بداية نتحدث عن الفرق بين الكوميكس والكاريكاتير، الأول يحكي عن قصه قد تكون سياسية أو اجتماعية أو رومانسية؛ لكن الكاريكاتير تسجيل لمواقف أو حدث بشكل ساخر بهدف السخرية أو الاعتراض أو النقد الاجتماعي فهو مرتبط باللحظة ووقوع الحدث.
وقديما كان كبار الكتاب أمثال الكاتب الساخر أحمد رجب في نص كلمه بأخبار اليوم، كان دائما يمازح الوضع السياسي والاقتصادي ساخرا منه، أما عن قراء الصحف الورقية يبدأون تصفحها بابتسامة خفيفة من "الكاريكاتير"، قبل أن يتابعوا أخبارهم السياسية المفضلة.
لكن مع تراجع الصحافة المطبوعة، وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي اهتموا بالفنون والحداثة التي تواكب عصرنا الحالي، بدلا من الضحكات التقليدية المرسومة.
وأدى تقليص صفحات الجرائد بسبب ارتفاع أسعار الورق إلى اندثار بعض فنونها، مثل الكاريكاتير، أحد فنون الرسم الساخرة، الذي غالبا ما يوثق قصة أو حدث بهدف السخرية أو النقد الاجتماعي.
ويعد الكوميكس نوع آخر من الفن ولكن إبداع داخلي، ومع وجود منصات التواصل الاجتماعي وتراجع دور الكاريكاتير ، انتشر "الكوميكس" أو القصة المصورة، الذي عبر عن جيل جديد يحاول تطوير الكاريكاتير التقليدي.
وكان صاحب الكاريكاتير للصحافة المطبوعة منذ بداياتها، وازدهر في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية خاصة في فرنسا، وتراجع هذا الفن نظرا "تغير في ممارسة الدور الصحفي والتضييق عليه، وتضاؤل مساحات النشر المخصصة له في غالبية الصحف العربية والأجنبية".
ويرى كاريكاتير الفنان أنس الديب أن "الفن ساخر يعبر عن رأي مستقل، وينتقد قضية أو قصة بطريقة ساخرة"، معتبراً أن سبب تراجعه "هو رفض بعض المسؤولين له، لأن سلوكه كالطفل الجريء لا يعرف المجاملة أو الحلول .
لكن القصص المصورة "الكوميكس"، في رأي الكثير من فناني أو احد مصمميه في مصر، "لا ترتقي لمنافسة الكاريكاتير"، فيقول: "الكوميكس يتطلع لحداثة وصبغة العصر الذي يتواجد فيه، ولا يتميز بهوية ورأي مستقل مثل الكاريكاتير".