سادت حالة من الحزن بين الأوساط الطبية بمحافظة الأقصر، عقب الإعلان عن وفاة "سلمى الشاذلي" أشهر رئيسة تمريض بمستشفى الأقصر الدولي، بعد معاناة طويلة من المرض.
والراحلة تحمل الجنسية الأسترالية، جاءت في جولة سياحة إلى مصر، أحبتها لدرجة العشق، ثم انتقلت إلى محافظة الأقصر، واستقرت فيها بعد إشهار إسلامها في أواخر التسعينات، كما تزوجت فيها وأنجبت 3 أبناء (ولدين وبنت)، وعملت كأخصائي تمريض، ثم تعيينها رئيس تمريض بمستشفى الأقصر الدولي بعد مساهمتها في تأسيس قسم التمريض بالمستشفى، ثم عينت منسق التدريب بالمستشفى بعد مرضها.
كما كلفتها إدارة المستشفى، بالتواصل مع الفرق الطبية الأجنبية التي كان يستضيفها المستشفى، كون الانجليزية هي لغتها الأم بحكم أنها استرالية الجنسية، وكانت تحرص على ظهور المستشفى في أروع وأبهى صورة، إلى أن أصيبت الراحلة بمرض السرطان منذ أكثر من أربع سنوات وظلت تعانى منة حتى توفيت اليوم الجمعة.
وقالت أحد أقرباء الراحلة من ناحية الزوج، أن "سلمى كان تحفظ هي وأبنائها أجزاء من القرآن الكريم، وأصيبت بمرض السرطان منذ 4 سنوات، وقبل وفاتها بـ24 ساعة استيقظت من النوم وقالت لأبنائها أنها حلمت ببناء بيت جديد وستقوم بزيارة بيت الله الحرام" ثم توفاها الله منذ ساعات، وكانت ودودة ومحبوبة من الجميع.
وعقب الإعلان عن نبأ وفاة أشهر رئيس تمريض في الأقصر، نعاها زملائها من الطاقم الطبي والإداري بالمستشفى الدولي معددين صفاتها الحميدة ومعبرين عن مكانتها لديهم قائلين "مس سلمى الشاذلي، مشرفة التمريض بمستشفى الأقصر الدولي، تعلمنا منها الكثير، أطباء وتمريض، كانت رحمها الله مثال لإشراف التمريض القدوة، ولها مكانتها لدى الفريق الطبي بالمستشفى على مدار سنوات، وكانت تعامل الصغير بالرفق واللين وتعامل الكبير بالوقار والاحترام، كما كانت رحمها الله دؤوبة العمل، لا تألو جهداً في سبيل خدمة المستشفى، وإذا كلفت بأي عمل إضافي من قبل المستشفى، لم تنتظر يوماً شكراً من أحد، فقط حسبة لله عزّ وجل وعندما ابتليت للأسف بمرض السرطان كان صابرة محتسبة، ولم تنقطع عن العمل حتى أنهكها العلاج الكيماوي والجراحات تماماً".
وقال الدكتور محمد العقبي مدير مستشفى الأقصر الدولي، "في ذمة الله يا مس سلمى، من مؤسسي تمريض الأقصر الدولي، نسأل الله عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته ويلهم زوجها وأولادها الصبر والسلوان".
ونعت رضا التوني، رئيس التمريض بمستشفى إسنا سابقا، سلمى الشاذلي، قائلة (كل يوم نودع أحد زملائنا كل يوم يخيم الحزن قلوبنا، الفقيدة كانت جميلة وخفيفة الظل، وتتعامل معك كأنها مولودة في مصر تعلمت اللغة وروح المصريين الحلوة، كانت تشغل منصب مديرة تمريض مستشفى الأقصر الدولي في فترة من الفترات ونظرا لظروفها الصحية أوكل لها منسق التدريب بالمستشفى، ربنا يرحمك حبيبتي ويغفرلك ويصبر أولادك وأهلك وكل محبينك، الرجاء الدعاء لسلمى بالرحمة والمغفرة).
وقال حسين عادل، "مس سلمى الشاذلي تعلمنا منها الكثير في مجال التمريض كانت تمثل لنا الأب الروحي ولا تبخل علينا في التعليم ودائما تطمن علينا في غيابنا، اللهم اغفر لها وارحمها وصبر أهلها وصبرنا على فراقها ونحتسبها عند الله شهيدة اطلب منكم جميعا الدعاء".