هذا هو الراهب اليسوعي الذي دحض من خلال خبرتي معه خرافة انه لا يستطيع احد معرفة فيما يفكر اليسوعي، فقراءة الاب وليم سيدهم اليسوعي تعرفك على وجه اليسوعيين البسيط، التلقائي، المستنير، والحر.
بحسب ما خطه الاب وليم سيدهم اليسوعي بذاته في كتابة الموسوعي عن الرهبانية اليسوعية في مصر"اليسوعيون في مصر، مساهمتهم في التربية والتنمية والثقافة" في العام 2020، فهو الاب وليم بن سيدهم بن سيفين، ولد ببلدة جراجوس بقنا في قلب الصعيد يوم 21 فبراير 1948. التحق بالمعهد الاكليريكي القبطي في المعادي وتابع – بعد شهادته الثانوية – دروس الفلسفة في جامعة القاهرة (1967-1971) التحق بالرهبانية اليسوعية في خريف العام 1972، وتابع خلالها مرحلة التكوين (روحيات، فلسفة، لاهوت) بين مصر ولبنان وفرنسا حيث كان موضوع رسالته للماجستير في فلسفة ابن رشد، ثم سّيم كاهنا يوم 23 مارس 1984.
اهتم الاب وليم بتكوين وتنشئة اجيال من الشباب القادر على صناعة التغيير من خلال مبادرات في الوعي والثقافة والفن، ما انعكس على انشطته التنموية والثقافية وبشكل خاص مشروعه الكامن في قلب الفجالة بجمعية النهضة العلمية والثقافية والتي من خلالها خرج الكثير من المبدعين في مجالات المسرح والسينما والانتاج الفكري والادبي.
غير ان حضور الاب وليم سيدهم اليسوعي الطاغي كان انشغاله بنقل فكر لاهوت التحرير الى مصر وهو ما انعكس على باكورة انتاجه الفكري والادبي في التسعينيات حيث مؤلفاته: الحرية المسيحية والتحرير-وثيقة مترجمة من مجمع العقيدة الايمانية والفاتيكان، لاهوت التحرير في امريكا اللاتينية، لاهوت التحرير في إفريقية، لاهوت التحرير في آسيا، لاهوت التحرير:رؤية مسيحية اسلامية ، لاهوت التحرير الفلسطيني، قضية التنوير ولاهوت التحرير، اربعون عاماً على لاهوت التحرير. هذا بالاضافة لمؤلفاته في الكتاب المقدس عن تفسير سفر الرؤيا، وعن اباء الكنيسة في كتابه ترتليانوس موسوعة المعرفة المسيحية.
ربما نحن بحاجة الى دراسة موسعة وعميقة حول الابعاد الانسانية والاجتماعية واللاهوتية التي شكلت فكر وقلب ونموذج هذا اليسوعي العملاق الذي هو احد سفراء العمل الاجتماعي والفلسفي واللاهوتي بمصر كما بخارجها. لا يمكن حصر انتاجه الفكري في ما خطه من كتب بل بالاكثر في ما انتج من بيئة ثقافية وتنويرية حرة اتاحت الفرصة للعديد والعديد من الشباب المصري لاستكشاف فرادة هذا المجتمع بتاريخه وناسه الذين كان يتحرك بينهم الاب وليم ببساطة وبحرية وبأنفتاح على خدمة المجتمع دون اية اعتبارات او حسابات سوى حبه لمصر المغروس في قلبه حيثما ولد ونشأ بصعيد مصر، هذا الحب الخالص للوطن جعله متفرداً في العودة للعمل بالصعيد بمبادرات فنية وثقافية وانسانية تستهدف الاطفال والشباب والمربين لبناء نشيء يقود مصر حيث قوتها تكمن في قوة عقول المصريين واستنارة ضميرهم.
تحية وشكر من عقل وقلب كل شاب وطفل مصري الى روحك وحريتك وبساطتك وصلابتك يا ابونا المحبوب هذه التي من خلالها جميعها اتحت لهم الفرصة ليبدعوا ويعرفوا معنى محبة هذا الوطن ويخرجوا الى العالم احراراً قادرين على التعبير من خلال المسرح والسينما والرسم ليعبروا عن قوة هذا الوطن الحقيقية الكامنة في مصريتهم الخالصة كما كنت انت مصرياً خالصاً.