حكموا مصر مدة تقرب من الـ 225 عامًا متتالية، وقسمهم مانيتون السمنودي المؤرخ المصري القديم إلى أسرتين متتاليتين هما الأسرة الـ 19 والأسرة الـ 20، وأي قارئ أو مهتم بالحضارة الصرية القديمة يجب أن يتعرف على تلك الحقبة جيدًا فهي تضم أعظم ملوك مصر القديمة بلا مبالغة، وعصر الرعامسة هو تسمية لفترة من تاريخ مصر القديمة، سميت باسم الرعامسة نسبة إلى من حملوا اسم رمسيس "بالهيروغليفية: رع مس سيس وتعني ابن الإله رع"، ونتحدث هنا عن أشهر ملوكهم.
الملك رمسيس الأول "المؤسس"
اسم ولادته هو «رع مس سيس» أي وليد رع، وكان اسمه الملكي بحتي رع، وهو مؤسس الأسرة الـ 19 عند أغلب الأثريين، وهي تنافس الأسرة الـ18 في الأهمية، وحكم لمدة عام واحد فقط من 1295 إلى 1294 ق م، وكان بحتي هذا قائدًا عسكريًا، وترقى في الرتب والوظائف حتى وصل إلى رتبة الوزير، في عهد الملك الذي سبقه وهو الملك حور محب آخر ملوك الأسرة الـ 18، وقصة توليه الحكم مسجله على تابوته من الداخل، وهو محفوظ في المتحف المصري بالتحرير، ومقبرته تحمل رقم 16 في وادي الملوك ومومياء هذا الملك تم سرقتها من مصر وتهريبها إلى أمريكا الشمالية عام 1860م، وهي حاليًا محفوظة بمتحف نياجرا فولز بكندا.
الملك رمسيس الثاني
الملك رمسيس الثاني هو أوسر ماعت رع ستب إن رع، من 1279م إلى 1213 ق م، وهو الحاكم الثالث في الأسرة التاسعة عشرة، وكان أبيه هو الملك سيتي الأول، ورمسيس الثاني هو الملك الأكثر بناءً وتشييدًا في مصر القديمة، ففي فترة حكمه الطويلة التي بلغت ما يزيد عن 60 عامًا، تعددت المباني ومنها معابد النوبة التي أنشأها وتحديدًا في أبو سمبل كما أنشأ عدد كبير من المباني في ميت رهينة، وأنشأ الصرح الأول في معبد الأقصر، وكذلك معبد الرامسيوم غربي الأقصر والذي يضم تمثال 1000 طن من الجرانيت، ومن أكبر انتصاراته كانت معركة قادش ضد الحيثيين، حيث استطاع تحجيم توسعاتهم.
الملك رمسيس الثالث
وهو وسر – معت – رع – مري - إمن، حكم من 1186م إلى 1155 قبل الميلاد، وهو يأتي كمنافس لرمسيس الثاني حيث يضعه العلماء على قمة ملوك الرعامسة أهمية، وهو يأتي في بداية الأسرة العشرين، وفاق رمسيس الثاني في العديد من الأمور حسب وجهة نظر عدد من الأثريين، ورمسيس الثالث هو إبن الملك سد نخت، وقد حكم فترة قصيرة للغاية حوالي عامين فقط، وتزوج من سيدة تدعى إي ست، وكعادة ملوك الأسرة الحديثة كان لديه العديد من الزوجات الثانويات، وأنجب الكثير من الأولاد، وفي الفترة الأولى من حكمه كان منشغلًا بالدفاع عن مصر ضد أي عدوان خارجي، وكانت أولى حروبه في العام الخامس من حكمه، مع قبائل الليبيين وكل حلفائهم، واستطاع هزيمتهم بل وأسرهم، وبعد 3 سنوات أخرى واجه الشماليين والذين كانوا معروفين بشعوب البحر، والمقصود به هنا هو البحر المتوسط، وكان يدعمهم قبائل الشرادنة، وكانوا مشهورين بكونهم بحارة مقاتلين، ورمسيس الثالث تمت عدة محاولات لاغتياله وهناك آراء متضاربة حول هل نجحت إحداها أم لا.
الملك رمسيس الرابع
تولى الحكم إما1151 ق م حتى 1145 ق م أو من 1155 ق م حتى 1149 ق م، وجاء بعد أبيه رمسيس الثالث، وبدأ بإطلاق حملة إنشاءات عملاقة فضاعف عدد الفنانين في دير المدينة لـ120 رجلاً، وأوفد بعثات استكشافية لمحاجر وادي الحمامات ومناجم الفيروز في سيناء، ولكنه لم يعش طويلاً ليحقق أهدافه، ثم توالى حكم الرعامسة، وكانوا عبارة عن ملوك أو حكام تميزت عهودهم بالضعف، بدءً من رمسيس الخامس وحتى رمسيس الـ11، وهو آخر الرعامسة، واسم الولادة هو "رع ميسو خع واست" واسم التتويج "من معات رع ستب ان بتاح" حكم مصر خلال الأعوام 1105 حتى 1076/1070 ق م.
في عهده انتشر عدم الاستقرار وضعف الأمن، وكذلك أصبح هناك قلاقل سياسية واقتصادية، وظهر الفرس والإغريق تتنازعان على الأراضي الخصيبة ولم تسلم مصر في ذلك الوقت من نزاعهما، وانتزع الفرس بعض أقاليم مصر الشرقية في الشام بسبب تهاون ملوكها في الدفاع عنها وعجزهم عن صد غارات الفرس، وفي أواخر عهد رمسيس الحادي عشر استغل أحد القواد الفرصة وهو حريحور، واستقل بحكم صعيد مصر خارجًا عن طاعة رمسيس الحادي عشر.
