قبل عامين ماضيين، شغلت "عروس" محافظة الدقهلية عقول المصريين خاصة أن والد العروس رفض أن يوقع عريس نجلته على قائمة منقولات، وتداول رواد الفيس بوك آنذاك العبارة الشهيرة المدونة على قائمة المنقولات «من يؤتمن على العرض لا يسأل عن المال» لتعاود القصة للسطح من جديد مع تداول منصات السوشيال ميديا قصة مشابهة مفادها عريس بمحافظة الإسكندرية كان متزوجا من فتاة تدعى "مروة" قبل سنوات وأنجب منها طفلين وطلقها ثم رفض الإنفاق على طفليه.
وبحسب المتداول على المواقع الصحفية ذكرت "وردة" أنها تزوجت من هذا الشاب في العام 2014 وأنجبت منه طفلين وتفاقمت الخلافات بينهما بسبب سوء معاملته لها ولأسرتها حتى تم الانفصال بعدما أقامت دعوى قضائية أمام محكمة الأسرة تطلب فيه ذلك واستجابت لها المحكمة، وهنا تداول رواد التواصل الاجتماعي القصة بشكل كبير.
وأكدت "مروة" أنها بالفعل انفصلت عن زوجها، وحصلت على حقوقها من منقولات كما صدر لها حكم بمبلغ مالي قدره 1000 جنيه نفقة للطفلين، ولكن الزوج لم يلتزم بالنفقة حتى الآن، فيما يطلب رؤية طفليه ويقيم دعاوى قضائية لذلك دون أن يلتزم بحق الأبوة وحق القانون ويسدد النفقة لطفليه.
وأوضحت أنها علمت بعد ذلك بزواجه من أخرى وتقديمه لها هدايا قيمة وثمينة وهو ما يعني أنه ميسور الحال، مضيفة أن حق طفليه في رقبته وستواصل جهودها لانتزاع حقهما منه.
بدوره يعلق الدكتور عبدالحميد زيد، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الفيوم: قائمة المنقولات كانت لا تكتب قديمًا حيث كانت القيم والمبادئ هي التى تحكم وتحدد العيب والخطأ، فكانت الناس تلتزم بكلماتها واتفاقاتها ومن يؤتمن على شيء كان على قدر المسئولية وكان عقد الزواج بشكل شفوي ولا توجد محررات رسمية، ولكن كلما بدأ في تحول القيم وغلبت المصلحة الخاصة والقيم الفردية ما دفع المجتمع إلى توثيق هذه الاتفاقات ومنها الزواج لتأكيد الالتزام بالواجبات والحقوق وتأتي أهمية التوثيق لتأكيد التزامات الناس بما آلت إليه اتفاقاتهم ويكون مكتوب.
ويضيف زيد لـ"البوابة نيوز": مسألة قول والد العروس «من يؤتمن على العرض لا يسأل عن المال» قول صادق وفي محله لأنك إذا ائتمنت إنسان على العرض والشرف فلا تعادله أي قيم مادية وليس له سعر أوثمنًا لأنها علاقات انسانية ومودة ورحمة، وواقعة مخالفة الزوج هي مخالفة فردية يجب أت تعامل في سياقها ولا يجوز المبالغة في رد الفعل لتجنب هدم أية قيم نبيلة .
فى السياق ذاته، تقول الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، ما فعله والد العروس من عدم اشتراط توقيع قائمة منقولات هو شعور لديه بالأمن والأمان حيث يري أن ابنته لا تقدر بثمن لأنها الأغلى في حياته ناهيك عن ثقته في زوج ابنته، أما قائمة المنقولات وهي أمور مستحدثة وجديدة ناتجة من التقليد الذى ينشأ من البرامج الإعلامية الخاصة بالمرأة التى تفتقد تصدير صور ايجابية والقائمين عليها ليسوا متخصصين، فيقدمون رسائل سلبية وهنا نحتاج لإعادة صياغة البرامج بحيث تساهم في رفع الوعي والمساهمة في استمرار الحياة بين الزوجين على الأسس السليمة ناهيك عن سطحية الدراما التى تقدم عبر مسلسلات رمضانية خالية من الدسم والفائدة.
وتضيف سامية لـ"البوابة نيوز": لا يمكن التعامل مع حالات فردية من زواج أو عدم التزام من الزوج بالتعميم بل يجب تسليط الضوء على الإيجابيات وليست السلبيات ونعظم القيم الإيجابية ونصدر الطمأنينة للناس فمثلا عن تقدم عريس لخطبة الابنة يتعامل معها والدها كأنه ابنه لإحداث نوع من الألفة والطمأنينة، وهنا نحتاج لتعديل المضامين الاعلامية وتعديل مسار النقل من الأفلام الأمريكية التى تعتمد على الدم والقتل ويكون اعتماده فقط على جذب الانتباه وتغذية القيم السلبية والفردية.
وتواصل: نحتاج لمشروعات مشتركة بين الإعلام والثقافة لبناء الشخصية المصرية لغرس القيم الإيجابية وأساليب الحياة الناجحة السمو التنزه عن القيم الفردية والسلبية والمادية فلا يوجد أغلى من سعادة الابنة مع زوجها كما فعل والد العروس، وما ينتشر على السوشيال ميديا والاعتماد على معيار المشاهدات والزيارات انحدرت وهبطت قيمنا الثقافية وتحولنا لمقلدين بشكل أعمى.