السبت 05 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

شيخ الأزهر: لا يملك أحد تكفير الآخر

أحمد الطيب شيخ الأزهر
أحمد الطيب شيخ الأزهر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد د. أحمد الطيب شيخ الأزهر أن الانتهاكات التي حدثت في السجون المصرية في الستينيات، وتناقل فكر وتراث الخوارج الذي يربط الاعمال بالايمان سبب في ظهور جماعات التكفير.
وقال في افتتاح مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الاسلامية "32" بعنوان خطورة الفكر التكفيري والفتوى بدون علم على المصالح الوطنية والعلاقات الدولية: "كنا نظن أن المكفرين استعادوا وعيهم وخلصوا من آفة التكفير منذ تسعينيات القرن الماضي في مصر وغيرها، إلا اننا فوجئنا بالتكفير والتفجير، ومن المؤلم أن ترتكب تلك الاعمال باسم الاسلام، الأمر الذي استغله الاعلام الغربي أسوأ استغلال، واتهم الاسلام بأنه دين يدعو للعنف وسفك الدماء. 
وأضاف أن التكفير وما يترتب عليه من استباحة الدماء ليس جديدا على المجتمعات الاسلامية، فكلنا درسنا فكر الخوارج وانحرافهم في تصورهم العملي وفهمهم الخاطيء للعلاقة بين مفهوم الايمان كأصل والأعمال كفرع وتشبثوا ببعض الظواهر وأداروا ظهرهم لأمور أخرى.
وأكد أن عودة قضية التكفير يتطلب البحث عن سببه وقال :" إن من تاريخ التكفير ان متجمعنا في مصر لم يعرف بظهور جماعات تؤمن بالتكفير قبل عام 67 من العام الماضي ، وقبيلة التكفير الحالية ولدت في السجون بسبب العنف الذي لاقوه في السجون من ابناء بعض الجماعات الاسلامية ".
واستطرد: لقد عادت ظاهرة التكفير على أيدي شباب لا يملك من المعرفة الدينية إلا اسم الاسلام ، وكان التكفير هو الصيغة الأسرع للتعبير عما يتعرضون لهم من ازمات، وكانت أحكامهم ليست نابعة من فكر سليم وانما تعبير عن قهر وضغوط .
وأوضح أن التكفير فكر ازمة، ويرى البعض انه نشأ في 68 في السجون بظهور جماعة سمت اسمها جماعة التكفير والهجرة ، وقال :" إن السجون وما جرى فيها من تجاوزات وانتهاكات في الستينيات أحد اسباب ظهور جماعات التكفير ، إلا أن هناك سبب آخر أظهر التكفير وهو التراث الطويل المتراكم الذي نطلق عليه تراث الغلو والتشدد في الفكر الاسلامي، الذي يعبر منذ نشأته عن انحراف واضح عن عقيدة الأمة، وهو تراث ينتسب بصورة وأخرى إلى تراث الخوارج الذي حذر منه الرسول ورفضته الأمة قديما وحديثا. 
وشدد على ان الخلاف بين عقيدة التكفيريين وغيرهم في سائر الأمة هو علاقة العمل بجوهر الايمان وحقيقته، وقال "ان منهج اهل السنة هو التصديق بالله ورسله وكتبه وملائكته، ولايصح اطلاق لفظ الكفر على المسلم، ما دام معتقدا في قلبه بهذا، وهذا خلاف عمن ربط الاعمال بالإيمان فيجعل المكفرون من أتى مرتكب كبيرة كافرا وغير مسلم. 
وحذر شيخ الأزهر من ترويج المكفرين استخدام الفضائيات في نشر الفكر التكفيري من خلال ربط الايمان بالأعمال والحكم من خلالها على كفر او عدم كفر المسلم ، منتقدا ما يقال بأن مذهب الاشعري ضال ومنحرف لأنه يجعل الايمان هو التصديق. 
ودعا إلى عودة الوعي بمذهب اهل السنة والجماعة "الأشاعرة والماتردية وأهل الحديث"، والعودة إلى تضييق دائرة التكفير في اضيق حد يكون حيث يكون انكار معلوم من الدين بالضرورة هو معيار الخروج من الايمان.
وشدد على ان مرتكب الكبيرة مؤمن ولا يجوز إخراجه من الدين إلا إذا ارتكب كبيرة الشرك وهنا يكون الكافر وهذا هو مذهب الجمهور الذي يعبر عن عفو الله ورحمته ويعكس يسر الاسلامي .
وأكد أن قضية التكفير لا يملكه أحد ولا جماعات وإنما هي تسمية شرعية ترتبط بشروط تحصرها في اضيق الأمور، ولا يسارع اليها إلا فئة من الناس لا يفهمون الدين.
واعلن شيخ الأزهر أن المؤسسة الازهرية ستظل مؤسسة يسر، ولن يكون مسار فرقة بين المسلمين وسيظل يدرس جميع المذاهب وعدم التعصب لمذهب، وقال سبيل الأزهر لايوم هو سبيله في الامس بالسعي الحثيث في جمع كلمة المسلمين، ولا يفرق بين مذهب وآخر في مواجهة موجات الالحاد، لا يألو جهدا في مواجهة التكفير، وهذا يتطلب جمع كلمة علماء المسلمين على كلمة واحدة لمواجهة الخطار التي تواجه الأمة، وبدون هذا الالتقاء فان النتائج لن تكون علىنحو ما نريده.
واستطرد :"منذ اليوم الأول الذي توليت فيه مسئولية الازهر الشريف، اعلنت فيها أن السبيل الوحد للحفاظ على الأمن الداخلي والسلام في العالم كله، يتطلب وحدة الأمة والتفاعل بين مذاهبها وعلمائها، إلا أن تلك الدعوة لم تجد بعد الآذان الصاغية لتنفيذها، فامتنا خير الامم، والأزهر يفتح أبوابه للجميع ليجدد دعوته للأمة حكاما ومحكومين، لتبني المذهب الوسطي في الفهم والاعتقاد والعمل الذي دعا إليه القرآن والسنة".