل إلى النفط، وهذه الطاقة، على عكس الطاقة الشمسية التى هى عبارة عن تدفق، تمثل مخزونا.
والفرق الكبير هو أنه عندما تتعامل مع المخزون، فإن مقدار الطاقة التى يمكنك إنفاقها، فى النهاية، سيعتمد فقط على حجم الأنبوب الذى تضعه فى المقاود، لوضعه بطريقة تخطيطية.
ثم نرى أنه فى وقت الثورة الصناعية، أدى الوصول إلى مخزون من الطاقة إلى زيادة عدد السكان. ودعونا نتذكر أنه، قبل الثورة الصناعية مع الحصول على الطاقة من الشمس بعد ذلك، تمكن الإنسان من توفير مخزون من الطاقة. نرى فى الواقع هذا الاختلاف الكبير، عندما يكون لديه فجأة مصدر وفير من الطاقة.
ما هو الأنثروبوسين بعد كل شىء؟، بالنسبة للفيزيائى، هذه هى اللحظة التى يتوفر فيها للبشر مثل هذه الكمية من الطاقة بحيث أصبح من الممكن لهم إثارة المادة التى تبقى على نطاق الكوكب نفسه، لم يكن هذا ممكنا طالما لم يكن لدينا، بشكل فعال، هذه الطاقات الاحتياطية وهى الفحم والنفط.
يمكننا وصف الوضع الحالى على النحو التالى، فى الواقع، مع التدفق، من المستحيل وجود اختلافات فى استهلاك الطاقة، عندما يكون لديك شمس، لا يمكنك أن تقول لنفسك فجأة: «أود أن يكون لدى ١٥ شمسا بشكل مؤقت»، بينما مع مخزون الطاقة، فإنه يعتمد على قطر الأنبوب الذى تأخذ به هذه الطاقة.
وهكذا يمكنك أن تختلف تماما وتستخدم كميات أكبر من الطاقة، وهذا هو بالضبط ما حدث، ما يجعل ذلك اليوم، بينما نحن، من وجهة نظر بيولوجية، مع قوى، ما يقرب من ١٣٠ وات للبالغين فيما يتعلق بالاستخدامات، سواء كان ذلك فى النقل أو الإمداد بالطعام أو جميع الخدمات، فإننا نعمل أعلى من ذلك الحجم بدرجتين، لذلك نحن بعيدون تماما عن واقعنا البيولوجى وقد أصبح هذا ممكنا بفضل الطاقات الأحفورية.
على مستوى الاقتصاد الكلى، لا يسعنا إلا أن نلاحظ أن الزيادة فى استهلاك النفط خلال سنوات ما بعد الحرب ترتبط ارتباطا وثيقا بنمو الناتج المحلى الإجمالى، لماذا؟ ببساطة لأن الناتج المحلى الإجمالى، على الرغم من عدم دقته، لا يزال مقياسا لتحولات المادة على نطاق الدولة. لذلك فهى تمثل بشكل فعال فى تفسير تحول المادة.

معلومات عن الكاتب: 
كريستوف جوبيل.. فيزيائى وأستاذ بجامعة باريس «باريس ديدرو»، ونائب مدير المختبر متعدد التخصصات لطاقات الغد.. بهذا المقال عن التصالح مع كوكبنا، ينضم للحوار.